الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عيدالأول من أيار ... بين الأمس واليوم _ إلى ملحق الأول من أيار

جريس الهامس

2005 / 5 / 1
ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار


مقدمة صغيرة
----------
الماركسية اللينينية هي علم العلوم في فروعها الثلاثة : الفلسفة والإقتصاد السياسي والإشتراكية العلمية وضعت أحجار الزاوية لبناء الإشتراكية العلمية وتحرير الشعوب من عبودية النظام الرأسمالي وتحرير قوة العمل من استغلال وهمجية الرأسمال .. وعلى الطبقة العاملة وقواها الحية بمحالفة الطبقات المسحوقة الأخرى في المجتمع أن تطور هذه المبادئ وفق الواقع الموضوعي المتطور في العالم وعلى الصعيد المحلي في كل دولة . وإذا توقفت النظرية عن التطور دون الخروج عن الثوابت الطبقية في البناء الجديد - تشيخ وتموت وهذه أبسط مبادئ الديالكتيك الثوري ,, وهذه النظرية التي لخصت تجارب التاريخ كلها هي نظرية الطبقة العاملة بالدرجة الأولى ولا يمكن أن تتحول إلى قوة مادية لتبديل الواقع العبودي إلا إذا أخذتها الطبقة العاملة في أيديها وتحالفت مع الفلاحين الفقراء لبناء = الديمقراطية الإشتراكية - وضعت الديمقراطية قبلاّ لأن الإشتراكية العلمية ليست في خندق معاد للديمقراطية كما يزعم الليبراليون وأعداء الإشتراكية من كل صنف ولون بينهم الذين بدلوا جلودهم وأسماءهم انسجاما مع الموضة الأمريكية السائدة .. وهل الديمقراطية الأمريكية المزعومة سوى ديكتاتورية الرأسمال والشركات العابرة للقارات التي تنهب شعوب العالم وثرواته
... وإذا غابت الديمقراطية الإشتراكية عن بناء النظام الإشتراكي على أساس الإنتخابات الحرة النزيهة لجميع السلطات في الحزب والدولة والنقاباتوسائر موْسسات المجتمع المدني تتحول الدولة الإشتراكية حكما إلى رأسمالية دولة . وتصبح الدولة أمنية شمولية قمعية ضد شعبها .. تم ذلك بعد تخلف علاقات الإنتاج بقيادة الطبقة العاملة عن تطور وسائل الإنتاج أشواطا بعيدة تحولت تدريجيا إلى علاقات بيروقراطية بين قيادة الحزب والدولة والقوى المنتجة والشعب عموما فيها بعد تحول الحزب إلى طبقة مستغلة منفصلة عن المبادئ وعن الجماهير في نظام شمولي قمعي معروفة نهايته مهما امتلك من ترسانات أسلحة وأحزاب مهرجين ومطبلين للحزب القائد من البروليتاريا الرّثة والمثقفين أو الأصح ( حملة الشهادات ) المتسلقين على برج الإشتراكية .. وهذا مايفسر ببساطة جماهير الطبقة العاملة السوفياتية متفرجة بل مساهمة أحيانا في هدم الإتحاد السوفياتي وغيره من الدول التابعة له .. بعد أن أدرك العمال أن هذه الدولة العظيمة التي بنتها ثورة أوكتوبر بقيادة لينين باسم دولة العمال والفلاحين والجنود لم تعد دولتهم . بل دولة طبقة ( المثقفين البورجوازيين ) الذين بنوا الطبقة البيروقراطية الطفيلية المخترقة من الغرب التي بنت رأسمالية الدولة على أشلاء الطبقة العاملة والشعب السوفياتي ....؟
الأول من أيار في سورية ولبنان _ تاريخ وخواطر
-----------------------------------....
