الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


30 يونيو بداية سكة السلامة

سمير نعيم أحمد

2013 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية



عندما أعلن عمر سليمان يوم 11 فبراير 2011 تخلي مبارك عن منصبه وعلت صيحات و هتافات المصريين في كافة أنحاء مصر تعبيرا عن الفرح بالنصر كانت هناك فئة قليلة وأنا من بينهم تدعو للتريث و البقاء في الميدان حتي يتم إسقاط النظام بالكامل وليس مجرد رأسه. و كتبت أيامها قائلا أن مصر في مفترق طرق : طريق الثورة لتحقيق أهدافها في العيش و الحرية و العدالة الإجتماعية و الكرامة الإنسانية و طريق استمرار النظام مع مجرد تغيير في الأشخاص و إجهاض الثورة و أسميت الطريق الأول سكة السلامة و الثاني سكة الندامة .
و قد أثبتت الأيام أن القوي المعادية للثورة قد عملت متحالفة منذ لحظة تخلي مبارك عن الرئاسة علي وضع المتاريس و العوائق أمام طريق الثورة " سكة السلامة " و فرض بقاء النظام الإستبدادي الإستغلالي النهبوي العنصري التابع مع الإيهام بالتغيير لمجرد تغيير الأشخاص و نقل السلطة من رجال مبارك و حزبهم الوطني إلي رجال فصيل آخر من رجال نفس النظام : الإخوان المسلمون و حزبهم العدالة و الحرية . واتضحت الآن الأساليب التي اتبعت لتحقيق انحراف الثورة عن مسارها : أجراء استفتاء علي تعديلات لدستور 71 الذي سقط بقيام الثورة أسندت مهمة كتابتها لشخصيات غير ثورية بدلا من إعداد دستور جديد كما أرادت قوي الثورة ثم إجراء انتخابات برلمانية وفقا لقواعد النظام أدت لفوز الإخوان المسلمين بأغلبية مجلسيه ثم انتخابات رئاسية وفقا لنفس القواعد مع ماشابها من تجاوزات خطيرة أدت إلي فوز الرئيس الإخواني و ما تلا ذلك من إعلانات دستورية جمعت السلطات كلها في يد الرئيس مع تشكيل حكومات لا تمثل بأي شكل قوي الثورة ثم تشكيل لجنة متحيزةلإعداد الدستور و إجراء استفتاء سريع عليه مما نجم عنه دستور شائه يكرس النظام الفاشي وفقا لمصالح الجماعة الحاكمة .وبذلك أجبرت مصر علي السير في سكة الندامة التي من أهم معالمها:تقسيم المصريين إلي اسلاميين و غير إسلاميين ؛ إشعال الفتن الطائفية وضرب الوحدة الوطنية؛ قتل الشباب الثائر و اعتقاله و تعذيبه و تلفيق التهم له و تشويه سمعته ؛ تطبيق قانون الغاب وتعطيل القانون و تدهور حالة الأمن ؛ ارتفاع معدل البطالة وبخاصة بين الشباب؛ انفلات أسعار السلع الأساسية ؛ ازديادة حدة معاناة المواطنين مع تدهور حالة كل الخدمات؛ اتساع نطاق الفساد الحكومي مع تقنينه بالتعيين في الوظائف علي أسس غير الكفاءة؛ انتهاك كرامة المواطنين و هتك الأعراض ؛ إطلاق البلطجية للإعتداء علي المتظاهرين السلميين وإشاعة الفوضي ؛ العدوان علي المؤسسات القضائية و الشرطية و الإعلامية و الثقافية و تشويه سمعة رموزها. ومن أبرز علامات سكة الندامة التي تحرسها جماعة الإخوان المسلمين الآن تدهور مكانة مصر عربيا و إفريقيا و عالميا و ارتفاع الدين الخارجي و الداخلي و التدهور المستمر لقيمة الجنيه المصري و السماح بالتدخل الأجنبي في الشؤون الداخلية لمصر و بخاصة في سيناء التي تنتشر فيها الآن جماعات إرهابية اغتالت خيرة جنودنا في رمضان الماضي و لم يتم القبض علي القتلة حتي الآن و كذلك اختطاف الجنود و اغتيال ضباط و أفراد الشرطة.
