الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


محاولة الفئران

صالح برو

2013 / 6 / 20
مواضيع وابحاث سياسية


إنّ محاولة إنقاذ العالم بالشكل الذي يسعى إليه الكثيرون، لا تخرج عن إطار الموت المحتم، وهي شبيهة بمحاولة الفئران التي تهرب من حرق سفينة على وشك الغرق، لتغرق في البحر، فهي بين حرق أو غرق، وبما أن غالبية السياسيين لا يتحلون بالحيادية، وهناك دائماً ثمة مؤيدين مخدوعين ،وهذا لا يعني نهاية العالم، لذلك علينا معرفة الحقيقة، كي تنقذنا من ربقة المؤامرة.
وبواسطة الفلسفة الإنسانية يستطيع الإنسان العاقل، والمثقف الواعي أن يتجنب الانتحار الفكري الناجم عن الاعتقاد المبني على الإيمان الأعمى، فاليقين يولد النخوة، والنخوة هي عبقرية الإخلاص، ولا طاقة للحقيقة على إحراز أيّ نصر بدونها،ويترتب على ذلك أن يعي الجميع سواءً كان فرداً، أو مجتمعاً، أو نظاماً أن يسعى إلى الإصلاحات على الطبيعة أولاً، ومن يسعى لغير ذلك سيكون أشبه بالبستاني الذي يسعى إلى اقتلاع الأعشاب الضارة من مشتله بقطعها من سطح التربة، بدلاً من اجتثاثها من الجذور.
وما من إصلاح سياسي مستديم يمكن أن يتحقق يوماً ما مادام الناس الأنانيون أنفسهم باقون كما في الماضي على رأس الأمور، فإصلاح الطبيعة البشرية يولد شعوراً عميقاً في قلوب الناس وتربيهم على الواجبات الحقيقية والصحيحة نحو البشر أجمعين، وعندما يسعى الجميع إلى ذلك سرعانما ستختفي كل مفاسد السلطة، وكل القوانين الجائرة بشكل تلقائي، والتي كانت مبنية على الآثرة البشرية السوداء التي تعمل بمقولة " المواطن سر السياسة الوطنية "، وهذا ما ترفضه الإنسانية الحقة قطعاً "، لأن مبدأ الأخوة الإنسانية هو أحدى الحقائق الأزلية التي تحكم تقدم العالم على أسس تمييز الطبيعة الإنسانية عن الطبيعة البهيمية " وليس هناك أسوأ وأفظع من إنسان يحسد حياة حيوان إلى أن يصل به الحال إلى حد التمني بأن يكون هو كذلك، أو يبادله الصفة والهوية، وجواز السفر، دون تردد، مثلما يحدث للمواطن الآسيوي، وخصوصاً في البلاد العربية في عهد هؤلاء الطغاة الذين نهبوا أموالنا، ودمروا اقتصادنا، وفرطوا بخيرات البلاد والعباد...خلاصة القول : إنه من أجل إيقاظ الشعور الأخوي بين الأمم، علينا أن نسهم في التبادل الدولي للفنون، والنتاجات المفيدة، وينبغي على كل فرد أن يستجيب لهذه الحقائق، ويدعوا لها، ويسعى إلى طلب الخير للجميع، لأنَّها المصلحة الإنسانية المشتركة، وهي التي تحقق تقدم الشعوب والأمم .
وفي هذا السياق فإن المشاركة الجماعية هي أساس الإنسانية لبناء الأوطان، ولا تسمى الأوطان أوطاناً إذا كان الإنسان فيها مقهوراً وذليلاً، ولا يمكن تسمية هذه الأوطان إلا بالسجون الكبيرة، لأن الأوطان لا تعرف بأتربتها، وأحجارها، وثرواتها، إنما بمدى سعادة إنساتها، لأن الإنسانية وحدها هي الدين المنتظم، والمتكامل، والمتجانس، والجذاب بجوهره، أما في الحديث عن باقي السياسات والاتجاهات العنصرية، والتيارات البشرية التي شرّعت قوانينها فهي غير جذابة،و خارج حدودها سوى دين الإنسانية جمعاء.
و الدين الذي يدعوا للمحبة والتآخي والسلام، دين العفو والسماح، دين العطاء والوفاء والإخلاص، ومن يستهتر بالإنسان والإنسانية ستسخر منه الحياة في آخر المطاف لسبب واحد فقط كونه غير إنسان، وهذا ما يحدث لزعماء العرب، وما سيحدث للكثيرين من أمثالهم ..وما علينا أن نتمهل على الدهر أشهر قليلة، ونترقب بما سيعيشه العالم من كوارث بشرية ودمار، لأنه عندما يعم الفساد في المجتمعات البشرية فلا بد من الحرب لأعمار أفكار نيرة على أنقاض الفساد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الولايات المتحدة تعزز قواتها البحرية لمواجهة الأخطار المحدقة


.. قوات الاحتلال تدمر منشآت مدنية في عين أيوب قرب راس كركر غرب




.. جون كيربي: نعمل حاليا على مراجعة رد حماس على الصفقة ونناقشه


.. اعتصام لطلبة جامعة كامبريدج في بريطانيا للمطالبة بإنهاء تعام




.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح