الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


للحلم شروطه، فهل تملكونها؟

فلورنس غزلان

2013 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


للحلم شروطه ، فهل تملكونها ؟:ــ
كلكم يقول أنه مقتنع بالحلم ولا يتوقف عن ترتيبه في رأسه قبل النوم وعند الصحو...فهلا جلستم والتصقتم ببعضكم بعضاً كأحبة يربطكم حلم واحد وتبادلتم حواراً يحوله إلى حقيقة؟ هل مزقتم كل مافي جعبتكم من آثام وصحف صفراء وبيارق حمراء ورعوداً وبرقاً تلوحون به لبعضكم قبل الجلوس حول المائدة؟..هل يجمعكم إنسجام أخوة، أهل بلد، مواطنين ..يحملون هوية واحدة...بلا شرائط تلون رؤوسكم أو شعارات فوق جيوبكم أو قلائد حول رقابكم ...تدل على انتماءاتكم الطفولية، التي لم تنضج بعد ولم تكبر في صفوف المواطنة؟. ألا يكفيكم أن صغاركم يحلمون ويثقون بأن الشمس ستشرق غداً؟ ..ألم يجعلكم الموت تستيقظون من سبات عقود ونوم قرون في نعيم الكسل وتراكم ذباب الجهل في أعماق وعيكم المستسلم لياقات السادة ولعمامات المشايخ ولعصا العسكر والقادة؟ ألم تهز قطرات الندى في ثورة أولادكم غيوم عيونكم وشذا الياسمين المتجذر في تراثكم فتتمطى أغصانكم قليلا وتخرج من جذوعها الخرساء إلى نسيم الهواء الحر...فتشتبك أيديكم ببعضها لتصنعوا رايات محبة وروابط سلام ينهي مشاعر القاتل والمقتول ويعيد للوطن الفصول ..بألوانها وتنوعها كما كانت عليه ...يا أصحابي ويا أهلي الساكنين تابوت الثورة والمرابطين في قبور المذاهب...انفضوا عنكم أتربة السلف وغبار الردم والهدم بين أضرحة الخِضر وزينب وذو الفقار وعثمان ...وابن الرومي والغزالي ، وابن تيمية والحسين...وانفضوا عن ثوبكم ماعلق به من خيم الصحراء وظلف العيش ...ظلف الفكر الغارق في بحر مظلم مَدَّهُ أكثر ضحالة من جزره...
اجعلوا من قوس حنجرة القاشوش جسراً يجمعكم ولهيباً يشعل فتيل الحلم وينشر ضوءه فوق سلسلة الأعداء ، التي كشفت سر ضعفكم ..وعزفت على أوتار أعوادكم الرنانة بصوتها ...دون دوزنة أو توزيع لسلم موسيقي سليم...فشوهت إبداعكم ..ونسبته لزريابها..
مايبعث على التوجس والخشية من استمرار الموت وعنت المكابرة وصلف الغرور وشوفينية الموقف والرأي ..هو انشغال واستسهال مكاتبكم بتعليق الإنسداد والخطأ على مصالح الآخر في داركم السورية، ...نعم لهذا دوره ...لكنكم الأساس والمنجاة...رايات اللعبة بأيديكم ...لغة الحوار تمتلكها حناجركم وعقولكم...قناديل النور...أنتم من يشعلها وأنتم من ينفخ على شعلتها فيحيل الوضع إلى ليل ربما يطول ولا نرى فيه فجراً أو نلهو بشمسه ذات يوم قريب....مسؤولية القرار...يحملها الجميع ...سياسيون وعسكر..نظفوا بيتكم قبل أن تنطلقوا في فتح المعابر أو المنافذ نحو التفاوض....ففي شوارعكم الكثير الكثير من المرض ...والكثير من الممارسات، التي لم تكن يوماً هدفاً أو غاية من غايات الثورة....فلِمَ تتركون الدُمل ينمو ويكبر تحت جلدكم...؟!...