الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


العمال في مهب الكوكاكولا

مصطفى اسماعيل
(Mustafa Ismail)

2005 / 5 / 1
ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار


لمْ يكُ تقليم أظافر الدولة التدخلية عبر ما أُصطلح عليه بـ .. الدولة العالمية الممثلة بـ .. البنك الدولي وصندوق النقد الدولي ومنظمة التعاون والتنمية الاقتصادية والمنظمة العالمية للتجارة الحرة لاحقاً إجهازاً على نمط الممسوخ للدولة الشيوعي ومرادفاته من العسكريتاريا الإيديولوجية النامية كالطحالب في دول الجنوب أو العالم الثالث ممركزة السياسة والاقتصاد وما إلى ذلك. بقدر ما كانت ضربةً قاضية للكينزية الرأسمالية أيضاً .
معلومٌ أنّ كينز في تنظيره للدولة التدخلية القائمة على جذور اقتصادية واجتماعية لرأسمالية مختلفة عن تلك التي كان يعبّر عنها آدم سميث .. أوضح أخطاء الرأسمالية التقليدية ومبرراتها لصالح مشروعه المشار إليه أعلاه والذي من شأنه القضاءُ على حالات الركود والبطالة وامتصاص تأثيراتها السلبية على الطبقات الاجتماعية , فالخيرُ العام لدى كينز لا يتحقق بطريقة تلقائية . بل لا بد من التدخل والتوجيه الحكومي للرفق بالسوق وتخليصه من الفوضى وعدم الاستقرار والأزمات كالتي عصفت بالعالم الرأسمالي بين 1929-1933 .
عجز الفلسفة الاقتصادية الكينزية عن ضمان العدالة الاجتماعية والتوازن الاقتصادي وفشل نموذج الدولة التدخلية , دولة الرعاية الاجتماعية في ضمان استقرار النمو أنهى الكينزية ومهّد لبروز جنين العولمة الحالية المسماة في مراحلها الأولى بالليبرالية الجديدة المخفورة ببرامج مارغريت تاتشر وإدارة رونالد ريغان في اعتمادهم لشعار " ما يفرزه السوق صالح , أما تدخل الدولة فهو طالح " . الأمر الذي رتب تحرير التجارة العالمية وحرية تنقل رأس المال والخصخصة واسعة النطاق التي جاءت على الشركات الحكومية أيضاً وحوّلت الدولة الرأسمالية إلى مجرّد شرطي مرور , ساهر أمين على تنقلات الرأسمال المالي والشركات العابرة للقارات والحدود والجنسيات .
هكذا سقطت مزاعم دول الغرب الرأسمالية عن خطورة مفهوم وتطبيقات ديكتاتورية البروليتاريا ليتم ابتداع ديكتاتورية أخطر هي ديكتاتورية السوق أو ديكتاتورية الرأسمال المالي .
إنّ عمليات نقل الشركات العالمية الكبرى إلى الدول النامية , دول الجنوب , العالم الثالث تتم للحصول على المواد الخام من مصادره الأصل بأقلِّ كلفة ممكنة , وكذلك تشغيل اليد العاملة بأقلِّ الأجور الممكنة , وهذا يؤثر في مناحٍ كثيرةٍ منها أنّ الطبقة العاملة في الغرب ستعاني شللاً ما وتعيش أجواء بطالةٍ سافرة . في حين أنّ العامل في دول الجنوب سيعمل ولكن بأجورٍ إسعافية .
في كتابهما " فخ العولمة "* يرى الباحثان الألمانيان هانس بيتر مارتين وهارالد شومان أنّ القرن الواحد والعشرين سيكون قرنَ تفاقم الفقر , حيث أقلية لا تجاوز 20% من سكان العالم سيعملون ويحظون بدخول تعينهم على العيش في رغد وسلام , أما البقية الباقية أي ما يزيد على 80% من سكان العالم وجلّهم من الطبقة العاملة فهم فائضون عن الحاجة , سيعانون أوضاعاً معيشية مزرية .
برأيهما أنّ الثورات الهائلة المتلاحقة في مجالات الكمبيوتر والانترنت والمعلوماتية ومنظومات المعرفة كفيلة بإكساب المال لفئةٍ قليلة تشكل خُمس سكان العالم , أما من تبقى من سكان العالم فسيجدون أنفسهم وجهاً لوجه أمام أعاصير البطالة والضياع والفقر والعوز ومشاكل أخرى عظيمة لا نهاية لها . إلى جانب تنامي الصناعات والمهن الدقيقة الاختصاصية على حساب تراجع وانحسار الريف والزراعة والمهن التقليدية , وهذه تفوّت أيّما فرصةٍ على اليد العاملة .

* هانس بيتر مارتين و هارالد شومان : فخ العولمة – ترجمة :د. عدنان عباس علي ومراجعة د. رمزي زكي – سلسلة عالم المعرفة , الكويت 1998








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القضية الفلسطينية ليست منسية.. حركات طلابية في أمريكا وفرنسا


.. غزة: إسرائيل توافق على عبور شاحنات المساعدات من معبر إيريز




.. الشرطة الأمريكية تقتحم حرم جامعة كاليفورنيا لفض اعتصام مؤيد


.. الشرطة تقتحم.. وطلبة جامعة كاليفورنيا يرفضون فض الاعتصام الد




.. الملابس الذكية.. ماهي؟ وكيف تنقذ حياتنا؟| #الصباح