عام 1924 : تأسس في هذا العام الحزب الشيوعي في لبنان بقيادة عامل فقير من بكفيا هو المرحوم فوْاد الشمالي ورفيقيه يوسف يزبك وأرتين ميخيان وعدد من نادي السبارتاكوس في بيروت . ونقل فوْاد بناء الحزب الى عمال دمشق الذين أسسوا الحزب الشيوعي السوري في نفس العام وهم السادة : فوزي الزعيم - خريستو قسيس
- ناصر حدّة - أحمد الملا - ثم انضم اليهم - اليان ديراني - ووصفي البني
احتفل هوْلاء الرواد في هذا العيد بتوزيع البيانات لأول مرة في دمشق وبتظاهرة كبيرة في بيروت في الأول من أيار 1925
واستمر الشيوعيون يحتفلون بهذه المناسبة بأشكال مختلفة وفق المناخ الأمني المتساهل أو المتشدد وكانت الإصطدامات مع الشرطة والأمن محتومة لأ ن جميع الحكومات لم تكن تعترف بهذالعيد في جميع الوطن العربي .
وأذكر في عام 1950 نظمنا تظاهرة صغيرة في منطقة ( المناخلية ) قرب سوق الهال بدمشق وكان يومها حكم - حزب الشعب -لم تسر التظاهرةمئتي متر إلا وطوقتها قوات الشرطة وجرت معركة بيننا وبينهم جرح عدد من الطرفين أذكر يومها حاولت الشرطة تمزيق اللآفتتين فقط اللتين بأيدينا فأخذوا القماش وبقيت الحاملات الخشبية بأيدينا دافعنا بها عن أنفسنا وأذكر يومها عامل النسيج البطل ( تيسير ....) من الشيخ محيي الدين كيف طرح شرطي ونائب ضابط على الأرض بعصاه بعد هجومهما عليه وكسر يد الشرطي المهاجم ... كان السجن يومها نزهة للمناضلين
ولم تعرف سورية تظاهرة علنية بمناسبة الأول من أيار تحرسها الشرطة ولا تقمعها إلا بعد سقوط ديكتاتورية الشيشكلي في 25- شباط 1954
في الأول من أيار هذا العام طافت أضخم تظاهرة عمالية شوارع دمشق يتقدمها رئيس اتحاد نقابات العمال السيد صبحي الخطيب بطربوشه المميّز وروْساء جميع النقابات وكان النقابيون الشيوعيون في المقدمة وسارت التظاهرة من مقر الإتحاد العام في شارع خالد بن الوليد إلى مدخل سوق الحميدية الى السنجقدار فساحة الشهداء الى الصالحية حتى البرلمان وألقيت الخطب النارية ووزعت اّلاف البيانات
واستمر قمع تظاهرات الأول من أيار في معظم دول العالم الثالث وفي أمريكا نفسها صاحبة هذه الجريمة التي تمت في شيكاغو وتحولت إلى هذا العيد العالمي كما يعلم الجميع إلى أن جاء مهندس السياسة الأمبريالية الجديدة ( جون فوستر دالس ) وزير الخارجية والمنسق الأكبر مع المكارثية العنصرية الإرهابية بعد عام 1956 الذي قال قولته الشهيرة : ( إن قانون إصلاح زراعي واحد أفضل للولايات المتحدة من كل المخابرات المركزية في مكافحة الشيوعية )ومنذ ذاك الحين تابع كيسنجر وغيره هذه السياسة بسرقة الشعارات الإشتراكية وشعارات حركات التحرر الوطني والقومي في بلدان العالم الثالث على وجه الخصوص وتمريغها في الوحل بواسطة أنظمة عسكرية بوليسية أوصلوها للسلطة بأشكال مختلفة باسم الإشتراكية القومية التي استهلت بطولاتها بذبح واعتقال الشيوعيين والوطنيين الديمقراطيين وإجهاض النضال الطبقي وتشويه الصراع الطبقي كمحرك للتاريخ إلى صراعات طائفية وعرقية وعشائرية بعد تحويل نقابات العمال والفلاحين الى مخافر للمخابرات والقمع والمراقبة
