الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


جزء من النص مفقود , كلمة من حرفين. ما يسمي فناً .

علي لّطيف

2013 / 6 / 20
الادب والفن




يمثل الفن كماً هائلاً من احتياجات الإنسان , فهو مثل الهواء و الماء لابد من وجوده لكي يُمكن للإنسان أن يعيش يوماً أخر كإنسان لا كجسد هلامي يتكون من عظام و لحم و بعض الشحوم , إن أهمية الفن تكمن بأنه يُعطي للشخص رؤية جديدة و أحياناً يعكس ما في ذاته من تعقيدات التي لا يُمكن له أن يفسرها ببساطة بعض الكلام , و أحياناً أخري تضفي علي حيز التفكير حيز أخر يندمجٍ مع كل رؤية يُدعي حيز الجمال , فبهذا الحيز يمكن للإنسان العطاء , لإنه يعلم أن الفن لا يمكن له أن يُوجد إلا بوجود الأخر حاوي الجمال . ان المهمة السامية التي إبتكرها الإنسان للفن هي تقديم الجمال بصورة أحادية فردية تختلف في حدة تأثيرها الشعوري و اللاشعوري من شخص إلي أخر , فلا يعني ان لوحة ما تعني لي الحياة , أنها تعني نفس المعني لشخص أخر , فذكرياتنا و ماهية ذواتنا و شهواتنا و أفكارنا هي التي تُحدد معاني الجمال من عدمه الذي تقدمه مختلف الفنون التي تُصادفنا .
الفن أكثر عمقاً و عطاءاً من الطبيعة , علي رغم قسوة هذا القول فإن قدرة العقل البشري علي بلورت صورة ما إلي عدة رؤى تفوق أي توقعات , إن العقل لديه قدرة عالية علي التركيب و الصُنع أكثر من الطبيعة نفسها , فليس من السوي أن نقول أن الفن هو محاكاة لما تُقدمه الطبيعة , بل من السوي أن نقول إن الطبيعة مصدر جذريٌ يحدد الكثير من معالم نظراتنا .
لا يمكن للفن ان يكون فاشستياً و لا يمكن له أن يكون عنصريا , و لا يمكن له أن يدعو للعنف أيضا , و إن كل ما يدعو للكراهية و ما سبق ذكره لا يجب أن يدعي فناً أبداً , إن أكثر أخطاء البشرية جمعاء هي السقوط في فخ أن الفن هو مجرد لذة , شي يُشبع شهواتنا و يملئ مللنا و يُسكرنا , لكن الحقيقة أنه مظهر من مظاهر الحياة , يُمكن به إيصال العواطف بين الناس , يمكن أن يُوصل رسائل لا يُمكن إيصالها بطريقة أخري , يُمكن له أن يدعو للسلام أكثر من أي منبر , و يُمكنه أن ينبذ العنف أكثر من أي جمعية حقوقية , و يُمكن أن يبعث الأمل و الابتسامة أكثر من أي مال , و الأهم أنه بدونه لا وجود لمستقبل . المجتمع القوي حضارياً هو من يحث أبنائه علي الخروج من القطيع بتقبله و تفانيه لما يقدمه الملهمون من أبنائه و بناته , و المجتمع الضعيف حضاريا هو من يحث أبنائه علي رجم أي مُلهمٍ يحاول أن يترك القطيع . الفن يوجد بيننا هنا في كل نهار , في كل ليل , يوجد في غيرنا و في أنفسنا و في محيطنا , غير أنه مُبعثر يحتاج إلي إعادة إحياء و خاصة في مجتمعنا الذي للأسف نبذ الفن منذ احتكار فاشية الحقبة التي سبقت له , و اليوم مازال يُنبذ بفاشية آخري لا تقل بشاعةً عن التي سبقت .
الفن يحتضر في هذا الوطن , يحتضر في ظل القطيع , في ظل الحدود الاجتماعية , في ظل فقر المُهتمين , في ظل خيبات آمل المُلهمين , و غُربة المبدعين , في ظل الوصاية الفكرية , و في ظل ثقافة فراغ العقل و القلب الذي لا يعرف سبيلاً للفن غير كيفية السعي وراء امتلاك بعض القروش.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض


.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل




.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو


.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : أول مشهد في حياتي الفنية كان