الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أليس من العدل أن يجرَّم كل دين أو حزب قام بما يراد تجريم البعث بسببه؟

غازي الجبوري

2013 / 6 / 18
مواضيع وابحاث سياسية


هناك الكثير من العراقيين وغير العراقيين من يريد أن يشرع قانون لتجريم حزب البعث في العراق لما نسب لقياداته وبعض منتسبيه من جرائم ضد الشعب العراقي وشعوب أخرى من عدوان وقتل وتعذيب وظلم واعتقال إلى آخره من الجرائم.
وهذا الطلب شرعي لا يختلف عليه اثنان ولا ضير منه في الأقل من وجهة نظر الذين عانوا من تلك الأفعال..ولكن أليس من العدل أن ينسحب ذلك على كل من مارس ويمارس نفس الأفعال فما فوقها؟
فهناك جهات نسبت لها اكبر وأكثر من هذه الجرائم ، بل إن هناك من قام بها ليس لكونه منتسب فقط بل باسم الجهة التي ينتسب إليها علناً كما فعل الذين يقتلون باسم دين الله تعالى (الإسلام) على سبيل المثال وليس الحصر ، وباسم الكثير من الأحزاب في العراق التي حكمت بعد الاحتلال (حسب ماتتناقله وسائل الإعلام وتنقله عن النواب العراقيين والمواطنين) مع الفارق أن قيادة حزب البعث في العراق استلمت السلطة بالقوة (يعني بذراعها) وبالتالي فمن المستحيل أن تسمح لأحد أن يفكر مجرد تفكير باستعادة السلطة منها أو حتى مشاركتها في الحكم وبالتأكيد ستعاقبه وكل أقربائه وعشيرته والمكون الذي ينتمي إليه بكل قسوة لحماية المنصب والحفاظ عليه ولو لم يفعل ذلك رئيس النظام السابق لما بقي إلى أن جاءت أمريكا ومعها أكثر من (30) دولة لتخرجه من السلطة ، بينما الأحزاب التي ظهرت بعده ، انتخبت من قبل الشعب ونسبت لقياداتها ومنتسبيها نفس أو أكثر من الاقعال التي اتخذت سبباً لتجريم البعث حسب تصريحات بعض النواب وبعض المواطنين عبر وسائل الإعلام المختلفة أيضاً!؟
فإذا كان الأمر صحيحاً (ونقصد تصريحات بعض النواب وبعض المواطنين عبر وسائل الإعلام) أليس من العدل والمساواة والإنصاف أن يسري مايشرع ضد حزب البعث على كل جهة تفعل قياداتها أو منتسبيها مثل أفعاله ، ابتداء من دين الله تعالى (الإسلام) إلى الأحزاب والجماعات المسلحة والميليشيات أم الأمر كيل بمكاييل متعددة لأهداف شخصية وسياسية وطائفية وقومية وتحقيق مصالح دول أجنبية إقليمية ودولية؟
وإذا كان هناك من يعترض ويقول إن عقيدة دين الله تعالى دين مثالية لا يرقى إليها النقص والخطأ وتأمر بالعدل والإحسان وإيتاء ذي القربى وتنهى عن الفحشاء والمنكر والبغي وتهدف إلى جلب المنافع للناس ودفع المفاسد عنهم وان الذين يدعون الانتساب له هم من يرتكبون جرائم باسمه للإساءة له وتشويه عقيدته فإننا نعتقد إن معظم إن لم يكن جميع الأحزاب تدعو لأهداف نبيلة أيضاً باستثناء القليل منها كالأحزاب النازية والفاشية ففي هذه الحالة هل نُجَرِّم الأشخاص الذين انتسبوا للأديان والأحزاب صاحبة العقائد الايجابية الذين تنسب لهم جرائم ضد الإنسانية أم نجرمهم هم والأديان والأحزاب التي ينتسبون إليها؟
وإذا علمنا إن عقيدة حزب البعث العربي الاشتراكي تهدف إلى وحدة الأمة العربية والى الحرية والاشتراكية فإذا تعد هذه الأهداف سبباً كافياً لتجريمه فيجب أن تجرم كل الأحزاب التي تهدف إلى أي هدف من هذه الأهداف أما إذا يجرم البعث بسبب مانسب لقادته وبعض منتسبيه من جرائم فانه يجب أن يسري ذلك على دين الإسلام وجميع الأحزاب التي نسب لقياداتها ومنتسبيها والمجموعات والميليشيات المسلحة الخارجة على القانون التي ظهرت على الساحة العراقية بعد سقوط النظام السابق .
وهذا كما نعتقد يتفق مع العقل والمنطق ومع مبادئ الحق والعدل والمساواة ، وأما يعفى الجميع من التجريم لكون الجرائم يرتكبها الأشخاص وليس الأديان والأحزاب فيعاقبون هم فقط إذا لم تكن هناك أسباب خفية لا نعرفها أفيدونا مأجورين يرحمنا ويرحمكم الله وقولوا لنا إننا على خطاء (وراكبين رؤوسنا) كما يقال ولكن قولوا الحقيقة بدون مجاملة أو رياء لشخص أو حزب أو خوف...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. على خطى حماس وحزب الله.. الحوثيون يطورون شبكة أنفاق وقواعد ع


.. قوة روسية تنتشر في قاعدة عسكرية في النيجر




.. أردوغان: حجم تجارتنا مع إسرائيل بلغ 9.5 مليارات دولار لكننا


.. تركيا تقطع العلاقات التجارية.. وإسرائيل تهدد |#غرفة_الأخبار




.. حماس تؤكد أن وفدها سيتوجه السبت إلى القاهرة