وكان أول مافعله عبد الناصر بعد إنقلاب 23 تموز إعدام القادة النقابيين على أبواب معاملهم في كفر الدوار وعلى رأسهم محمد بكري وأحمد خميستي لمطالبتهم بزيادة أجورهم وكان يومها وزيرا للداخلية بعد الإنقلاب بثلاثة أسايبيع فقط في 15 اّب من نفس العام ... وتوالت الإنقلابات العسكرية القومجية تحت راية الإشتراكية والعروبة وتحرير فلسطين من إنقلاب بومدين في الجزائر إلى القذافي في ليبيا إلى مصر الى سورية والعراق وبعد ذبح الشيوعيين والإشتراكيين ونحروا أبسط حقوق الإنسان وصادروا كل الحريات العامة في أنظمة شمولية قمعية لامثيل لها في العالم كله واشتروا أحزاب شيوعية بكاملها كحزب بكداش وفيصل وغيرهما المنضمين لجبهة شهود الزور التابعة للخابرات كما فرخوا أو استنسخوا أحزابا جديدة تحت شتى الأسماء وفوق هذه الأشلاء كلها يقف السفاح الأمريكي الصنع حافظ الأسد وأقرانه في العراق ومصر وليبيا والجزائر وموريتانيا وسائر حكام القمع والعمالة الذين لم يحملوا راية الإشتراكية من الخليج إلى المغرب .. يقفون على أشلاء الطبقة العاملة العربية المسحوقة ليحتفلوا في عيد الأول من أيار وأضحى أعداء الطبقة العاملة والإشتراكية يتقمصون الإشتراكية والتقدمية وفق الوصفة الأمريكية التي سقط مفعولها بعد الحادي عشر من سبتمبر وسقط معها الرهان على الأنظمة الديكتاتورية في خدمة الرأسمال الإستعماري المسيطر على بلادنا
ليكن عيد الأول من أيار هذا العام عيد التحرر من النظام الفاشي القمعي والطائفي العشائري بسواعد وطنية ديمقراطية لبناء النظام الجمهوري الديمقراطي ودولة القانون وحقوق الإنسان لتستعيد الطبقة العاملة السورية والعربية دورها القيادي في بناء الوطن وتحرير أرضنا المغتصبة وإنساننا المضطهد .. على طريق توحيد الطبقة العاملة بجميع مكوناتها القومية والإثنية كنواة ديمقراطية لأية وحدة عربية يطمح إليها شعبنا
إن الذين يضعون شعبنا بين خيارين كلاهما مر : إما القبول ببقاء هذا النظام المجرم والساقط مع إجراء عملية تجميل له .. أو القبول بالإحتلال الأمريكي الجاثم في العراق ويطرق أبواب سورية .... هم أناس لايثقون بشعبهم ولا بأنفسهم إنهم المتسلقون والإنتهازيون من كل صنف ولون الذين يجرون العربة الأمريكية أو يسيرون خلفها أنا واثق أن عدة تظاهرات واعتصامات وعصيان مدني سلمى إلى اّخر مبتكرات النضال العربي الكردي العريق في سورية سيحرر سورية من هذا النظام
وإلى الأبد من المافيا الأسدية... تحية لجميع معتقلي الرأي والضمير في سورية وإلى كل من يقول لا لهذا النظام المستبد العميل ....
المحامي : جريس الهامس - لاهاي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. خسائر كبيرة في صفوف الجيش الإسرائيلي باشتباكات في جباليا | #


.. خيارات أميركا بعد حرب غزة.. قوة متعددة الجنسيات أو فريق حفظ




.. محاكمة ترامب تدخل مرحلةً جديدة.. هل تؤثر هذه المحاكمة على حم


.. إسرائيل تدرس مقترحا أميركيا بنقل السلطة في غزة من حماس |#غر




.. لحظة قصف إسرائيلي استهدف مخيم جنين