إلا أن الشعب المصري و بخاصة شباب الثورة ظل و مازال علي وعي تام بما يمثله استمرار دفع مصر للإستمرار في سكة الندامة من تهديد لمستقبل مصر كله بل لكيان الدولة المصرية بأسرها و ظل يقاوم كل خطوات تدمير مؤسسات الدولة الحديثة و يقدم الشهداء و المصابين من أجل شق سكة السلامة أوطريق الثورة وإزالة سكة الندامة التي اتضح أنها تؤدي إلي القضاء علي هوية و كيان مصر الحداثة بكل مؤسساتها لكي تصبح واحدة من الولايات في كيان أوسع نطاقا لا يعترف بالدولة الوطنية و لكنه يسعي لخلافة اسلامية لا مكان فيها لغير الإخوانيين ومن معهم ولا وجود فيها لمفهوم المواطنة أو لحقوق الإنسان أو حتي للديموقراطية التي أتت بهم للحكم. كيان هلامي واسع يقسم فيه البشر إلي مسلمين ( الإخوان و من يرضون عنهم ) و كفار ( كل المخالفين في الدين و المذهب ). نعم أدرك الشعب أن النظام الذي يحكمه يقود مصر إلي الفناء كدولة عريقة ( لم يعد لعلم مصر أو للسلام الوطني مكان في ظل حكم الإخوان ففي اجتماع الرئيس مع أهله وعشيرته بالصالة المغطاة لم يعزف السلام الوطني و لكن ردد نشيد إخواني و رفعت أعلام حماس وفي اجتماعات مجلس الشعب الإخواني كان هناك من الأعضاء من يرفض الوقوف عند عزف السلام الوطني) كما أدرك أن هذا النظام لا يهتم إطلاقا بمصالح الجماهير و ليست لديه أي تصورات تنموية و أن كل يوم يمر يزيد من صعوبة الخروج من سكة الندامة و من المعاناة و من أعداد الشهداء و قرر العودة إلي المربع رقم واحد بعد 11 فبراير 2011 أي نقطة مفترق الطرق لكي يفتح طريق الثورة أو سكة السلامة أمام الجماهير و يوصد إلي الأبد سكة الندامة .و شكل الشباب حركة تمرد التي أعلنت هدفا واحدا واضحا التف حوله ملايين المصريين و هو إسقاط رئيس النظام وجمعت حتي الآن و في أقل من شهر ما يقرب من العشرين مليون توقيع و دعت الملايين للحشد يوم 30 يونيو حتي إزاحة رئيس احتكر كل السلطات .
و من الواضح أن إسقاط الرئيس محمد مرسي ليس هدفا في حد ذاته فليس المطلوب إجراء انتخابات رئاسية فور إزاحته و لكن ذلك يمثل الخطوة الأولي علي سكة السلامة أو طريق الثورة التي يتدارس قادة حركة تمرد وغيرهم من القوي السياسية الخطوات أو المراحل التالية عليها و أتفق تماما مع ما عرض حتي الآن من مقترحات حيث أري ضرورة البدء بتولي رئيس المحكمة الدستورية العليا أو مجلس رئاسي رئاسة الجمهورية لمدة عام علي الأكثر يتم خلاله تشكيل لجنة لإعداد دستور يجسد أهداف الثورة ثم الإستفتاء عليه وبعدها إجراء انتخابات لمجلس الشعب ثم انتخاب رئيس للجمهورية وفقا لقواعد يحددها الدستور علي أن تشكل حكومة مؤقتة لتسيير الأعمال من التكنوقراط يتم اختيار أعضائها علي أساس الخبرة و الكفاءة.
لقد عرف الشعب طريقه ووحد الشعب بلاده و بعد 30 يونيو إنشاء الله يصبج الحلم حقيقة : العيش و الحرية و العدالة الإجتماعية و الكرامة الإنسانية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل 5 أشخاص جراء ضربات روسية على عدة مناطق في أوكرانيا


.. هل يصبح السودان ساحة مواجهة غير مباشرة بين موسكو وواشنطن؟




.. تزايد عدد الجنح والجرائم الإلكترونية من خلال استنساخ الصوت •


.. من سيختار ترامب نائبا له إذا وصل إلى البيت الأبيض؟




.. متظاهرون يحتشدون بشوارع نيويورك بعد فض اعتصام جامعة كولومبيا