الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بكاء وطن مع فاتنة

علي مسلم الشمري

2013 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


سالتني بابتسامة ساحرة ان اقترب صوبهاواقتادتني بنظراتٍ من عينيها. وبانت تريد الحوار. فسرت بخطى مجنون وهائم بشقراء جميلة. القيت التحية فعرفت لهجتي المليئة باوجاع الحنين قلت اهلاًبصديقتي الجديدة فقالت اهلاً بضيفنا ما اسمك ومن اي بلدٍ انت ؟؟ قلت :اسمي ثم قلت انا من بلد البلدان ومن. وطن الأوطان كما علموّنا كذبً ونفاقاً ايام طفولتنا في المدارس واقترحت ان العب معها فقلت:ما رايك ياصديقتي بان اصف لك ِوطني وتحزريه فاعجبتها اللعبة فقلت لها اتحبين ان اصف لكٍ تاريخه وماضيه أم اخبرك حاله الان ، قالت هذه نصف الإجابة انت عربي ففهمتها بسرعة بعد ما حفرت في راسي قصة احد الأدباء حين كتب في يوم (قال القط متبجحاً على فار ان أجدادي كانوا نمور فقال القط ضاحكاً انت عربي ؟ المهم بعد صمت قصير .قلت اوتحتملين ؟؟؟ قالت اسمع /قلت انا من وطنٍ يُقتَل فيه كل يوم ٍ من هم من خيرة البشر وأعلمهم على ايدي أشر البشرواجهلهم ؟!؟! من بلدٍ لايتسور اللصوص فيه ليلاً ليسرقوا بل يجلسوا خلف أفخم المكاتب ليسرقوا بوضح النهار!؟!؟ من وطنٍ فيه تعرض الكتب على الأرصفة يغطيها الغبار وتعرض الأحذية خلف جامات المعارض وتمسح عشرات المرات يومياً !؟!؟ من بلدٍ تُودَع الأم أولادهافيه كل صباح وداع مفارقةٍ لأنهم قد لايعودون بعد دفع الفدية لخاطفيهم اوقد يذهبوا إلى الطب العدلي قبل المدرسة او بعدها !؟!؟ انا يا صديقتي من بلدٍ يُصنع الموت فيه صناعة باحتراف وامتياز . فجأة قالت :اففففففففف اعطني سيكار؛قلت : مستحيل ان تكون شفتيكي هذه شفتي مدخنة فقالت غاضبة :هات هات وبسرعة ناولتها فأخذت وقالت أكمل . قلت انا من موطنٍ يارفيقتي يسير فيه موكب مدير مصلحة المجاري بسبع عجلات رباعية الدفع ويحميه عشرين مدجج بالبنادق رغم كون صاحب الموكب قد زور شهادة الثانوية. انا من دولة اللاقانون رغم ان من يحكم فيها دولة القانون !انا من وطنٍ تباع فيه الأدوية على قارعة الطريق رغم كونها بعض من الجبس المعلب في الهند بناءاً على طلب تاجرٍفاجراستحصل موافقة السيد الوزير بعد لقائهما في بيتٍ للدعارة.انا من بلدٍ في كلِ يوم تهان فيه جارتي الطبيبة من شرطي لا يعرف القراءة يقوم بواجبه تحت تاثيرالمخدرات في نقطة التفتيش القريبة من المشفى الذي تم سرقة مارُصدَله من مبالغ إعادة الترميم .انا يا سيدتي من وطنٍ تحلم فيه طفلةٍ متعبة ان تنام ولا ينقطع تيار الكهرباء.انا من وطنٍ تحلم فيه عجوزة مسنه منذ عشر سنين بعربة معاقين علها تستطيع الجلوس مساءً تحاور جارها المسن الذي يجلس في ساحة الحي المليئة باكوام النفايات التي ما زالت تساعد بعض الأيتام على المعيشة لانها أنظف واطهرمن ظمير السيد المحافظ .انا يامن لا تعريفينني من وطنٍ الأرامل والأيتام .انا من وطنٍ صارت موازناته انفجارية تضامناً مع تفجيرات السبت والأحد والاثنين وكل ايام الأسبوع الدامية.فقالت وهي متعبة اااااااااه عراقي انت ؟









التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ليس الحرب الحالية.. ما الخطر الذي يهدد وجود دولة إسرائيل؟ |


.. مجلس النواب العراقي يعقد جلسة برلمانية لاختيار رئيس للمجلس ب




.. هيئة البث الإسرائيلية: توقف مفاوضات صفقة التبادل مع حماس | #


.. الخارجية الروسية تحذر الغرب من -اللعب بالنار- بتزويد كييف بأ




.. هجوم بـ-جسم مجهول-.. سفينة تتعرض -لأضرار طفيفة- في البحر الأ