الحوار المتمدن
- موبايل
الموقع
الرئيسي
قصّةٌ حقيقية من عُمق الإرهاب _ الجزء الثاني
محمد صادق
2013 / 6 / 20الارهاب, الحرب والسلام
قبل ثمانية أعوام وفي بداية الحرب الطائفية الطاحنة في العراق التي عَصَفت وقَصَمَت ظَهرَ الإنسانية وقَتَلَت براءة الطفولة وَجَرَحَت وَشائج لُحمَة الترابط الإنساني في العراق وأرْدَتهُ جريحاً لا يَزالُ يَنزِفُ دماً غالياً وعزيزاً , في تلك الفترة كان صاحبي قد تَرَكَ مَدينتهُ في كُردستان وأجبَرتهُ ظروف المَعيشة ولأمكانياته الجيدة وِتِحِمّلهِ للظروف القاسية في الأعمال الشاقة كصعود أبراج الأتصالات والعملُ فوقها وَحُيهِ لعائلته وأطفاله كي يَضمَنَ لهم العيش الرغيد , ليَحَصََُلَ على عَقد عمَل مع إحدى شركات الإتصالات المعروفة في العراق والمُنتَشِرةِ محطاتُ بَثِها في أغلب مناطق العراق الهادئة والساخنة , وصاحبنا هذا كان يَشرفُ على عددٍ من المحطات وأبراجها النائية في أحدى المناطق الخطرة والمُتَوترة والتي يَنتشرُ فيها بُؤَر الإرهاب وأوكارِهِ , ومن أهم المميزات التي كان يَتَصفُ بها صاحبنا هو تتَطابق لون بَشَرَتُهُ مع سكان تلك المناطق وذكاؤهُ في الإسراع في تَعلّم لهجة ولَكنة وعادات أهالي تلك المناطق وقد إستفاد من هذه الصفات كثيراً بالإفلات من براثن الإرهاب وكمائِنِهم ومن الصعوبة لك حينما تَسمَعَهُ يتَكَلَم مثلهم أن تُصَدِّق ان الذي أمامك هو كُردي أبن كُردي ومن أقدم عائلات مدينته دهوك.
وفي أحدى الأيام وهو يقوم بزيارة احد المواقع في طريق عودته الى الموصل من بغداد برفقة احد زملائه في العمل وقد كان زميلهُ يعاني من المرض ويريد العودة الى أهله بصُحبَته للاستمتاع بإجازة لحين الشفاء من وعكَته , وَصَلا الى موقع المحطة قرب الطريق السريع من سامراء ودخلا الموقع ليقوم صاحبنا بعمله , لكنهم فوجِئوابعد عشرة دقائق بدخول سيارتين من نوع أوبل , واحدة بيضاء والأُخرى حمراء وكل سيارة فيها أربع مُلَثمين وَمُسَلَّحين , ومازال الحديثُ لصاحبي فقال تَوَقفت السيارتين بالقرب منا وخرج منهما جميع المُسَلَّحين وأحاطوا بالمَكان وتوجه إثنان منهم نحوي وسألني أحدهم هل أنت ( ش ) ؟ , فقلتُ لهم نعم أنا ( ش ) , فأَمَرني أحَدَهُم بالدخول الى صندوق السيارة , فَعَلمتُ أنّ الأمرَ هذه المرة لن يَمّر سلاماً , فَقُلتُ لهُ بثقة عالية , لكن أنا لم أفعل شيء , وهنا تَدَخَل صاحبي المريض وهو يرجو منهم بأخلاء سبيلي مُتَشَفعاً بأنني صاحب عائلة وأطفال صغار , وهو لم يكادُ يُنهي كلامه وأذا بأحد المُلَثَمين يرفع سلاحهُ ويَضربَهُ بأخمص البندقية في على ظَهره المُتألمُ أصلاً نتيجة عملية جراحية سابقة ليردوهُ مَغشياً مُتَألماً من شدة الضربة , ومن ثم أتى أحدهُم وأدخلَ رأسي ووجهي داخل كيسٍ أسود وأدخلوني عنوة داخل صندق أحدى سياراتهم وأقتادوني الى مكانٍ مجهول بعد إيهامي بأنه مكانٌ بعيد لكنني كنت أشعرُ وأنا بهذا الحال والاختناق داخل صندوق السيارة أنهم يُعيدون السير في نفس الطرق لعدة مرات , لحين توقف السيارة وأخرجوني وأدخلوني في غرفة يبدو إنها كبيرة ومن ثم طلبوا من رفع الكيس من على وجهي ورأسي , لتبدأ ساعات المأساة والعذاب , والتي سنذكرها لكم في الجزء القادم من مقالنا , إنتَظرونا .....
|
التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي
.. ما مدى أهمية تأثير أصوات أصحاب البشرة السمراء في نتائج الانت
.. سعيد زياد: إسرائيل خلقت نمطا جديدا في علم الحروب والمجازر وا
.. ماذا لو تعادلت الأصوات في المجمع الانتخابي بين دونالد ترمب و
.. الدفاعات الجوية الإسرائيلية تعترض 3 مسيّرات في سماء إيلات جن
.. فوضى عارمة وسيارات مكدسة بعد فيضانات كارثية في منطقة فالنسيا