الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أما آن للانقسام أن ينتهي

رائد محمد حلس
(Raid M. Helles)

2013 / 6 / 19
ملف - القضية الفلسطينية، آفاقها السياسية وسبل حلها



إلى متى ستبقى حالة الانقسام مستمرة ؟ ألم يكفي مرور ست سنوات والشعب الفلسطيني يعيش في كنف واقع الانقسام المرير الذي طال كل البيوت والمدارس والمساجد والأعراس وبيوت العزاء والجامعات والمعاهد والمؤسسات والأسواق.
لقد طال أمد الانقسام والمصالحة وباتت في طور الأحلام بعد أن أدرك الجميع صعوبة التخلص من الانقسام، في ظل وجود أفرادًا وشرائح ازدادت نفوذًا وثروةً ، وتريد استمراره حتى تحافظ على ما حققته ومضاعفته، كما أن طرفي الانقسام ومعظم القوى يفضلونه على الوحدة التي قد تجعلهم يفقدون ما حققوه من الانقسام؛ وأن قطاعات شعبية تخشى من أن تؤدي الوحدة إلى تعميم الحصار والمقاطعة، بحيث تشمل الضفة الغربية إضافة إلى قطاع غزة، أو إلى عودة الاقتتال الداخلي والفلتان الأمني والفوضى التي كانت سائدة قبل وقوع الانقسام؛ وأخيرًا، لقد أصابنا إحباطًا ويأسًا ناجم عن أسباب عديدة يمكن أن نوجزها في تردي الأحوال السياسية والاقتصادية والاجتماعية، وفي وجود أطراف خارجية عربية وإقليمية ودولية، وعلى رأسها إسرائيل، لا تريد إنهاء الانقسام الفلسطيني، إلا إذا جاء وفق شروطها وبما يحقق مصالحها.
إن الاقتصاد الفلسطيني في ظل الانقسام بات أكثر ضعفًا وانكماشًا مما كان عليه من قبل وخاصة في قطاع غزة, الأمر الذي أدى إلى تغييب الوضوح أو التأكيد بالنسبة للمستقبل على الصعيد الاقتصادي والسياسي والاجتماعي معًا, نتيجة للدور الإسرائيلي – الأمريكي على وجه التحديد.
إن تكريس انفصال قطاع غزة اقتصاديًا وسياسيًا عن جناحه الرئيسي في الضفة الغربية إنما يصب في مصلحة الاحتلال الإسرائيلي باعتباره المستفيد الأول من حالة الانقسام, بل هي الغاية الأساسية لإسرائيل التي تستهدف التبديد السياسي للفلسطينيين, بعد أن بات قيام دولة فلسطينية مستقلة وكاملة السيادة في ظل وجود الانقسام نوعًا من الوهم .
صحيح أننا نقر بمسؤولية الاحتلال والممارسات العدوانية المستمرة والحصار والإغلاق, كسبب أساسي من أسباب التراجع الاقتصادي إلا أن ذلك لا يعني إغفالنا لدور الانقسام والصراع على المصالح الحزبية الضيقة التي عمقت مظاهر الخلل والهبوط والتفكك السياسي والمجتمعي, إلى جانب التراجع في كافة القطاعات الإنتاجية وغير الإنتاجية في القطاعين الخاص والعام على حد سواء.
الأمر الذي يضع الجميع أمام المسؤولية التاريخية في جمع الشمل الفلسطيني وأصبح الجميع أمام المساءلة التاريخية لإتمام عملية المصالحة, و لم يعد هناك من وقت للمراوغة في إتمام عملية المصالحة خاصة وأن أية محاولات للتهرب من تحقيق وإتمام المصالحة الوطنية الفلسطينية إنما تصب في خدمة المشروع الأمريكي الصهيوني الهادف إلى تكريس الانقسام ، ولم يعد هناك متسع من الوقت للمماطلة والتسويف لإنهاء الانقسام وعلى قيادة حماس أن تشرع فورا بمحادثات مع الرئيس محمود عباس لتشكيل حكومة الوحدة الوطنية وتنفيذ بنود ما تم الاتفاق عليه خدمة للقضية الفلسطينية وللمصلحة الوطنية الفلسطينية وتوخيا لتحقيق الوحدة الوطنية الفلسطينية التي تقود لاستراتجيه تنموية فلسطينيه يكون بمقدورها مواجهة كل مستجدات التغيرات الإقليمية والدولية بما يخدم القضية الفلسطينية ويؤدي إلى التحرر الفلسطيني من الاحتلال, وإقامة الدولة الفلسطينية المستقلة .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن أمام خيارات صعبة في التعامل مع احتجاجات الجامعات


.. مظاهرة واعتصام بجامعة مانشستر للمطالبة بوقف الحرب على غزة وو




.. ما أهمية الصور التي حصلت عليها الجزيرة لمسيرة إسرائيلية أسقط


.. فيضانات وانهيارات أرضية في البرازيل تودي بحياة 36 شخصا




.. الاحتجاجات الطلابية على حرب غزة تمتد إلى جامعة لوزان بسويسرا