الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


سوريا ... والحركة الشيوعية العالمية..؟

علي الأسدي

2013 / 6 / 22
ابحاث يسارية واشتراكية وشيوعية


أصدر المكتب السياسي للحزب الشيوعي الأردني بيانا صحفيا نشرته الأربعاء 19-6-2013 صحيفة الحوار المتمدن عما دار في أخر اجتماع له عن الوضع السياسي في منطقتنا العربية. تطرق البيان الى قضيتين جوهريتين هي الوضع السياسي في المنطقة وبخاصة تعقيدات الأزمة السورية ، والوضع الاقتصادي في الأردن الشقيق وما تواجهه الجماهير من تزايد معدلات البطالة وارتفاع أسعار السلع الأساسية. وطالب السلطات الحكومية بالتوجه المسئول لمعالجة سريعة للتضخم الذي تجاوز 7% خلال النصف الأول من العام الحالي لما يسببه لذوي الدخل المحدود والعاطلين عن العمل من مصاعب اقتصادية تزيد مستويات معيشتهم ترديا.

الموضوع الآخر الذي حضي باهتمام المكتب السياسي هو التدخل الغربي والرجعي العربي السافر في شئون منطقتنا العربية وبخاصة في سوريا والعراق ، و ما أشيع عن خضوع الحكومة الأردنية للضغوط الغربية بما يتناقض والموقف الرسمي المعلن بابقاء الأردن بعيدا عن الأحداث الجارية والالتزام بسياسة عدم التدخل في الشأن السوري.

وقد عبر بيان المكتب السياسي عن قلق الحزب البالغ من " استجابة الحكومة للمساعي الغربية والعربية الخليجية لجر الاردن ليقوم بدور يتعارض مع مصالحه الوطنية وأمنه واستقلاله في الأزمة السورية مما يلقي ظلالاً قاتمة من الشك على حقيقة المواقف الرسمية المعلنة . ان التناقض الذي يبدو في كثير من الاحيان في تصريحات بعض كبار المسؤولين من الازمة السورية مع الوقائع الجارية على الارض ومنها الاذعان لاملاءات واشنطن بابقاء معدات وقوات عسكرية على الاراضي الاردنية يفقد هذه التصريحات المصداقية للموقف الرسمي. ونطالب بأن لا يكون الاردن مقراً او ممراً لأي عدوان على سوريا."

وبنتيجة حرص الحزب الشيوعي الأردني على المصالح الوطنية للأردن فقد عبر البيان عن مخاوفه المشروعة من تعرض الاستقرار السياسي والأمني في البلاد نتيجة ما يجري في الجوار السوري والعراقي من أحداث سياسية قد تدفع الوضع السياسي في البلدين المتدهور أصلا الى مزيد من التوتر.

وحذر الحزب من المخاطر الجدية التي تترتب على اثارة النعرات الطائفية والمذهبية والاثنية في البلاد العربية على وجه الخصوص . وقد وجه المكتب السياسي اصابع الاتهام لأولئك المنخرطين في تأجيج تلك النعرات المسعورة وهم زمرة من رجالات الدين الذين عرف عنهم الارتباط بالدوائر الامبريالية والقوى الخليجية الرجعية.

الحزب الشيوعي الأردني في موقفه المشار اليه يكون قد ضم صوته الى بيان سبعة وخمسين حزبا شيوعيا من مختلف انحاء العالم بضمنهم سبعة احزاب شيوعية وعمالية وديمقراطية عربية ، هي حزب العمال التونسي والحزب الديمقراطي الاشتراكي الجزائري والنهج الديمقراطي في المغرب والجبهة الشعبية لتحرير فلسطين وحزب الوطنيين الديمقراطيين الموحد في تونس والحزب الشيوعي اللبناني والحزب الشيوعي الفلسطيني.

