الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


كمية العمل المتضمنةفي القيمة

قوقل القاعدي

2013 / 6 / 19
الادارة و الاقتصاد


القيمة الاستعمالية ليس مصدرها الوحيد و الأوحد هو العمل، فالطبيعة توفر مواد خام يتم استخدامها في العمل، كما هناك مواد خام ذات قيمة استعمالية(الهواء مثلا) لكن القيمة التبادلية هي من انتاج البشر و يعبر عنها بالنقد(الأسعار)، فتبادل منتجات معينة يعبر ضمنيا عن تبادل كميات عمل، لذا فإن ماركس يرى ضرورة النظر ما وراء القيمة التبادلية، فالقيمة أي كمية النقد و القيمة التبادلية غالبا ما يتم خلطهما، فهما لا يعبران عن نفس الشيئ في رأس المال، و هذه القيمة لا يمكن قياسها إلا ككميات مجردة من العمل، فكل سلعة تحوي كمية من العمل الاجتماعي الضروري لانتاجها (أي السلعة)، و يوضح ماركس أن هذه القيمة هي عامل محدد للسعر على مدى طويل حيث تعكس كمية العمل بالسلعة ( و يمكن قياسها بالساعات من وقت العمل الاجتماعي)، فالسلعة التي تحتاج فانتاجها إلى عمل أكثر(بما في ذلك العمر الضروري لانتاج وسائل الانتاج-الألات و أدوات العمل) تزيد تكلفتها عن السلعة التي تحتاج لعمل أقل ( كمثال : الحذاء المصنوع يدويا بواسطة حرفي يكلف أكثر من الحذاء المصنوع بطريقة انتاج حديثة على خط انتاج من داخل المصنع) لكن العلاقة بين ما يسمى القيمة الاستعمالية و القيمة التبادلية ( أي السعر الذي تباع به السلعة فعليا) ليست علاقة ميكانيكية، فما من أحد يقيس القيمة بشكل مباشر ثم يحدد السعر، فالرأسماليو يحسبون تكلفة تقديرية متضمنة فائض القيمة ثم يضيفون هامش ربح بالامكان الحصول غليه و انتاجه داخل السوق.
و في ظروف معينة، تستطيع الرأسمالية الانتقال إلى المرحلة الاحتكارية، يمكن أن تصبح لديهم القدرة على التحكم في لاأسعار و الزيادة في قيمتها( عندما يمثل النقد الذي يحصلون عليه مقابل سلعهم قيمة أكبر من العمل الاجتماعي المتضمن في سلعهم) هكذا إذا عدنا إلى المثال السابق و تم احتكار صناعة الأحذية في مدينة ما، يمكن أن يزيد سعر الحذاء على الأقل مؤقتا. و المثال الساطع على ذلك هي منظمة الدول المنتجة للبترول "أوبك" خلال سبعينيات القرن العشرين و تحكمها في الأسعر رغم وجود شركات بترول عديدة هي الأخرى جنت أرباحا هائلة.
و في ظروف أخرى مثل تضخم انتاج سلعة ما أ، يهوي بالأسعار إلى مستويات دنيا كما حدث في بوليفيا و فنزويلا بعد أن تم انتاج كميات كبيرة من القصدير و البترول حيث انهارت أسعارهما.
لكن ماركس أشار إلى نقطتين هامتين في هذا السياق:
1-إذا بيعت سلعة ما بسعر أعلى من قيمتها الحقيقية، فإن هذا يعني أن سلعة أخرى مقابلة قد بيعت بسعر أقل من قيمتها( التوازن الجدلي في علاقة الانتاج الجتماعي) فإذا نحينا جانبا التضخم الناتج عن زيادة طبع النقود- و الذي يعني أن أسعار جميع السلع تتجه نحو الزيادة- فإذا أنفقت كمية من نقود أكثر على سلعة ما، فإن النقود المتوافرة لانفاقها على سلع أخرى تنخفض، و لكن في المجمل يمثل مجموع الأسعار مجموع قيم السلع.
