الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مذبحة الاعظمية...اشهد اني رأيتهم يعدونهم للذبح!

عارف معروف

2005 / 4 / 30
مواضيع وابحاث سياسية


صباح الثلاثاء الماضي، 18/4/2005،مررت بكورنيش الاعظمية، وما ان ابصرت حشدا من ا لشباب يتجمعون على الرصيف المقابل لبوابةالقصر الرئاسي السابق والثكنه العسكرية الحاليةحتى شممت في الهواء رائحة شواء بشري ورأيت بعين الحدس اشلاء تتمزق ودماء تتناثر ، لم يكن توجسي نابعا من حاسة احسد عليها ولا لتوقعي الذي كان يقرب من اليقين ان يمثل شيئا من الذكاء المتميز او الحس السياسي المتفرد ، لقد كان بامكان اكثر الناس غباءا ان يتوقع ذلك ويحدس به، لقد كان حشدا من الشباب الفقراء ممن لايجدون في الاغلب الاعم فرصا افضل للعمل يتجمعون عند بوابة القصر رغبة في التطوع و" تلبية لدعوة " بهذا الخصوص ، والمكان الذي احتشدوا فيه هو رصيف ضيق لشارع مكشوف هو كورنيش الاعظمية ، والمنطقة ، كما يعرف الجميع، تشهد باستمرار هجمات عديدة و"روتينية"تستهدف الثكنة او مركز الشرطة او غيرها من الاهداف ، هل يحتاج الامر مني او من غيري الى اية " عبقرية "،لاسامح الله ، لكي اتوقع او يتوقع غيري ما سوف يحدث!! كدت افقد اعصابي واصرخ في الصبية الذين رايتهم يتمازحون ويتبادلون الضحكات ان اهربوا فهو الكمين وهي المقتلة الموشكة لكنني هدأت من روعي وتمالكت اعصابي فسيبدو عملي نوع من الحمق والعته لن يسمعه او يأبه به احد، ولذت باضعف الايمان ، بالتمني ان لايحصل لهؤلاءالاولاد ماكنت في حكم المتيقن منه!
بعد نصف ساعة كنت في الكاظميةحينما سمعت دوي الانفجار ، قفز قلبي بين اضلعي ، قلت لصديق كنت اقف عنده حينما لاحظ الالم الذي اعتصر قلبي وتبدى على سحنتي: انه في الاعظمية بلا شك واكاد ابصر الفتيان وقد نقعت قمصانهم الملونه بالدماء وخرجت احشاءهم الغضة لتختلط بالتراب ، وبعد وقت قصير جاءت الاخبار لتكمل وتؤكد صورة كانت ملامحها تشف تدريجيا في عقلي وقلبي، منذ كنت على الكورنيش!! منذ اكثر من عام وهذا " الحادث " بتفاصيله الدقيقة يتكرر بصورة شبه يوميه ، في مركزتجمع مطار المثنى مقابل حديقة الزوراء ، عند مديرية شرطة الكرخ قرب ملعب الزوراء ، في حي الجامعة عند مركز للتطوع ، في المحاويل والحلة والبصرة وكركوك وديالى وسامراءوالموصل و...الخ وباستمرار ، بنفس الطريقة " يحشد " الشباب في فضاء ضيق مكشوف لساعات و" تترتب وفقا لنفس السيناريو " ذات " الاهمالات العفوية" لتاتي سيارة مفخخة في اوج لحظات الحشد وتحيله مزقا وبحيرات من الدم والسخام وقد تعقبها اخرىتنفجر في ذات المكان ثم بضعة قنابر لهاون قريب!!، بل وحصل الامر لمرتين وربما اكثر في بعض هذه الامكنة ، مثل مركز تجمع مطار المثنى!!!! من ذا الذي يهيء هذا اللحم العراقي الغض لهذه المقتله المستمرة؟ ولماذا لايقرأ احد هذا الدرس الذي يكتب على جدران مدننا يوميا بالدم الفاقع!؟اين " الوزراء" و" المستشارين" و" الخبراء"و" الوكلاء" ورؤساء " الاركان " ومعاوني رؤساء الاركان " والمحللين الامنيين والستراتيجيين... الخ احم احم !!