الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سانت ليغو

حسين رشيد

2013 / 6 / 20
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية



إذا كان التعديل الأخير، في قانون انتخابات مجالس المحافظات، لا يلبي الطموح والرغبة في وجود تنافس ديمقراطي حقيقي، فإنه أهون، بعض الشيء، من القوانين التي سبقته، في أنه يحد من اللعب بأصوات الناخبين أو سرقتها تحت يافظة الشرعية القانونية، وهو ما حصل في انتخابات برلمانية ومحلية سابقة، إذ أُهدرت آلاف الأصوات، وذهبت إلى غير مستحقيها، أي (الكتل الكبيرة)، المتنفذة، والدينية بالذات، على حساب القوى والكتل المدنية والتقدمية والديمقراطية، التي يطلق عليها بعض الساسة والنواب (الكتل الصغيرة)، وهي ليست كذلك، بل هي غير متنفذة. هذا الأمر أحدث خيبة أمل لدى الكثير من الناخبين، غير الدينين، أو المعتدلين، الذين تميل أفكارهم إلى المدنية.
وقد تكون هذه السرقة (الشرعية) لأصوات الناخبين من أسباب عزوف قسم منهم عن التصويت والمشاركة في الانتخابات المحلية الأخيرة، إذ لم تكن فكرة تعديل القانون وكيفية احتساب الأصوات واضحة لديه، أو لعدم علمه بالتعديل الأخير على القانون، وهذا ما تتحمله القوى الديمقراطية والمدنية، فضلاً عن خيبة الأمل الكبرى، التي أصيب بها المواطن بسبب الصراعات والإشكالات بين القادة والكتل السياسية، الأمر الذي انعكس بالسلب على مجمل نواحي الحياة. وثمة أسباب أخرى، أظنها معروفة للمتابع.
نسمع ونقرأ، يومياً، مواقف حادة من بعض الأطراف السياسية، الخاسرة في الانتخابات المحلية الأخيرة، ضد صيغة (سانت ليغو)، باتهامها بأنها سبب الإرباك الحاصل، الآن، في تشكيل الحكومات المحلية، حتى إن بعض الكتل هدد بعدم المشاركة في الانتخابات في حال بقاء (سانت ليغو)، لأنها، بحسب تصريحات منسوبة لأعضاء في الحكومة والبرلمان، كانت السبب في خسارة الكثير من المقاعد، وذهابها إلى أحزاب وكتل صغيرة، وهذا ما لا ترتضيه الكتل الكبيرة. التي لم تعترف بسبب الخسارة، هذا إذا كانت خسارة حقا، لأن (سانت ليغو) أعادت الحق لأصحابه فقط، ولم تكن السبب في خسارة أحد، بل كانت عادلة جدا في التوزيع. وعلى من يدعي الخسارة أن يعيد تفكيره في الأسلوب الذي انتهجه في إدارة ملفات المحافظات، وكيف كان متعاليا على أصوات الجماهير ومطالبتها بتقديم الخدمات، مع تدخله في أمور لا تعنيه، وليست من ضمن اختصاصه الإداري، هذا فضلاً عن الفردية والتقاطع مع سائر أعضاء المجلس، الأمر الذي جعل من هذه المجالس تبدو في حال الكسيح.
لكن السؤال الذي يطرح نفسه، هنا، هو: لماذا هذا الخوف والتخوف من صعود تيارات، وأحزاب، ودماء جديدة، إلى إدارة المحافظات ومجالسها؟ ولماذا هذا العداء الكبير لها، هي لم تأخذ من أصوات غيرها مثلما فعلوا هم في انتخابات سابقة؟ ولمَ تحتال على الناخب، وتهب الهدايا والعطايا؟ ولم تمنح الأصواتَ أسعاراً تراوحت من عشرة آلاف دينار، في أطراف العاصمة والمحافظات، إلى خمسين ألفاً، في مناطق أكثر قربا من مراكز المدن، وهكذا صعودا إلى توزيع أجهزة (آيباد)، وحواسيب، وهواتف ذكية، وما إلى ذلك، من هدايا ومكارم؟ لمَ هذا الخوف من تيارات لم تعلق إعلانات ويافظات انتخابية بأحجام كبيرة، ملأت شوارع، وأرصفة، وبنايات المدن، والمقابر، والمعامل، والقرى، والأرياف، والأحياء، والأزقة، ولم تؤمل الجماهير بوعود، ستذهب أدراج الرياح، مع أول اجتماع لمجلس المحافظة، وتسمية المحافظ، ورئيس المجلس، ونوابهم، ولم تستغل منصباً إدارياً، أو مالاً عاماً، في حملتها الانتخابية؟ ولمَ؟ ولمَ؟ ولمَ؟
شكرا لك، (سانت ليغو)، لأنك أعطيت كل ذي حق حقه، واسترجعت لنا أصواتنا المسلوبة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - شكرا حسين رشيد ايضاً
العزيز حسين رشيد ( 2013 / 6 / 20 - 15:29 )
العزيز حسين رشيد ... بعد التحية
اولاً الشكر لك لأنك اثرت هذا الموضوع ، وثانياً بخصوص سانت ليغو فمن وقف ويقف ضده من القوائم المتنفذة كانوا يعلمون ان مثل هذا القانون سيأتي الى مجالس المحافظات بأحزاب وتكتلات وشخصيات حاولوا جاهدين على ازاحتها لانها تشكل خطراً على مشروعهم ... وسانت ليغو اثبت مرة أخرى ان ما جرى من خسارات للتيارات الديمقراطية ليس لأنها لا تمتلك قاعدة جماهرية بل قوانينهم الرعناء هي من وقف عائقاً ... اشكرك جداً وتقبل مروري


2 - وشكرا لك ايضا
حسين رشيد ( 2013 / 7 / 4 - 09:31 )
بالطبع الشكر لك جدا وشكرا لمرورك الكريم .تقبل اعتزازي

اخر الافلام

.. رئيس الجبهة الديمقراطية للسلام والمساواة في إسرائيل: خطاب غا


.. حركات يسارية وطلابية ألمانية تنظم مسيرة في برلين ضد حرب إسرا




.. الحضارة والبربرية - د. موفق محادين.


.. جغرافيا مخيم جباليا تساعد الفصائل الفلسطينية على مهاجمة القو




.. Read the Socialist issue 1275 #socialist #socialism #gaza