الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في ضوء مداخلة الشيوعي العراقي في لقاء اليسار العربي الرابع.

سنان أحمد حقّي

2013 / 6 / 19
مواضيع وابحاث سياسية


في ضوء مداخلة الشيوعي العراقي في لقاء اليسار العربي الرابع.
في الوقت الذي نُدرك فيه صعوبة وتعقيدات المرحلة التي تمرّ بها بلادنا وكذلك عموم البلاد العربيّة ونتفهّم مواقف الحزب الشيوعي العراقي من كثير من المعضلات المستعصية في الحياة السياسيّة والتي نجمت عن ظروف الإحتلال ونتفهّم بشكل واعي ما يُلاقيه الشيوعيون من مصاعب في سبيل تكريس التعبئة الشعبية والجماهيرية وما يتبعها من مهام معقّدة في إنجاز مرحلة الديمقراطيّة فإننا نتوقّع كما علّمنا هذه الحزب العريق على مدى ما يقرب من ثمانين عاما من النضال المرير في سبيل مصالح الشغيلة ومصالح الشعب العراقي عموما أنه يمتلك القدرة والشفافية اللازمة بما يكفي لتوضيح الأمور والمواقف لعموم أبناء شعبنا العزيز .
إن المداخلة التي كشف عنها الرفيق عضو المكتب السياسي للحزب الشيوعي العراقي وهي بالتأكيد تعبّر عن وجهة نظر الحزب وقيادته بل وسياسته في المرحلة الحاليّة تناولت بعض الجوانب والعناصر بشكل سليم وصحيح وأهم ما جاء في ذلك هو التعبير عن الأوضاع الإقتصاديّة واعتماد إقتصاديات بلداننا على الإقتصاد الريعي وأن هذا النمط من شأنه أن يوسّع هيمنة الدولة على الأنشطة الإقتصاديّة والإجتماعيّة ومن شأنه أن يؤدّي إلى أشكال من الإستبداد ويؤجّل الصراع الطبقي ونمو الطبقة العاملة وهذا بالتأكيد رأي سليم جدا كما أن الرأي الذي طرحه الرفيق عضو المكتب السياسي من أن التحالفات مع القوى الإسلاميّة ممكنة بل مطلوبة لأن أغلب القواعد العريضة من الشغيلة هي في واقع الحال معبّئة حاليا في تنظيمات إسلاميّة وأن إتخاذ أية مواقف سلبيّة لا شك ستتسبب في أضرار كبيرة بمصالح الشرائح المستغلّة ( بالفتح)
وبالرغم من أن لنا موقفا مختلفا شخصيا مع تحليل ما يُدعى بالربيع العربي ولكننا قد نتقبّل التحليلات التي قدّمها الرفيق العزيز بدافع التحلّي بالواقعيّة وبالتوازن مع قدرات القوى الثوريّة وبمبدأ القبول بالأمر الواقع إلى أن تتهيّأ الفرص باتجاه التقدّم إلى أمام ، وكل هذا كان مقبولا إلى حد منطقي ، ولكن ما غاب عن الأضواء في المداخلة المهمة والتي تحدث في مناسبة أكبر أهمية وهي لقاء اليسار العربي والذي يُعاني من تصدعات جسيمة وإنكفاء وتراجع ، أقول إن أهم شئ غاب هو تقديم تحليل ورأي في الوضع الدولي وهو اليوم يتمتّع بأهميّة قصوى وله الذراع الطولى في مسار الأحداث
إن لقاءً لليسار العربي يستلزم في أهم أركانه أن يقوم اليساريون كافة بتحليل المرحلة الجدية التي حصلت بعد إنتهاء الحرب الباردة وبعد إنهيار سلطة الإتحاد السوفييتي وما نجم عن ذلك من تداعيات وتغيّرات في سمات الواقع السياسي وما يُنذر به في إحداث تغيّرات في الواقع الجيوسياسي أيضا
إننا كمواطنين عراقيين وكأبناء هذه المنطقة العربيّة وشرق الأوسطيّة نريد أن نتعرّف على مواقف التنظيمات العريقة والسياسية الخبيرة وعلى موقفها من مجموع هذه التغيرات الكبرى ؟
ما هو الموقف من مجموع الدول العظمى والكبرى بعد إنهيار سلطة الإتحاد السوفييتي؟
من هي الجهات التي تنادي بوحدة صف اليسار ولمصلحة من وبالضد من مصلحة من؟ إن الإستمرار على نهج قوة الدفع السابقة لإنتهاء الحرب الباردة في إعتبار القوى الغربية هي معسكر العداء والعدوان وأن أمريكا هي زعيمة العالم الغربي وهي التي يجب إدامة الإصطفاف لمواجهتها في سبيل إنتصار الإشتراكيّة لم يعد توجّها واقعيا ولا ممكنا إذ أن قوى رأسمالية صاعدة أخرى أيضا قد إنضمّت إلى التحالف الغربي وهي ماضية بكل قوتها في النهج الرأسمالي بعد أن نفضت يديها من الإشتراكية ومن بناء الشيوعيّة وغير هذا ..