وكانت الأحزاب الشيوعية والعمالية السبعة والخمسون قد اجتمعت في بروكسل 16 - 6 - 2013 وأعلنت ادانتها دون تحفظ للتدخل السافر الذي تباشره الدول الخليجية بتحريض ودعم من قبل الدول الغربية الثلاث. وقد أصدر المشاركون في نهاية اجتماعهم بيانا عبر عن دعمهم لتطلعات الشعب السوري في الحرية والديمقراطية وحقوق الانسان ، وبان له كل الحق في الوصول الى تلك التطلعات المشروعة. وتوجه الاجتماع ببيان الى الرأي العام السوري والعالمي التالي :

نحن الأحزاب المشاركة في الندوة الثانية والعشرين للأحزاب الشيوعية العالمية :
1- نؤكد أن السياسات والأنشطة المخربة للامبريالية من اجل بسط هيمنتها على منطقة الشرق الأوسط وهي السبب الرئيسي للصراعات والثورات والحروب في المنطقة , إن الامبريالية في الولايات المتحدة والاتحاد الأوروبي وحلف الناتو وإسرائيل والأنظمة الرجعية الموالية للامبريالية ( قطر , السعودية , تركيا ) تتقاسم المسؤوليات المشتركة في الجرائم المقترفة ضد شعوب المنطقة.

2- نشجب التوظيف الذي تقوم بة الامبريالية وحلفائها في المنطقة للخلافات والنزاعات الدينية. إن الامبريالية تتدخل بصورة فجة في الشؤون الداخلية وذلك بدعمها للقوى الرجعية الداخلية ولا تتورع عن التدخل مباشرة وذلك بدعمها للمنظمات وللقوى الأصولية والإرهابية تحت ذريعة التدخل الإنساني.

3- نند بالاعتداء العسكري الإسرائيلي ضد سوريا وذلك في خرق فاضح للقانون الدولي , ونشجب المساندة المطلقة للامبريالية لذلك العمل العدواني .


4- نساند الحق المطلق للشعب السوري بالدفاع عن نفسه الذي يعاني من الأعمال التخريبية والهجومات الإرهابية من طرف الامبريالية والأنظمة الرجعية في المنطقة وفي اختيار طريقته السياسية وقيادته دون تدخل أجنبي ونعلن مساندتنا الكاملة ودون تحفظ للشعب السوري .

المهتمون بالشأن الشيوعي والتقدمي لاشك يصابون بالاحباط وهم يراقبون المنحدر الذي اقتيدت اليه المجتمعات العربية والاسلامية خلال السنين العشرة الماضية. فمن كان يتوقع أن تنجح الدوائر الرجعية في البلدان الغربية والعربية في حرف نضال شعوبنا ضد الرجعية المحلية والاستغلال الرأسمالي والديمقراطية وتحويله الى صراعات عبثية اثنية وطائفية وقبلية داخل الشعوب ذاتها.

وما حصل بنتيجة ذلك أن تحول الصراع الطبقي من صراع بين البروليتاريا والطبقة الرأسمالية الى نزاعات داخل الطبقة العاملة ذاتها ، بينما تستمر الطبقة الرأسمالية في استنزاف قوى العمل بكل حرية ودون حرج.

وكان التعبير عن تلك الردة الفكرية والسياسية والحضارية هذا التحريض على كراهية الآخر وتسويغ جرائم القتل وهدم البيوت وتهجير سكانها منها بوسائل لم يقدم عليها الا فاقدي الصلة بالحضارة الانسانية. ولم يتورع مروجوا تلك الجرائم عن الدعوة جهارا لحرب سنية شيعية وعربية صفوية في العراق ، وأخرى متعددة الأعراق في سوريا ولبنان ومصر.

وانسجاما مع تلك التيارات الظلامية المستقاة من فكر القرون الوسطى وما قبلها يروج لحرب دينية عالمية سنية شيعية واسلامية مسيحية يقودها متخلفون باسم الدين. الغريب في الأمر ليس النشاط المحموم الذي تقوم به دول الخليج عبر تمويل وتسليح مقاتلي القاعدة وحلفائهم من التكفيريين المتخلفين ، وانما التشجيع والدعم الواضح من قبل الدول الغربية وبخاصة بريطانيا وفرنسا والولايات المتحدة الأمريكية.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ندوة سياسية لمنظمة البديل الشيوعي في العراق في البصرة 31 أيا


.. مسيرات اليمين المتطرف في فرنسا لطرد المسلمين




.. أخبار الصباح | فرنسا.. مظاهرات ضخمة دعما لتحالف اليسار ضد صع


.. فرنسا.. مظاهرات في العاصمة باريس ضد اليمين المتطرف




.. مظاهرات في العديد من أنحاء فرنسا بدعوة من النقابات واليسار ا