الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(أغدر من كوفيّ وأمكرُ من سندي )

حسين ناصر الحسين الغامدي

2013 / 6 / 20
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


أُشتهر عند الفرس المثل ذا الدلالات الدينية (أَغْدرمن كوفي) نسبة لأهل الكوفة وغدرهم بآل البيت ،ولدى الأفغان مثل يضاهية مع جيرانهم السنود (الباكستان) مبني على أحد القصص التاريخية حيث يحكى أن أحد ملوك السند كان لديه أبنة بارعة الجمال ومر بها العمر ولم تتزوج وكانت تقتضي التقاليد الطبقية أن لا يتزوج أبنة الملوك إلا من أبناء الملوك ولكن لسوء حظهما أنه لم يكن أحد يجروء على التقرب من الملك لغدرة وبطشة وتقلب مزاجه فنشأت علاقة حميمة بين الفتاة وبين أحد قيادات الملك من الشباب الفرسان وكان شجاعاً فطناً قائد اً ،فلما علم الملك بذلك أراد أن يذله ويسقطه فلا ينال شرف الموت شجاعاً ولافارساً عاشقاً ،،فجمع الناس ثم جرده من ملابسه ثم أمربه فقاموا بخصائه أمام الشعب ليفقده بذلك رجولته وشجاعته وفطنته ،ثم أَعمله خادماً في في القصر ،وكان للملك إبناًواحداً انجبه بعد كبرسنه وهرمه ،,كان يحبه ويخاف عليه أشد مايكون فجمع له المربيات النجيبات والحراسة المشددة ،بقي الفارس الخصي خادماً في القصر وكان لا ينفك يتحين الفرصة ويتصنع الإمتثال حتى إذا ماكان في يوم قريباً من غرفة الطفل فخطفه وبيده سيفه فقتل من قتل من الحرس ثم صعد على برج قد بناه الملك في المدينة ودّلى الطفل أمام الناس وقال لهم أحضروا الملك إلي قبل ان ألقي به،، فجاء الملك متلطفاً راجياً يقول له سل ماشئت، إني أعطيتك الأمان وماشئت من الأموال والمناصب ولا تقتل بقيتي في الدنيا وخليفة مُلكي،فقال الفارس طلبي هو أن تخصا ويقطع ذَكَرُكَ أمام الناس وإلا رميت بالطفل ،فأنا مقتول على أية حال،فما كان من الملك إلا أن دعى بالطبيب فخصاه وقطع ذكره والناس في وجوم رهيب فلما تيقن الفارس من ذلك رمى بالطفل من على المنارة فمات لتوه ،،فغدا مثلاً أغدر من سندي ولا يشك أحد أن هذا التناوب بين فضاعات المجاهدين الأفغان وغدرهم ببعضهم لاتقل إطلاقاً عن جيرانهم في المكر فأغلب من أدرك المصالحات والعهود في نهاية الثمانينات والتي كانت تعقد أغلبها في مكة وبجانب الحجر الأسود ،كانت تنقض عند وصولهم إلى كابل مباشرة ،وحجم الإغتيالات بين أبناء الحركة الإسلامية التي طالما نظر الناس إليها بعيون التبجيل والزهد والتزكية كانت ثقيلة على الإحتمال .
هذه القصة الآنفة الذكر تشي بالذاكرة في دور الإستخبارات الباكستانية وبعض الدول العربية الخليجية خاصة ،في نشأة طالبان بل من قبل ذلك في توجيه الجهاد الأفغاني برمته وتناوب النخب العسكرية الباكستانية وداعميها في التمويل النووي في إزدواج اللعبة المحببة إليهم (المجاهدين "الحركات الإسلامية الأفغانية ) مع الروس والحزب الشيوعي ،ثم مع (طالبان) والأمريكان والقاعدة لاحقاً على مدار عقود وحتى الآن .

