الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيّام العزاء على النسَّاجين

نصيف الناصري

2013 / 6 / 19
الادب والفن





تعدَّيهم على الأضرحة الموقَّرة للعدل ...




تعوزهم أسانيد كثيرة في تخمينهم لما نخفيه ونحنُ نتوسَّل الآلهة .
يجرّون أبنيتهم خلفهم وتحدوهم الرغبة في الانتقام من التماثيل التي
نصلَّي لها في انجذاباتنا العشقية . المتشابهون مع ماشيتهم يعانون
صعوبة جمَّة في التفاهم معنا ، وليست لهم القابلية في الاستجمام
بشواطىء الكلام . نوازع مهلكة يعكَّرون فيها البئر الزرقاء لحياتنا
ولا يتنكَّبون شيِّم الفضلاء ، إشارات لامعة نلصقها في الطريق ونزيِّنها
بساعات الشجرة ، وهم يخلعون أجنحة السفن وينصبون في كلّ علامة
انشوطة للشمس . الاحساس بالضعة لا يبرَّئهم من تلبيتهم لمطالب
الوقحين . يشهدون على أنفسهم بتضرَّرهم من عدم التزامهم بالشهامة
ومن تعدَّيهم على الأضرحة الموقَّرة للعدل ، وفي تلهَّفهم وإيمانهم بمبادىء
السلب ، يذخرون غنائمهم ببلاهة في مراكب عدوَّهم ، ويتوسَّدون القطران
مفزوعين في المفازة التي يطير فيها الفيل والكركدن .





في تزلّفهم لموتهم الجمعي ...




مرايا مثمرة في سقوف جباههم ، نصفها لهم في الليل وجداول النجوم
تسيل في أرضهم الحمَّادة . مصافحتهم لنا ومشاركتهم في دهننا لقبور
العشّاق ، تحتَّم عليهم إزالة الشامة من يومهم الذي تعروه صدمة
الكهرمان . هم أشباهنا في تشيِّيعنا لجنائز الأيّام ، لكنّهم لا يفزعون
لإصابة الثمرة بالحمَّى ويغدقون الكثير من العناء في تعرّضهم للأسقام .
التحايل على النظام العام للطبيعة ، يمدّهم بالقليل من الغبطة ، ويتجافون
في أعقاب كلّ خسارة ، نصحنا لهم وتذكيرهم افتقارهم الى الموهبة في
تزلّفهم لموتهم الجمعي . التضرّج في الزرقة الأسيانة لنسيم الفجر ،
جاذبية عظيمة تخلّصنا من الاستشاطة بالغيظ ، ومن التورَّط في الصراع
مع الحبّ والشرّ ، وإساءة الفهم مع أشياء النهار ، تُضلّنا ونعجز عن
التوافق مع المنشدين . وصفات مكتملة قدَّمناها لهم ولم نتبرم من عدم
قبولهم لها ، لكن ما لا نحتمله ويشُقُّ علينا ، تثمينهم المريع لاعتدالنا
معهم في طيشهم وامتعاضهم من الخيّرات التي بمُكْنَتِها أن تخفَّف
الشروط عن موتهم في الظهيرة الفاغرة بالبرَّية .





أيّام العزاء على النسَّاجين ...




تُصيبنا خسائر مُروَّعة في دفننا للنسَّاجين في الصيف ، والأقليات التي تجاورنا
لا تقايض صوف أغنامها بالزبيب . تنصَّل دائم من الأخوَّة ولا يحفلون بالكارثة
التي تضيق علينا . مرتكب الإثم لا يُؤَرِّقهُ ما يمليه عليه ضميره ، ينسى صنوف
جرائمه في إدماجه لليله ونهاره في اللذَّة ، ويزيدُ في النقصان الذي يعتِّم على حياته .
اقتصاد شعري أفلحنا فيه أن نكبح جماح الغزاة ، ولتجنَّب شرورهم ، أغريناهم دائماً
بقبول الإتاوات ، لكنَّ الموت المحيِّر للنسَّاجين في فصول الجفاف ، يمنعنا من إمكانية
خرقنا للمواثيق مع الذين نتوسَّم فيهم الخيّر . تربيتنا لأولادنا المصحوبة في الأمل
بزيادة الانتاج ، تنقصها معارف كثيرة في التنبؤ بما يضمره لهم موت النسَّاج ، وإصلاح
الأنوال وشراء الصوف والقطن والكتَّان والحرير من الشعوب الأخرى . بمقدورنا التناغم
مع مضايقات المستعمرين ، وتحمَّل أفعالهم الشرّيرة في خدشهم لكرامتنا والتعدَّي علينا ،
لكنَّنا نريد التمثيل عليهم في إمالتنا لثمار أريافنا عليهم وهم يضطجعون في متاهة غيّهم .
أسلحتنا المطواعة لبروق الموت ، لا نفلتها في كلّ اساءة الينا ، وننتظر نهاية أيّام العزاء
على النسَّاجين ،





السلطة والطبيعة ...




صيِّغ عديدة للوكيميا الشعرية في قتلها الشاعر الفاشل ، وكلّ الخلط الذي
نصنَّف فيه الأجيال الأدبية وهي ترتع في ما تسمَّيه ، زمن الجماعاتيين ،
يتضمَّن البرهنة الخاطئة في إصابتنا للهدف . ارتداء اللغة الناقصة
والمستعملة ، والتبجَّح في لمس الذهب السرّي للوجود ، والتوكَّل على
الكرب في معانقة الأنثى ، وصداقة اليربوع في الموئل الضحل للثقافة .
كلّ هذه الأشياء مخاط ديناصور ولا تعين الموهبة على التماسك في شهيق
وزفير الكلمة . أصهارنا الذين وقعوا في البئر منذ البداية ، تجرَّعوا سمّ
خديعتهم للفن والأدب ، والآن هم دمى تحركها فضلات الطائفية . يفضي
البريق الأزرق للفن الشعري الى قيمة حقيقية واحدة . توقير الحياة ومواساة
الناس الذين نعيش بين ظَهْرانيهم ، وعدم الخيانة للأرض التي يفلحها خصوم
الله ، ونبذ الارتياب من الجمال ، وأهم مطلب ، هو الاخلاص الدائم لعذاب
الكلمة في ما تحرمنا منه السلطة والطبيعة .




18 / 6 / 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. حورية فرغلي: اخترت تقديم -رابونزل بالمصري- عشان ما تعملتش قب


.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا




.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ


.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث




.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم