الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحياة - ثمينة ام عديمة القيمة ؟

مجدى زكريا

2013 / 6 / 17
الصحة والسلامة الجسدية والنفسية


" بما ان الانسان مخلوق على صورة الله , فان قتله يعنى اهلاك اثمن واقدس ما فى الوجود ". دليل الانسان العادى الى علم الاخلاق لوليم باركلى.
هل تعتبر انت ايضا الحياة اثمن ما فى الوجود ؟ اذا تأملنا فى اعمال البشر اليوم , نرى بوضوح ان الكثيرين لا يوافقون هذا الكاتب رأيه. فملايين الناس اليوم يقتلون بوحشية على يد اشخاص عنفاء يسعون الى تحقيق اهدافهم الانانية دون اعتبار للحياة الانسانية.
تعتبر الحرب العالمية الاولى المثال الابرز لذلك. يذكر المؤرخ أ. ج. ب. تايلور انه خلال هذا الصراع العنيف " لم يكن لموت الناس اى معنى او هدف ". فقد استخدم القادة العسكريون فى سعيهم الى النفوذ والمجد الجنود كما لو انهم مجرد اشياء لا قيمة لها ويمكن الاستغناء عنها. ومعركة فردان فى فرنسا هى خير مثال لذلك. فقد وصل عدد الاصابات فى هذه المعركة الى مايزيد على نصف مليون شخص , مع ان المنتصر حسب ما يذكر تايلور " ما كان ليحصد اية مكاسب. فقد دفع الجنود حياتهم فى حرب مكسبها الوحيد هو نيل المجد ".
وهذا الازدراء بقيمة الحياة لا يزال شائعا. يشير العالم كيفين بايلز انه " بسبب الانفجار السكانى الذى شهدته السنوات الاخيرة , فاضت اسواق العمل العالمية بملايين الاشخاص المستضعفين والفقراء ". فهؤلاء العمال يقضون عمرهم وهم يناضلون ضد ظلم النظام التجارى الذى يعتبر حياتهم رخيصة ". ويضيف بايلز ان من يستغلونهم يعاملونهم معاملة العبيد. فهم فى نظرهم ادوات لكسب المال يمكن الاستغناء عنها كاملا ". - اناس للاستهلاك.
هنالك اسباب كثيرة اخرى تدفع ملايين الناس الى اليأس وتجعلهم يشعرون انهم عديمو القيمة. فيظنون ان لا احد يأبه ان هم عاشوا او ماتوا. فبالاضافة الى الحرب والظلم , يعانى الجنس البشرى الجفاف والمجاعة والامراض وموت الاحبالء وغيرها من الامور , مما يجعلهم يتساءلون ان لم يكن الموت افضل لهم.
طبعا , لا يعانى الجميع من الحرمان والمصائب , ولكن حتى الاشخاص الذين لم يختبروا هذا الحد من الظلم فى حياتهم يشعرون ان الحياة باطلة وعديمة القيمة. ولكن الحياة ثمينة فى نظر الله.
صحيح ان اناسا عديدين يعيشون اليوم فى ظروف مزرية , الا ان الحياة تبقى هبة رائعة. ونحن نبذل كل مافى وسعنا لنحافظ عليها.
ووسط الجنون المطبق الذى نعيشه فى منطقة الشرق الاوسط لعمليات القتل والذبح والتنكيل , يجب علينا ان نكون حياديين فلا نؤيد طرفا على حساب اخر. فكلهم مجانين اشرار لا يحملون اى تقدير للحياة البشرية. وعندما نؤيد طرفا ضد الطرف الاخر , يجعلنا هذا الامر مذنبين امام الله بنفس جرائمهم , جريمة سفك الدم , التى سيدينها الله فى حينه.
ترزح البشرية منذ قرون تحت عبء الخطية والنقص, وهى تئن متألمة ومعذبة , والله سمح بهذه المعاناة لأنه يدرك انه قادر على تصيحيح اى ضرر قد ينشأ. والوقت لتحقيق هذا يقترب , فلا نستخف بصبر الله.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - حياة على بوابة الموت
عبله عبد الرحمن ( 2013 / 6 / 18 - 21:11 )
تحية استاذ مجدي عودة ميمونة
مقالة رائعة
جميعنا بات يحيا على حافة الموت حتى لا نعرف قيمة حقيقية للحياة مع ان الحياة ثمينة وتستحق ان نحياها بسعادة
تحية اعتزاز استاذ مجدي

اخر الافلام

.. عقوبات أميركية جديدة على إيران تستهدف قطاع الطائرات المسيرة


.. ماكرون يدعو لبناء قدرات دفاعية أوروبية في المجالين العسكري و




.. البيت الأبيض: نرعب في رؤية تحقيق بشأن المقابر الجماعية في قط


.. متظاهرون يقتحمون معهد التكنلوجيا في نيويورك تضامنا مع جامعة




.. إصابة 11 جنديا إسرائيليا في معارك قطاع غزة خلال الـ24 ساعة ا