و بناءًا عليه يمكن لأحد الرأسماليين أو مجموعة، أحيانا أن يحققوا مكاسب على حساب الآخرين بزيادة أسعارهم أو بشراء المواد الخام بأسعار أقل من قيمتها، و هكذا فإن الأرباح الاضافية التي حصلت عليها "أوبك" جاءت على حساب الرأسماليين الآخرين الذين يستخدمون البترول. و جاءت خسائر منتجي المعادن لصالح صناع العلب المعدنية مرة أخرى، هذه المكاسب و تلك الخسائر تتعادل، و لا يمكن تفسير اللأرباح على أساسها.
2-رأى ماركس أنه في معظم، إن لم يكن في كل الحالات تؤدي ضغوط المنافسة إلى ضبط الأسعار، بإعادتها لتقترب من قيمتها الأساسية، فإذا كان هناك احتكار يحقق أرباحا إضافية، فسوف يدخل منتجون جدد إلى السوق في النهاية، و تكون نتيجة الانتاج الاضافي هي تخفيض الأسعار( كما حدث في حقول البترول الجديدة في السبعينيات في بحر الشمال و مناطق أخرى)
إذا كان العر أقل من قيمة السلعة، فإن الأقل كفاءة و الأقل نجاحا من المنتجين سيضطر لترك المجال و هكذا فإن انخفاض سعر القصدير سيؤدي في النهاية إلى توقف المناجم الأكثر عمقا( أي التي تتطلب عملا أكثر لاستخراج القصدير) و يقضي ذلك على الفائض و ترتفع الأسعار مرة أخرى.
في النظرية البرجوازية يتم تفسير هذه العملية في ضوء التقاء العرض و الطلب، و لكن هذه الطريقة في فهم المسألة شديدة السطحية، فعند التقاء العرض و الطلب، فما الذي يحدد لماذا تباع سلعة معينة مثل سيارة "رولز روس" بمبلغ ضخم، و سيارة "داسيا" تباع أرخص منها؟ أوضح ماركس هنا أن السبب الرئيسي هو كمية وقت العمل الضروري اجتماعيا لانتاجها.
إن وقت العمل الضروري اجتماعيا يفسر تأثير المنافسة بين النتجين الذين يعملون في نفس الصناعة، فقيمة أي سلعة ما مثل زوج الأحذية أو سيارة، لا يحكمها الوقت الذي يستغرقه عمال الصناعة في صناعتها، بل يحكمها كمية العمل الضروري اجتماعيا في ضوء التقنيات الحديثة و الآلات المتاحة، فإذا كان العامل بطيئا أو قليل الكفاءة فلا يعتد به كمنتج للقيمة.
رأى ماركس أن التغييرات في قيمة السلع ( تقاس بالساعات من وقت العمل الضروري اجتماعيا) تكون الضابط الأساسي في تغيرات الأسعار على المدى الطويل، و توجد أمثلة واضحة على ذلك في الوقت الحالي، فلانخفاض السريع و الهائل في أسعار الهواتف و الحواسيب و المنتجات الالكترونية الأخرى في أساسه نتيجة لتطور وسائل الانتاج مما يعني الانخفاض في كمية العمل الضروري اجتماعيا لانتاج السلع.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. هل تسمح الأعباء الاقتصادية لإسرائيل بفرصة فرض حكم عسكري على


.. إبراهيم رئيسي.. هل تحتدم المنافسة على خلافة خامنئي؟




.. الذكاء الاصطناعي ساحة منافسة ضروس بين شركات التكنولوجيا العم


.. أغلى من الذهب.. ريشة طائر نيوزيلندى تسجل رقم قياسي فى مزاد




.. مصممة سويسرية تكشف سبب احتكار صناعة وتصميم السعفة الذهبية بم