الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أي عامل فلسطني...و أي عيد؟!

امتياز عمر المغربي

2005 / 5 / 1
ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار


ما اكثر مسميات الاعياد في هذه الايام , عيد العمال, عيد الحب , واعياد اخرى لا متسع لذكرها هنا . عندما لا يحصل غالبية المواطنين الفلسطينين على عمل و يبقون في بيوتهم مثل الارامل و المطلقات _ مع كامل الاحترام لكيان الانسان الفلسطيني _ يعتاشون على بند الاعانات . حينما نتوجه اليهم لنقول لهم ، كل عام وانتم بخير تراهم بماذا سيشعرون؟ لن يشعروا سوى بالسخرية و الاستخفاف بهم لانهم لا يعملون فلمن العيد؟ الادهى و الامر اذا خصصت عطلة للعمال في عيدهم فمعظم المواطنين الفلسطينيين في عطلة مفتوحة فلمن اذن عطلة العيد؟ اظنها للعيد نفسه . اوهي " برستيج " لاصحاب المقامات الرفيعة؟!

تسعة من افراد العائلة تعيلهم فتاة فلسطينية , و عشرة تعيلهم امهم واختهم , و عائلات بالكاد مستورة , و عائلات يعتاشون على باب الصدقة و الزكاة و بطاقة المؤن التابعة لوكالة الغوث الدولية "الاونروا" . قد تعرفون بقية المعاناة و حجمها اذا عايشتم واقع المواطن الفلسطيني . واتساءل هنا , اي عيد هذا الذي يهنئ به المواطن الفلسطيني الذي لا يعمل غالبا بسبب الاجرائات الاسرائيلية المتلاحقة و مخلفات تلك الاجرائات المتغيرة كحال الصيف و الشتاء.

من المعوقات التي تجعل من غالبية المواطنين الفلسطينيين ينتظرون اشارة البدء بالعمل , الذي قد لا يسد رمق طفل رضيع , نبدئها من الحواجز التي شلت حركة العامل الفلسطيني , و اجبرته ان يتقوقع داخل مدينته او قريته او مخيمه. اقلاء من يستطيعون العمل خارج مدينتهم في مدن مجاورة , و مرة اخرى يعانون من اللجوء والغربة من اجل لقمة العيش التي تعيل افراد عائلاتهم .

ونلتفت الى عائق اخر, فندرك حجم المعاناة التي خلفاه ما يسمى بالجدار العازل حسب التسمية الاسرائيلية , وبجدار الفصل والضم العنصري حسب التسمية الفلسطينية , واظنني اقدر المعنى الذي ارادته التسمية الفلسطينية من خلال مشاهدتي للجدار, و تداعيات اقامته على الاراضي الفلسطينية . الجدار الذي اغتصب رائحة الوطن المتمثلة باراضيه الخضراء, و اختطف مصدر الرزق الوحيد الذي كان يعيل العديد من العائلات الفلسطينية , وتواصل اليات الاحتلال الاسرائيلي اغتصاب بقية الاراضي الفلسطينية المنوي استكمال بناء جدار الفصل و الضم العنصري عليها حتى هذه اللحظة .

من الجدار الفاصل الى سرطان يطلق عليه اسم المستوطنات التي اللتهمت العديد من الاراضي الفلسطينية , بحجة الحماية الامنية للمستوطنين , و ليس هناك داعي للحجة فهم غير متهمين في نظرهم , وليسوا بحاجه للذرائع , فالقوي لا يتكلم بل ينفذ , و ذلك ما تفعله اسرائيل صباح , مساء .

من سرطان المستوطنات الى قوافل الشهداء , كثيرا ما استيقظنا او غفونا على اصوات العويل المنطلقة من بيوت الشهداء , والذين غالبا ما يكونون من العمال الفلسطينين الذين اطلق رصاص الاحتلال الاسرائيلي باتجاههم دون سابق انذار و كأن العامل الفلسطيني اصبح دميه للتدريب في نظر الرامي , فيتحول العامل الى كومة من جسد لا حراك فيه ولا قوة . وثم يحمل على الاكتاف في قوافل الشهداء و ذنبه الوحيد انه عامل فلسطيني؟!.

ومن قوافل الشهداء الى البضائع المستوردة الرخيصة و الرديئة جدا التي غزة الاسواق الفلسطينية , والتي ساعدت بشكل مباشرعلى اقفال العديد من الشركات الصناعية في الاراضي الفلسطينية . الخاسر الوحيد هو العامل الفسطيني الذي اجبر على انهاء خدماته في عمله و اجبرايضا على ان يستهلك بضائع ترفضها الاسواق التي تحترم عقلية و ذوق المستهلك .

ننتقل في هذه المرة, من البضائع المستوردة الى الواسطة , او ما يطلق عليه فيتامين واو في الاواسط الفلسطينية , الذي لعب دورا مميزا في موازين طلبات العمل في فلسطين . فمن حصل على المؤهل العلمي ليس بالضرورة ان يحصل على عمل . اربع سنوات و اخر ست سنوات . النتيجة هي عامل لجمع النفايات في احدى المصانع الفلسطينية وقد لا يحصل عليها الا باستعمال الواسطة!!!.

و نعرج من الواسطة الى بطاقة المؤن التابعة لوكالة الغوث لتشغيل اللاجئيين "الانوروا", التي من اجلها يتزوج بعض الشبان الفلسطينيين , كما حدث في قطاع غزة حيث تزوج شاب في سن الثامنة عشرة , و هو مريض بمرض الكلى , وايضا طالب توجيهي من اجل المئة وخمسين شيكلا , التي تدفع لمن يحمل بطاقة الموؤن التابعة لوكالة الغوث الدولية"الانوروا" فور عقد قرانه . كان الشاب المريض بالكلى يتحمل عبأ نفسه والان اصبح يتحمل اعباء اقوى من عجزه عن اعالة نفسه.

يأن الواقع الفلسطيني و يتوالى الصمت مع صلوات الانين المستمرة ، ترى الى متى سيمتلك المواطن الفلسطيني الذي لا تتوفر له فرصة عمل نفسه ؟ الا نسمع بان الجوع كافر ، و اي كافر الذي يحارب المواطن الذي لا يعمل في عقر داره , و يجمد حراك بيته ، لانه لا يوجد ما يسد رمق من اعطوه امالهم ، بانه هو من يستطيع اعالتهم ، و لكن هل سيصمد هذا المواطن ام سيصرخ على الصمت و يقتل الكافر؟!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرانس كافكا: عبقري يتملكه الشك الذاتي


.. الرئيس الإسرائيلي يؤكد دعمه لحكومة نتنياهو للتوصل إلى اتفاق




.. مراسلتنا: رشقة صواريخ من جنوب لبنان باتجاه كريات شمونة | #را


.. منظمة أوبك بلس تعقد اجتماعا مقررا في العاصمة السعودية الرياض




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقعات بمناقشة مجلس الحرب إيجاد بديل