توقيع طالبان لإتفاقية الدوحة المفتوحة على العالم تعطي دلالات ومؤشرات وإن لم تكن أدلة قاطعة ونهائية، فهنا عصر جديد فيما يتوقع أنها حرب بالإنابة ولكن هذه المرة بجانب الُسرة (إسرائيل ) ومصادر الطاقة الخليج، والجمهورية الإسلامية الإيرانية المصابرة والخطرة !!
إن نقل لعبة الإرهاب إلى مكان جديد لابد أن يكون محصوراً في محيط واضح ،ولابد من إبقائة كمصدر لتوازن رعب (سياسة الزعامات العالمية مع الشعوب بشبح الإرهاب) ،فتفكيك سوريا ثمنه كما يعلم الجميع باهض ولابد من وجود ضمانات كافية للبدء في حرب الإنابة هذه كحماية لظهور الحلفاء في المنطقة من القاعدة المتحالف مع إيران والذي قد ينقل المعركة إلى أي مكان ،والعرب والغرب يعرفون ما معنى غضب إيران ،وهذا التحجيم للقاعدة(كفكرة مدعومة) هام جداً فالمكان قد أختلف والحليف قد أختلف ،،فقضية الجهاد في الشام قد بدأت وحلم العرب باسترجاع فلسطين بات أكثر قرباً على الأقل في الضمير الشعبي العربي ،وتزامن ذلك مع وصول الإسلام السياسي الذي طالما غازل الجماهير باستعادة شرف الأمة في المقاومة وإستعادة فلسطين وذلك عبر تحكيم الإسلام في العلاقات لأجل هذا الهدف،، وهو مالم يفعلوه وغرقوا في القضايا الإقتصادية والثورية الإحتجاجية .

دور دولة قطر هو تمثيل الوساطة البروتوكولية التي تجمع بين الإعداء بطلبهم كوسيط بين التباينات التي تبدو أشد تناقضاً (أمريكا ،القاعدة وطالبان،القوميين العرب العلمانيين، الإسلام السياسي ،إسرائيل)للخلوص بنتيجة التفاوض مقابل المقاومة المطلقة والمحافظة بالسماح على قدر من الإرهاب(الجهاد) .
وهذا يعطي بالنتيجة قطع الطريق على إيران وخصوصاً بعد إنتخاب الرئيس المعتدل روحاني الذي يريد لعب دور جديد غربياً وعربياً ،والفراغ في القيادة العربية التي تسعى تركيا وإيران على التحكم به وهذا لا يريح العالم الغربي ولا العربي ولذلك هذه أحدالأهداف لصد ذلك التوغل السياسي الذي يشاهده الجميع .

الإقتتال النوعي في سوريا تريد هذه الأطراف أن يكون كالعمليات الخاصة لكن بإيدي الأصدقاء الأعداء وفق التمويل والحماية ومن ثم إنهاء المهمة وفق الشكل الذي يؤول بالحكم إلى مجموعة منضوية تحت المجتمع الدولي وتصوراته عن فلسطين وإسرائيل.

الملكيات الخليجية قد يكون هذا الترتيب ضمان لها من مغبة التوسع الثوري على المدى المتوسط بالموافقة بوجود سوريا المنضبطة من جديد وفق الشروط الدولية والتي تتضمن الدعم الإقتصادي والإستراتيجي للحكم المختلط (الإسلامي ،والوطني العلماني) والذي سيأخذ دور النظام العربي البعثي في الحماية المزدوجة لنفسة من دولة بعثية صغيرة بجانبه وحماية الحدود الملتهبة وهذا التقسيم هو ما تسعى له روسيا والصين تكتيكياً ويبدوا أنه الحل النهائي ،وإذا ماأخذنا أحد أهم الإستراتيجيات الأمريكية الثابتة وهي تثبيط الفعاليات المحيطة بإسرائيل فهذا أهم النتائج في ظل الإضطراب السياسي والعسكري المفتوح حول إسرائيل.

ملاحظات :
تغيرت قواعد الثورة في الربيع العربي بدخول سوريا فيها ،وهذا جعل التدخل العالمي لإيقاف زحف الثورات العربية أحد أهم الواجبات في السياسة الخارجية ،وقد ساهم ببداية تلك الثورة بعض الدول العربية المعادية للثورة!!.

الدول الملكية لابدأن تعي أن أغلب الملكيات الشرقية أُسقطت وتحولت إلى جمهوريات أو جمهوريات عسكرية وأسقطت ،ثم إلى دول شعبية تسعى للمدنية الديموقراطية ،،ويبقى نموذج (المغرب) الدستوري هو مايحفظ مكانة المليكة ويحفظ مكانة الشعوب وهذا التخوف لابد من الوقوع فيه وتحمل تبعاته فالشعوب الآن رقم صعب وهي خارج المعادلة العالمية عند إرادتها البداية في ذلك ،،وهذه حقيقة لاخيال.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي


.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي




.. مظاهرة في العاصمة الفرنسية باريس تطالب بوقف حرب إسرائيل على


.. ما الذي حققته زيارة مدير الاستخبارات الأمريكية في مفاوضات وق




.. إسرائيل تبلغ نهائي يوروفيجن 2024 وسط احتجاجات على مشاركتها ب