إن أحد الجنرالات الروس الكبار قال يوما : إنهم لم يتّفقوا لكي يعودوا إلى الإحتراب مجددا !
لم تتطرّق مداخلة الرفيق العزيز عضو المكتب السياسي إلى أي جانب من هذه الجوانب الخطيرة والجديدة والجديّة.
نحن نعلم جيدا أن تحليل الوضع الداخلي لا يمكن أن يكون دقيقا دون تحليل كل من الأوضاع الإقليميّة وأهمها العربيّة وكذلك الوضع الدولي من جميع النواحي الإقتصاديّة والسياسيّة والإجتماعيّة
إننا نرى أن المضي بحسب قوّة الدفع القديمة في إدامة الوقوف ضد أمريكا باعتبارها زعيمة المعسكر الأمبريالي لم تعد تخدم مصالح الشغيلة والطبقات المستغلّة ( بالفتح) لأنها بكل بساطة تهمل نمو قوى رأسماليّة عظمى صاعدة وتبعدها عن المعطيات الرئيسة وبالتالي فإن النتائج لا بدّ أن تكون بعيدة بشكل أو بآخر عن الواقعيّة والموضوعيّة
إن عالم اليوم يتشكّل على أساس المصالح فقط دون العقائد التي كان عليها عالم الأمس ولهذا يجب أن نولي الجوانب الوطنيّة والإقليميّة قدرا أكبر من الوعي والحيطة لأن الأطماع الدوليّة تتعاظم والتكالب على منطقتنا يتزايد وكل يوم يُخرج لنا الكبار جوادا من نسل ونسب جديد ليُراهنوا عليه
لكل ما ذكرنا نأمل أن يُسارع اليسار العربي والشيوعيون على وجه الخصوص إلى تحليل الوضع الدولي تحليلا جديدا يتم بناؤه على أسس ومعطيات واقعيّة دون أن نهمل أثره المهم على جوانب الواقع الأخرى
إن صراع المصالح الكبرى من شأنه أن يلعب في الواقع السياسي المحلّي كثيرا وعميقا وباستطاعته أن يُسخّر قدرات وطاقات شعوب المنطقة لخدمة مصالح لا تصب في مصلحة شعوبنا ،وأن النظام الرأسمالي العالمي يرغب في أن يُصدّر أزماته إلينا وينقل الملعب إلى بلداننا ليُبعدوا شبح الأزمات والإنهيارات الإقتصاديّة إلى أبعد ما يمكن ، وهذه هي مرحلة جديدة فعلا بعد أن تناست الجماهير مستلزمات ومتطلبات النضال من أجل الحريّة والتقدّم ونشأت أجيال لا تعرف القهر والإستغلال ( على أصوله) بعد .
إننا يجب أن نكون على قدر من الوعي بحيث نعيق عودة النظام الكولونيالي العالمي بأي شكل وهذا قدرنا ومهمتنا في هذه المرحلة التاريخيّة
يجب أن نعي وندرك موضع أقدامنا ، إذ أن هناك سهوا أو غفلةً من الأنواع التي لا يمكن تداركها .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الرفيق سنان
فؤاد النمري ( 2013 / 6 / 20 - 14:56 )
ما أشرت إليه حضرتك هو نقطة البداية وكل بداية غيرها إنما هي قبض الريح
من أهم مكتشفات ماركس هو عالمية النظام الرأسمالي فهو أول نظام للإنتاج تعرفه البشرية يحتضن العالم بأجمعه وأن الأنظمة فيما بعد الرأسالية لا بد أن تكون عالمية أيضاً
اليساريون ليسوا ماركسيين وهم لذلك لا ينطقون بلغة علاقات الإنتاج التي منها تنبثق الأفكار الكبيرة ومسارات الأحداث
يتحدثون عن قلعة الإمبريالية الولايات المتحدة والولايات المتحدة لا تنتج ما يكفيها
أول مفهوم للإمبريالية هو أنها تنهب ثروات الشعوب واليوم الولايات المتحدة تستدين ن الشعوب ولا تنهبها
نعود إلى ما أشرت إليه وهو دون تحديد طبيعة النظام العالمي عبثاً يثرثر اليساريون وهم الأميون في علم الإقتصاد . السياسة هي الانعكاس الفوقي للإقتصاد التحتي الذي لا يعلم اليساريون منه شيئاً بما في ذلك الحزب الشيوعي العراقي
السياسة هي أدب الصراع الطبقي حيث تتصارع الطبقات على تقاسم الكعكة الوطنية
تحياتي للرفيق سنان


