الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


على هامش مسرحية المخرج عباس التاجر

سرمد السرمدي

2013 / 6 / 18
الادب والفن


على هامش مسرحية المخرج عباس التاجر أعادت المسرحية طرحنا الثقافي المتجسد في مطلبنا المتواضع بإقامة مهرجان الأساتذة المسرحي على صعيد كليات الفنون الجميلة في العراق, فقد قدمت هذه المسرحية درسا في مهمة الأستاذ حينما أطاح هذا العرض بتلك الأبراج الوهمية التي قد ترسمها هالة الدراسات العليا لمن يحصلون على درجة الماجستير والدكتوراه بان المهمة التي تنتظرهم الآن ليست إلا الجلوس على كرسي الناقد المسرحي والاكتفاء بنيل شرف التقاعد عن نصف مهمة التدريسي التي تمثل الجانب العملي من تطبيقات دراسة فن المسرح.

حتى لا تبقى هذه النقطة البيضاء أكاديميا رهن بسواد الصفحة, نأمل أن نرى الصفحة مشرقة من خلال جهد أكاديمي متواضع جدا تقوم به وزارة التعليم العالي وكافة الجامعات العراقية وعلى رأسها رئاسة جامعة بابل الرائدة وعمادة كلية الفنون الموقرة ورئاسة قسم الفنون المسرحية المحترمة, جهد يجتهد فيه كل تدريسي فاضل اختصاصه فن المسرح بعمل مسرحي واحد على في كل عام دراسي, فلا يمكن لطلبة المسرح أن ينهلوا نظريا ويطالبوا بامتحان عملي في مادة التمثيل والإخراج وغيرها دون أن يكون هنالك مهرجان للأعمال المسرحية التي يقدمها الأساتذة الأفاضل حصرا, يوازي مهرجان الأعمال المسرحية التي يقدمها الطلبة في كل عام, فيكون مهرجان مسرحيات الأساتذة الأجلاء هو المحاضرة العملية المفقودة والتي سببت انحدارا علميا وفنيا لعدم وجودها, بل وجدلا حول جدوى امتحان طالب بمادة عملية لم يتمرس عليها من خلال نهل خبرة أستاذه فيها على الصعيد العملي, والتي لا يجب أن يستثنى منها أي أستاذ فاضل لمواد فن المسرح سواء أكان يدرس التمثيل أو النقد أو التاريخ المسرحي, فعلى حد علم جميع دارسي المسرح أكاديميا, لم يكن يستثنى طالب واحد من شرط عبور الامتحان التطبيقي العملي, في دراسة مادة التمثيل أو الإخراج أو التقنيات, حتى يصل إلى درجة البروفيسور, ولأن الفرق واضح بين قسم الفنون المسرحية في كونه مستقلا كثيرا جدا عن قسم التربية الفنية أو الأدب المسرحي في أي كلية آداب أو تربية, بل إن حتى النقد المسرحي الذي يتم تدريسه بكونه يتعرض لقراءة العروض المسرحية له خصوصية كونه نقدا فنيا لا أدبيا ولا تربويا, ويتضح سبب الاستقلال أكثر بالنظر لخصوصية دراسة الفن التطبيقية الطابع, هذا العرض المسرحي مسرحية ( ني عراقي ) للمخرج الأكاديمي عباس التاجر تم تقديمه من على خشبة مسرح كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بابل بتاريخ 16-6-2013م قال الكثير أكاديميا, فلا تقل درجة أي أستاذ مجتهد مشارك في هذا العرض عن شهادة الماجستير في اختصاص الفنون المسرحية.

قد يقول النقد عن هذه العروض المسرحية بكونها مدرسية حيث تلتزم بتقاليد المسرح ولا تصلح أن تكون علامات بارزة في المهرجانات المسرحية, وقد يتعامل النقد معها مكتفيا بالشكر والتقدير والدعاء بالنجاح وربما التكريم بشهادة تقديرية, هكذا تخبط نقدي بحاجة لدراسة تطبيقية ذات أبعاد واقعية تتضمن الجانب التقويمي لكل من يحمل صفة الناقد سواء على مستوى اتحاد الأدباء أو نقابة الفنانين أو ما يماثلها من التجمعات الثقافية على رأسها التجمع الذي يسميه القائمون عليه نادي المسرح في بابل, وأنا ادعوهم جميعا لإقامة جلسة نقدية لهذا العرض المسرحي بل كل العروض التي تقدم في بابل, وخاصة ما يعرض منها باللغة الشعبية أي العروض التي يطلق عليها وصف التجارية, فلا داعي لهذا التعالي على ما يمثل مطلبا جماهيريا والاكتفاء بالتعرض لما يتناهى مع مطالب نخبوية ضيقة جدا لا تكاد تبتعد عن تكريس كل الضوء الإعلامي على أسماء دون غيرها, بنفس الوقت الذي ادعوا أن يكون المشرفين على هذا التقويم للنقد المسرحي في بابل من ذوي الخبرة الأكاديمية في مادة تاريخ المسرح كالأستاذ الدكتور علي الربيعي ومادة النقد المسرحي كالأستاذ الدكتور محمد أبو خضير, لأن ما يكتب عن العروض المسرحية المقامة في بابل من استنساخ لمصطلحات مسرحية امتزجت بالأسلوب الصحفي يجعل المتابع يحتار في جدوى دور هذا النقد مسرحيا بل وانتماءه للفنون المسرحية بشكل عام, على أن لا يصنف هذا المقال المتواضع بقراءته تحت أي استثناء للقاعدة المطروحة بلا شك.
الكاتب
سرمد السرمدي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل