الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحداثة والتراث الدينى ..والسيد أغونان و30 يونيو 2013

عبدالله محمود أبوالنجا

2013 / 6 / 22
مواضيع وابحاث سياسية


التراث بوجه عام هو كم التراكمات الناتج عن الممارسات الحياتية لأية أمة من الأمم ، والذى أفرز لهذه الأمة أو تلك مخزوناً من القيم والعادات والتقاليد والمعايير التى تتوارثها أجيال الأمة جيلاً بعد جيل . وتنعكس آثار وتأثيرت التراث فى أشكال عديدة ، كالقيم والمعتقدات والمعايير الأخلاقية والسلوكيات والعلاقات الاجتماعية والأنشطة الثقافية الناتجة عن ذلك التراث .
ومن التراث ماصار فى حكم الماضى حتى وان بقيت بعض ملامحه أو آثاره موجودة فى عصرنا الحاضر فى صورة مخطوطات أو تماثيل أو دور للعبادة أو لوحات فنية تعكس طبيعة العصر الذى رُسِمت فيه تلك اللوحات أو أشعار وأقوال مأثورة وأمثال وحِكم منسوبة لبعض الشخصيات التى كان لها تأثير فى مجريات الأحداث فى هذه الأمة أو تلك أو تجاوز تأثيرها المستوى المحلى للمكان والزمان الذى عاشت فيه تلك الشخصيات . والتراث الدينى يشكل بالتأكيد رافداً رئيسياً من روافد الثقافة لدى دول جنوب البحر المتوسط وخاصة تلك التى تجعل من الدين مصدراً رئيسياً للتشريع وتحرص على تفسير كل أوجه النشاط الانسانى برؤية دينية غالبة فى الكثير من الأحيان حتى على الرؤية الاجتماعية أو النفسية أو الفلسفية أو العلمية التجريبية !

أعطيك مثالاً لتوضيح ماأقصده : فى الوقت الذى تقدم فيه علم النفس النظرى والتجريبى بشكل مذهل فى الدول المتحضرة لتفسير ومعالجة الاضطرابات العصبية والعقلية التى يصاب بها بعض الناس ، مازال العوام والبسطاء - وحتى بعض من يحسبهم الناس والسلطة من المفكرين والفنانين والمثقفين - فى دول جنوب حوض المتوسط ، يعتقدون بركوب الجن والعفاريت لعقول هؤلاء المرضى النفسيين وذوى الخلل العصبى والعقلى الناجم عن أسباب فسيولوجية بحتة نتيجة حدوث تشوهات أو خلل فى انزيمات الخلايا المخية ، وترى ذويهم يهرعون بهم الى السحرة والدجالين والمشعوذين والنصابين والمتاجرين بالنصوص الدينية ، لاخراج ذلك الجن أو تلك العفريتة من جسد هذا المريض أو ذاك !!

والسؤال : ماذا لو ظلت شعوب الدول المتحضرة وطلائعها من العلماء والمفكرين تنظر نفس نظرتنا تلك للمصابين بأمراض عقلية أو عصبية أو نفسية ؟ النتيجة بالطبع هى الاكتفاء بذلك التعليل النابع من التراث وعدم قيام الأطباء وعلماء الطب النفسى بالملاحظة والدرس والتحليل والوصول للأسباب الحقيقية والفعلية لهذه التشوهات العصبية والعقلية والنفسية التى يصاب بها بعض البشر ! بل لما ظهر عندهم أصلاً علم يسمى علم النفس !
بالطبع ليس كل التراث قابلاً للتعايش مع العصر لأنه نتاج تجارب وخبرات بشرية ، بدأ بعضها حتى من قبل تدوين التاريخ ، وتراكمت عبر أجيال طويلة ، ومازال بعضها يشكل هويات جماعات نادرة فى أواسط افريقيا وفى بعض الجزر الاسترالية وهم بالطبع أحرار فى الأخذ بما يتواكب مع متطلبات العصر أو التمسك بما توارثته أجيالهم جيلاً بعد جيل ، فهم وحدهم من يدفع الثمن ، ولكن سنة الكون والوجود هى زوال كل من يتخلف عن الأخذ بأسباب القوة حتى ولو كانت تلك الأسباب ممن يخالفون ثوابته مخالفة ً تامة !