2 - تنويه ورأي
حميد خنجي ( 2013 / 6 / 20 - 18:15 )
يجب التنويه أن مقال الزميل -سنان حقي- حول مداخلة الرفيق -بورواء- في اللقاء اليساري الرابع هو تقييم موضوعي جيد. نعم أتفق معه أن سمة الوضع الدولي المعاصر معقد جدا وغير مسبوق وفي حاجة إلى إعادة النظر للتصورات السابقة، بسبب المرحلة الانتقالية الصعبة في ميزان القوى العالمي والصراع بين الغرب والشرق، من وقت تفكك المنظومة الاشتراكية حتى الآن، حيث شهد العالم ومازال انتقال صعب-غير سلس- من منظومة الأحادية القطبية -مونو بولاريزم- إلى مرحلة تعدد الاقطاب -مالتي بولاريزم-، لتحل في السنوات القليلة القادمة هذه الأخيرة محل مرحلة الثنائية القطبية السابقة - دوالبولاريزم-. النقطة التي أختلف قليلا مع الزميل حقي أنه ليس من الضرورة تلقائيا ودائما في أن كل ما يأتي من أمريكا والغرب سيكون سيئا ومؤامراتيا في مطلق الاحوال، حسب رؤية اليسار وجُل الحركة الشيوعية العالمية! أحيانا القوى الغربية تكون مجبرة موضوعيا للاتيان بأعمال قد تفيد جزئيا الوضع الدولي وحتى الدول الأضعف. المشكل في هذه النقطة الجوهرية المذكورة أن غالبية الماركسيين ينحون الى -العدمية- بدل التحليل الدياليكتيكي السليم لبنية المنظومة الرأسمالية المعاصرة

اخر الافلام

.. إسرائيل تهدد بحرب واسعة في لبنان وحزب الله يصر على مواصلة ال


.. المنطقة الآمنة لنازحي رفح | #غرفة_الأخبار




.. وثيقة تكشف تفاصيل مقتل الناشطة الإيرانية نيكا شكارامي عام 20


.. تقرير إسباني: سحب الدبابة -أبرامز- من المعارك بسبب مخاوف من




.. السعودية تسعى للتوصل لاتفاقيات شراكة أمنية مع الولايات المتح