الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اليسار الماركسي وأفق بناء قطب معادي للرأسمالية

التضامن من اجل بديل اشتراكي

2013 / 6 / 21
اليسار , التحرر , والقوى الانسانية في العالم


إن ضرورة قوة سياسية جديدة، يسارية مئة بالمئة، معادية للرأسمالية تجد ضرورتها في العوامل التالية:
1- مراكمة الهزائم الاجتماعية والسياسية من قبل الجماهير الكادحة بفعل غياب تنظيمات كفاحية قادرة على تعديل ميزان القوى لفائدة مصالحها. هذه الدينامية هي السمة المسيطرة منذ 81، ولها نتائج كبرى:
- تنامي تيارات أصولية جماهيرية، تتغذى من اليأس الاجتماعي، ومن خيانة الأحزاب التقليدية ومن ضعف اليسار الجذري.
- انعدام التسييس، والتفكك التنظيمي لقطاعات واسعة من الجماهير والأجيال الجديدة التي لم تعد تؤمن بإمكانية أو بنجاعة الفعل الجماعي ولا حتى بإمكانية تغيير جزئي للنظام القائم.
- قدرة الحكم، رغم ضعف قاعدته الاجتماعية، على احتواء أزمته، والاستمرار في هجومه لفائدة الطبقات المالكة.
2- إن مراكمة مثل هذه الهزائم لها تأثير على اليسار الماركسي، إذ لا يمكن له أن يتطور بقوة في مثل هذا السياق الدفاعي، ويهدده خطر مزدوج:
- إما انكفاء سياسي وتنظيمي حول حقائق إيديولوجية مجردة.
- أو الغرق في عمل جماهيري بدون آفاق.
وقد يتهدده الخطران معا في آن واحد.
3- إن ضرورة قوة سياسية جديدة هي أولا جواب عن مستلزمات نضالية مباشرة: وقف الهجوم الليبرالي، وصد غاراته ضد الحركة الجماهيرية، إعادة بناء مشروع يسمح بتعبئة قطاعات جديدة، وإعادة الثقة لها وكسبها للنضال المعادي للرأسمالية.
وهي ثانيا ضرورة من أجل تحديد أفق استراتيجي يجيب عن الواقع الحالي للصراع الطبقي.
4- لكن الصعوبات التي تعترض هذا المسار كثيرة؛ التقاليد العصبوية، اليسراوية، الانتهازية، غياب الممارسة الديمقراطية، فضلا عن ما تمت مراكمته من انقسامات لا يمكن أن تزول ما بين عشية وضحاها.
يمكن البدء بخلق دينامية وحدودية وجذرية. وتقتضي هذه الدينامية:
- فتح نقاش حول برنامج اجتماعي استعجالي، ديمقراطي ومعادي للإمبريالية، يكون القاعدة المشتركة لقوة سياسية جديدة.
- ممارسة نهج وحدودي متجه نحو الفعل والتعبئة.
- إرادة التوجه الواسع –وبدون استثناء– إلى كل من يريد أن يناضل.
5- ضرورة الوضوح حول الهدف، إننا لا نريد لأحد أن ينكر تاريخه لكن الأمر يتعلق بالتأكد من وجود رؤية موحدة لمهام المرحلة الحالية في ساحة النضال الاجتماعي، رؤية ديمقراطية ومعادية للإمبريالية. علما أن رؤية موحدة لا تعني اتفاقا حول كل القضايا التكتيكية، ولا اتفاقا تاما ونهائيا حول كل القضايا الاستراتيجية، وإنما تعني عملا واتفاقا مشتركا حول المهام الأكثر استعجالية: بناء تنظيمات، وحملات تعبئة جماهيرية، الدفاع عن إجراءات جذرية، رسم حدود فاصلة مع التيارات الليبرالية الاجتماعية، احترام التعددية.
6- من وجهة النظر هذه، يتعلق الأمر بالمضي نحو بناء جبهة كفاحية يمكن أن تؤدي في النهاية إلى بناء منظمة معادية للرأسمالية، موحدة، تعددية، ديمقراطية جذرية.
7- إن تنظيما موحدا لا يتم الإعلان عنه بواسطة قرار فوقي، بل سيكون ثمرة لتقارب سياسي على أرضية النضال، وتمرة لنقاش دائم ومفتوح حول الآفاق، ويعني في نفس الوقت إعادة تشكل عميق وتحويلا حقيقيا لليسار الماركسي، كما يعني أيضا القدرة على التوجه للتيارات الديمقراطية من أجل وحدة الفعل متى كان ذلك ممكنا وضروريا.
من الممكن بل من المؤكد بالا تجد التيارات الماركسية نفسها ضمن هذا المسار، غير أن المهم هو تكثيف مجموع جهودها. ليس الرهان مجرد رهان تكتيكي، ولا يتعلق الأمر بمجرد تفادي استقطاب اليسار الماركسي من طرف تجمع اليسار الديمقراطي أو استقطاب هذا الأخير من قبل تيارات أكثر إصلاحية، بل يتعلق الأمر بالعمل على بناء تكتل واسع معاد للإمبريالية، قادر على إدماج كل من يريد أن يناضل بدون استثناء.
8- إن عملية التوضيح السياسي لا تقع خارج مسلسل النضال لكنها تقتضي اتفاقا حول الآليات الديمقراطية التي تسمح لكل تيار بالوجود، وبالنقاش والتعبير الحر عن عدم اتفاقه متى كان ضروريا، ذلك شرط بناء اتفاقات تسمح بالعمل وبالتالي الخروج من العزلة.
من وجهة النظر هذه، فإن النقاش داخل اليسار الماركسي لا يجب أن ينصب حول ضرورة أو عدم ضرورة قطب ديمقراطي، وإنما حول منهجية التحالفات، وعلى المضمون المطلبي وعلى علاقة ذلك مع أفق قطيعة جذرية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. إيطاليا: تعاون استراتيجي إقليمي مع تونس وليبيا والجزائر في م


.. رئاسيات موريتانيا: لماذا رشّح حزب تواصل رئيسه؟




.. تونس: وقفة تضامن مع الصحفيين شذى الحاج مبارك ومحمد بوغلاب


.. تونس: علامَ يحتجَ المحامون؟ • فرانس 24 / FRANCE 24




.. بعد لقاء محمد بن سلمان وبلينكن.. مسؤول أمريكي: نقترب من التو