الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الطبقة العاملة والقرن الواحد والعشرون

كامل عباس

2005 / 5 / 1
ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار


بداية : أحب أن أصارح هيئة تحرير نشرة الحوار المتمدن الى أنني فقدت جزءا من شهيتي السابقة التي كانت مفتوحة للكتابة عندهم , ساهم في ذلك عوامل عديدة أبرزها ردود فعل بعض كتابها على مقالاتي , على سبيل المثال لا الحصر
- لأنني لم اوافق أحدهم وأجاريه في إعجابه بالشاعر رسول حمزاتوف , ورأيت وما ازال في ذلك الشاعر طوال حياته تلميذا نجيبا لستالين , اتهمني بأنني لاأجيد ألف باء النقد وأضع الملح في الشاي بدلا من السكر !!
- آخر . قائد في فصيل شيوعي سوري "ثوري جدا " عمم على مريديه بأنني مرتد , ولأن المرتد يجب ان يقام عليه الحد , يفكر أتباعه في محافظتي في الالتزام بفتواه الفقهية ,
- ثالث عتب علي لأنني نهلت من ثقافة الماركسية وانقلبت عليها وهذا حقي كما يدعي, لكن كان علي احتراما لفضلها على ان اكتب بأدب عنها .
ومع ان هيئة التحرير تستحق كل احترام وتقدير وهي تفتح صدرها للرأي والرأي الآخر , الا أن تعميمها الأخير حول ملف الطبقة العاملة وما رافقه لأول مرة من ارشادات وتوجيهات للكتاب , رأيت فيه انا العبد الفقير لله تعالى انحيازا لمدرسة الماركسية اللينينية القديمة وبالتالي لهؤلاء الكتاب .
مع ذلك سأدلي بدلوي في موضوع الطبقة العاملة وانا اعتذر مسبقا من كل من ستسبب له مقالتي مغصا في مخه ,لأنه تعود ان ينظر الى نصوص ماركس بانها نصوص مقدسة وسيرى بكتابتي كتابة هرطوق يحاول زعزعة ايمانه العميق بالحق والحقيقة . واقول لهؤلاء ان الحق على عقلي الذي يملي علي تلك الكتابات ويرى انني تقدمت خطوة الى الأمام ولم ارتد الى الوراء كما يتوهمون . وما زلت كما كنت أعتبر نفسي نصيرا حقيقيا لكل مظلوم ومستضعف وعامل يتعب ويشقى من اجل لقمة عيشه في حين يسرق مصاصوا الدماء الجزء الأكبر من قيمة عمله .
................................................
أنا شخصيا أميز بين الشيوعية والماركسية , والشيوعية كتيار فلسفي وسياسي لم تبدأ مع ماركس ولن تنتهي به . وأعتبر أن القرامطة في تاريخنا العربي كانوا شيوعيون على طريقتهم كما كان ماركس وانجلز ورفاقهما في اوروبا شيوعيون على طريقتهم ايضا , والمشكلة بمن ينطلق من أولوية النص على الواقع كما يحاول الكثيرون الآن وهم يحاولون اخراج الماركسية من ازمتها بمحاولة تفسير تلك النصوص وتكييفها مع واقعنا الحالي .
ان الماركسية هي نظرية الطبقة العاملة وتعبيرا عن تطلعاتها اول ولادتها كطبقة على مسرح التاريخ في اوروبا , في عصر المكننة , عصر تكسير العمال لتلك الالات التي سببت شقاؤهم . الأركان الرئيسية لتلك النظرية هي التالية
- الدولة لجنة الطبقة المسيطرة
- العنف الثوري سيؤدي الى ديكتاتورية البروليتاريا التي سترافقها ديكتاتورية على حفنة من المستغلين بادئ الأمر , وديمقراطية لاوسع فئات الشعب ,ومع الزمن ستضمحل الدولة رويدا رويدا وتتلاشى .
- الطبقة العاملة هي الطبقة الثورية الوحيدة حتى النهاية لأنها لن تخسر بالثورة سوى اغلالها