لو حصل هذا الامر لمرة واحدة في مركز شرطة او ربيئة عسكرية بامرةعريف في بوروندي او مدغشقر او جزر القمرلكانت محصلته الاكيدة بحث ودراسة لاماكن الخلل وثغرات المخطط الامني و اجراءات احترازية تستند الى الاعتبار مما حصل وخطوات عملية ملموسة تحاول ان تجعل حصول امر مثله صعبا ان لم يكن مستحيلا. ولحوسب أي ضابط صغير او مسؤول حتى برتبة ادنى واتهم بالخيانة في حال تكرار ذات الحدث بذات الصيغة من خلال نفس الثغرات ناهيك عن ان الرؤو س الكبيرة ستتطاير بالعشرات!!
ان هذه الجريمة ، كما الجرائم المماثلة التي سبقتها،تشير الى بضعة حقائق منها:
*ان هذه المجازر "تنظم"بتواطؤ مكشوف مع الجهات " المسؤولة" ذات العلاقةسواءا بتسريب معلومات عن اماكن وطبيعة مثل هذه التجمعات ان كانت سرية او بعدم اتخاذ أي اجراء وقائي او احترازي في حالة كونها تمت بناءا على دعوات علنية.
*ان هذه التسريبات والتواطئات لاتحصل من قبل مستويات دنيا ، كما يحاول البعض ان يوحي،لان هذه المستويات لاتملك الصلاحية او القدرة على تحديد اماكن التحشد اولا او ابقاء مسرح " العمليات " بذات المواصفات " القياسية " المطلوبة"ثانيا ولابد ان تصدر هذه التواطئات من مستويات عليا ان لم نقل من اعلى المستويات.
*لم يعد كافيا او مقنعا الحديث عن "اختراقات" صغيرة او كبيرة ، فنحن ازاء مجازر منظمة مستمرة ازاء الشباب العراقيين اللذين سبق وان اشرنا انهم محاصرين بين فكي البطالة والتضخم من جهة وبين الفرصة الوحيدة المتاحة للعمل في الشرطة او الجيش يدفعون دفعا باتجاه التطوع الى هذه الاجهزة ليصبحوا من خلال ذلك وقودا لمحرقة مستمرة ، كما كانوا خلال ربع القرن الاخير كله. فبعد ان افلتوا من "قادسية " صدام التي جرت صفقة واحدة خلال ثمانية اعوام عليهم ان يكابدوا اخرى اكثر هولا بالتقسيط !!
*يتعين على من تعنيهم معاناة شعبنا العراقي ودماء ابناءه ومصيره عدم الاكتفاء بالتساؤل اليومي غير المجدي والتباكي على الدماء العراقية التي يزهقها " الزرقاوي "او مخابرات ومؤمرات دول الجوار، عليهم ان يتصدوا كما سبق وان اشرنا للزرقاوي الحقيقي ، لفضح هذه المؤامرة وان يسموا المجرمين باسماءهم الحقيقية ويطالبون باحالتهم الى التحقيق والقضاء كما يتعين على قوى الشعب الحية وشبابه
ان يكونوا اكثر احساسا بالمسؤولية اتجاه مصائرهم ومستقبلهم وان يكونوا حازمين اتجاه اعداء الشعب واعداء الحرية وان يتحرروا من الخوف والسلبية والتعويل كثيرا علىاجهزة منخورة وقضاء خرب وقوة محتله لايعنيها سوىمصالحها الانية والبعيدة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. روسيا والصين.. تحالف لإقامة -عدالة عالمية- والتصدي لهيمنة ال


.. مجلس النواب الأمريكي يصوت بالأغلبية على مشروع قانون يمنع تجم




.. وصول جندي إسرائيلي مصاب إلى أحد مستشفيات حيفا شمال إسرائيل


.. ماذا تعرف عن صاروخ -إس 5- الروسي الذي أطلقه حزب الله تجاه مس




.. إسرائيل تخطط لإرسال مزيد من الجنود إلى رفح