رعب البارحة...لايختلف كثيراً عن رعب اليوم وخشية الغد لدى كل مواطن ...سواء من وقف معكم أو مازال ينتظر...وانتظاره مربوط بحسن تصرفكم ...بمسلككم...بخطواتكم الجادة وبرامجكم الفّعالة والفاعلة ...للحاضر كما للمستقبل..اركنوا الخلافات الذاتية والمصلحية والأيديولوجية جانباً...ـ على الأقل ــ إلى أن نخرج من عنق زجاجة أقمنا فيها سنتين ...ونحلم بتنفس الهواء الحر...فيكم من نخره السوس، وفيكم من أتعبته صورته في المرآة ...فلم يعد يرى سواها...فيكم من اقترب من عمر الزهايمر ولايريد أن يتقاعد ويترك الحلبة لجيل جديد...فيكم من خفت موازينه في أكثر من تجربة ومازال مصراً أنه الأكثر قدرة وحنكة! ...مع أن ماء التوافق يسيل من بين أصابعه ويخسر يوماً بعد يوم...فيكم من نضبت كل تعاليمه واهترأت برامجه وأفكاره وظلت تراوح مكانها منذ عقود دون تطور أو تجديد يتناسب والمرحلة والغد الذي نحلم فيه ...يتناسب وحجم تضحيات شعبنا...لكنه مُصِرٌ أن يلعب بمصيرنا...أما يقف للحظة مع نفسه ومعنا وقفة صدق وأمانة تاريخ؟...فيكم من لعب بورقة الإسلام ومازال يلعبها على أنها الرابح الأكثر جمعاً ولم شمل على أساس مذهبي متطرف يفرق ولا يجمع...يمزق ولا يشفع لأخطائه المتراكمه ...ولهفواته وجرائمه المُنكَرة...يرى أن ميزان القوى يسير لصالحه...مع أن له في بلدان " الربيع العربي" خير مثال على تهاوي أوسمة الدين ورايات الله التي يوكل نفسه الناطق الحصري باسمها...وكأننا معشر أمة لانملك عقلا ولا ايماناً وهم المُعَينيين من سماء الله العليا أوصياء على أمة لم تكبر ولم تنضج...ولهؤلاء أقول: ..كفوا عنا أذاكم...عودوا لضمائركم ..كمواطنين متساوين على قدم وساق مع أهل وطنكم ...لافرق لأبيض على أسود ...ولا لعربي على أعجمي..إلا بالتقوى...ولستم من يعرف التقوى ولا مقاييسها ولا موازينها...فلستم أنبياء ونحن مجرد رعاع!!...النقل انتهى عصره ...والعقل سيد الموقف والسياسة لادين لها والدين لله والوطن للجميع ...فهل من يتعض ويرى مايحتاجه وطن يضمحل ويحتضر؟! ، كلنا ينبش قبور بعض، وكلنا يعمل جاهداً على نشر الفضائح قبل سماع أنين الشعب...في النضال لاسرير للراحة ..بل أسِرَة من شوك وعوسج ..فاقتلعوا كل الأشواك يامن تنتمون للوطن ويعيش الوطن فيكم ...قلة وندرة أنتم...لكنا مازلنا نعول على النوع لا على الكم ,فهلا خرجتم إلينا بما يفرح ويبعث في غدنا أمل النجاة ووقف النزف..؟!
ــ باريس 19/6/2013 مضى على اعتقال تغريد شهران وثلاثة أيام.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. تونس: ما رد فعل الرئيس الأسبق المنصف المرزوقي بعد فتح تحقيق


.. تبون: -لاتنازل ولا مساومة- في ملف الذاكرة مع فرنسا




.. ما حقيقة فيديو لنزوح هائل من رفح؟ • فرانس 24 / FRANCE 24


.. موريتانيا - مالي: من يرغب في السلم يدقّ طبول الحرب؟ • فرانس




.. واشنطن تبحث إدارة السلطة الفلسطينية لمعابر غزة.. |#غرفة_الأخ