وقبل وفاة رفيق درب ماركس والمساهم الثاني في بلورة نظرية الطبقة العاملة رأى ان الطريق البرلماني وارد كإمكانية كبيرة للوصول الى السلطة , اما بعد دخولنا القرن الواحد والعشرين فان التطور لم يبق حجرا على حجر من نظرية ماركس وستصبح يوما مثل نظرية القرامطة نستأنس بها في دراسة التاريخ , والتطور قال لنا . في صراع الأسياد مع العبيد لم ينتصر العبيد بل ظهر طرف ثالث , وفي صراع الفلاحين مع الاقطاع لم ينتصر الفلاحون بل ظهر طرف ثالث , وفي صراع البورجوازية مع البروليتاريا لم تنتصر البروليتاريا ايضا بل ظهر طرف ثالث , وعندما حاول روجيه غارودي تلمس ما طرأ على الخارطة الطبقية في فرنسا واصدر كتابه – البديل -الذي يقترح فيه ما سماه الكتلة التاريخية بدلا من الطبقة العاملة , كفره الشيوعيون ودفعوه نحو الجنون فاسلم بالنهاية ورفع راية محمد بدلا من راية ماركس , والآن اين هي الطبقة العاملة وعددها وعدتها ووعيها لذاتها وبذاتها كطبقة في العملية الانتاجية ؟؟. الم تزحها الالات المتطورة والعلم وعصر المعلوماتية واجهزة التحكم لتجعلها على الهامش ؟
أما بالنسبة لاعتبار الدولة من قبل الشيوعيين الكلاسيكيين أنها تمثل دائما مصلحة طبقة او تحالف طبقي ضد تحالف آخر , فقد بين التطور في البلدان المتقدمة انه بالامكان الوصول الى دولة تعاقدية عبر الانتخابات الحرة تمثل مصلحة المجتمع ككل وليس مصلحة فئة منه في كل زمان ومكان .
..............................................................
لكن هل هذا يعني ان الراسمالية هي نهاية التاريخ كما يقول فرانسيس فوكوياما ؟ أنا اقول لا . وما زلت ارى أن الاشتراكية هي درجةاعلى في سلم التطور لمصلحة الانسانية وهي الطور الأدنى من مرحلة الشيوعية , وهي التي ستعيد التوازن بين الانسان والبيئة كما كان وبشكل افضل , ولكن الوصول الى تلك الجنة الموعودة وارد كامكانية , وليس كحتمية تاريخية , فالقوانين هنا تعمل في مجال اجتماعي وليس مجال طبيعي . واول الداخلين الى الجنة سيكون شعب دولة متطورة اقتصاديا وسياسيا واجتماعيا وحضاريا وليس شعب دولة متخلفة كالصين مثلا
هذا يتطلب من الشيوعيين - الثوريين جدا جدا -- في العراق وسوريا الذين يراهنون على جندلة امريكا في المنطقة كما جندل ستالين المانيا , ان يضعوا عقولهم في رؤوسهم ويكونوا واقعيين . فضرب الامبريالية في الحلقة الأضعف ولى زمانه , ولاشتراكية لشعوبنا حلما بعيد المنال , ذاد من بعده كفر جماهيرنا بها من كثرة ما جلدت باسم النضال ضد الامبيريالية ومن اجل صنع الاشتراكية .
نحن نحتاج الى انجاز مهام ديمقراطية في مقدمتها الانسان وحقوقه الفردية وما يلزم ذلك من ضمان صحي واجتماعي وحريات شخصية , ومن اجل ذلك ليست الطبقة العاملة هي التي ستقود تلك التحولات كما توهم المرحوم مهدي عامل بل- كتلة تارخية من كل مظلوم ومضطهد ومستضعف - . تعمل تلك الكتلة لخلق تنمية عريضة في المجتمع بشكل ديمقراطي , وليس بشكل قيادي , مع كل شرائح البرجوازية داخل بلدها مستفيدة من مناخ دولي ووعي لقضية الانسان يساعدها على ذلك










التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي باشتباكات في جباليا | #


.. خيارات أميركا بعد حرب غزة.. قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ




.. محاكمة ترامب تدخل مرحلةً جديدة.. هل تؤثر هذه المحاكمة على حم


.. إسرائيل تدرس مقترحا أميركيا بنقل السلطة في غزة من حماس |#غر




.. لحظة قصف إسرائيلي استهدف مخيم جنين