الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمال العراقيون بلا ولاء عمالي

ماجد فيادي

2005 / 5 / 1
ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار


في الذكرى السنوية لعيد العمال العالمي سألت نفسي لمن عطا العمال العراقيون أصواتهم في انتخابات الجمعية الوطنية, وهل كان صوتهم مجتمع باتجاه مصالحهم العمالية المشروعة, ومن ملاحظة سريعة إلى النتائج الانتخابية نستنتج أن العمال العراقيين لم يكن لهم صوت عمالي بل توزعوا بين الطائفية والقومية والمصالح الذاتية الفردية .
فقد صوت العمال الكورد لصالح القائمة الكردستانية وهذا واضح من عدد الأصوات التي حصلت عليها القائمة قياساً لعدد الكورد العراقيين, فقد جاء ذلك بدافع تثبيت حجم الكورد في الوطن العراقي متناسين من سيستفيد من هذه الأصوات وكيف ستستغل خاصة ولهم تجربة زمنية أمدها خمسة عشر عاماً , أما العامل العربي فقد صوت قسم منهم إلى قائمة الائتلاف العراقي الموحد بدافع إثبات حجم الشيعة في الوطن العراقي , ونزولا عند رغبة السيد السستاني في فتواه غير المعلنة والتي لم يضع عليها ختمه الرسمي, أما العمال العرب من السنة فمنهم من صوت للدكتور أياد علاوي بحكم ارتباطهم السابق بحزب البعث المنحل , والذين رؤوا فيه ( د. أياد علاوي ) المنقذ من تشدد الأطراف الأخرى , والقسم الأخر من العمال العرب لم يشارك في العملية الانتخابية نزولا لرغبة هيئة العلماء المسلمين أو خوفاً من الإرهابيين .

بين هذا وذاك نسى العمال العراقيين مصلحتهم في إعطاء أصواتهم الانتخابية لمن يدافع عن حقوقهم المدنية في العمل النقابي, والضمان الصحي, ومجانية التعليم لأبنائهم, وتحديد ساعات العمل, والحوافز المالية والتقاعد, والأجازات بمختلف إشكالها, وتقليل سيطرة صاحب العمل على العامل, وتهيئة الدورات العلمية لتطوير الخبرة ومواكبة التطور العلمي, وأمور أخرى تدخل في حقوق العمال, فقد أعطى عدد قليل من العمال العراقيين أصواتهم إلى قائمة اتحاد الشعب, حاملة راية العمال والفلاحين, منحازين بذلك إلى مصالحهم المشروعة مهملين الأفكار القومية والطائفية التي لن تصل بهم إلى تحقيق الأمان والاستقرار والبناء والتقدم , فهاهي القوى الفائزة في الانتخابات فشلت في تحقيق وعودها بتشكيل حكومة ائتلاف وطني , وأخذت من الوقت الثمين على حساب بنات وأبناء الشعب العراقي في نزاعات مصلحية ذاتية بعيدة عن مصالح الشعب عامة, ولتخرج لنا في آخر المطاف وفي الوقت الضائع بحكومة غير مكتملة النصاب.

من هذا نستدل أن العمال العراقيين بلا ولاء عمالي ( واقصد الأغلبية) لأنهم أهملوا مصالحهم الحقيقية من اجل أفكار طائفية وقومية,لن تصل بهم إلى شيء سوى التناحر الداخلي ورفع الحس الانتقامي وفسح المجال أمام الإرهابيين في الحصول على أعذار وهمية لقتل بنات وأبناء الشعب العراقي , واليوم وفي ذكرى عيد العمال العالمي ادعوا طبقة العمال العراقيين للانتباه في المستقبل القريب إلى مصالحهم ومصالح بناتهم وأبنائهم ومصالح الشعب العراقي اجمعه .

عاشت حركة العمال العالمية
المجد والخلود لشهداء الحركة العمالية








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الألعاب الأولمبية باريس 2024: إشكالية مراقبة الجماهير عن طر


.. عواصف في فرنسا : ما هي ظاهرة -سوبرسيل- التي أغلقت مطارات و أ




.. غزة: هل بدأت احتجاجات الطلاب بالجامعات الأمريكية تخرج عن مسا


.. الفيضانات تدمر طرقا وجسورا وتقتل ما لا يقل عن 188 شخصا في كي




.. الجيش الإسرائيلي يواصل قصف قطاع غزة ويوقع المزيد من القتلى و