الحرية الفردية أو الشخصية فى التفكير والتعبير والاعتقاد وتوافق الشعب والنظام على تجريم من يخل بهذا المبدأ الطبيعى والواقعى والموضوعى هو مبدأ أرساه فلاسفة ومفكرى الغرب والشرق وتطبقه جميع الدول المتحضره لما فيه من ضمانة لاستقرار المجتمع وتفرغه للابداع والابتكار والانتاج بدلاً من الصرعات الطائفية العقائدية القائمة على التوجهات الدينية والمعتقد الدينى أو القائمة على العصبية أو القبلية أو العرقية ؛ هذا المبدأ : هل تقبل به أية دول يتبنى نظامها السياسى الايديولوجية الدينية فى الحكم ؟ سواء أكان ديناً من الأديان السماوية أو الأديان الوضعية ؟ بالتأكيد لن يقبل بهذا المبدأ أى نظام دينى صادق مع شعبه ومع نفسه ومع الرأى العام العالمى ! ولو قال البعض بعكس ذلك ، فلا يعدو كلامه غير سفسطة ومخاتلة المراد منها تمرير مشروعه الايديولوجى بغض النظر عن النتائج الكارثية لمشروعه الذى أصبح بكل المعايير خارج أغلب المعايير الأخلاقيه لمواثيق الأمم المتحدة التى وقعت عليها جميع دول العالم بما فيها دول جنوب حوض المتوسط ، التى تتبنى نهجاً ثيوقراطياً فى نظام الحكم ، وان كان لها بعض التحفظات على بعض ماجاء فى الوثيقة الأممية لحقوق الانسان ، وهذا شأنها ، وهى وشعوبها من يتحملون وحدهم النتائج الكارثية لتلك التحفظات والتى نرى مظاهرها فى الاضطرابات العرقية والمذهبية والطائفية الحادة التى تدفعها نحو الدمار بدلاً من الاعمار وتبدد طاقتها فى التناحر والصراع طلباً للتفرد بالسيطرة والنفوذ ، بدلاً من التكتل وتوحيد الرؤى والجهود من أجل مواكبة العصر واللحاق بما فيه من ابتكارات واختراعات ومنجزات تكفل الأمن والأمان والسلام الاجتماعى القادر على التعايش والتكيف مع الحضارة الحالية بدلاً من الانعزال والتقوقع والاكتفاء بالقشور والعيش عالة الدول المتقدمة ، كمستهلكين لا منتجين أو مشاركين فى صنع الحضارة الانسانية .

بالتأكيد الأنظمة الحاكمة هى التى كان لها تحفظاتها على بعض مما جاء فى الوثيقة الأممية لحقوق الانسان للحفاظ على كراسيها وليس لمصلحة شعوبها ، فليس هناك فرد واحد من شعوب دول جنوب حوض المتوسط يرفض مبدأ أن يتمتع بحريته الشخصية فى التفكير والتعبير وحرية الاعتقاد وأن يكيف حياته وفق مايعتقد أنه يفى ويشبع احتياجاته النفسية والبيولوجية والروحية وغيرها بما لا يضر بمصالح المجتمع أو أفراده ، والتى تنص عليها الدساتير والقوانين الديمقراطية التى تتعارض تعارضاً بالغاً مع العديد من الايديولوجيات التى تتبناها أنظمة الحكم الثيوقراطية ، حتى أن بعض المدافعين عن تلك الأنظمة ونهجها فى الحكم من أمثال عبدالله أغونان وعبدالله خلف ، يعتبرون الحرية والحداثة مدخلاً الى الاباحية والانحلال الجنسى !
الثلاثين من يونيو 2013 هو بداية شروع الشعب المصرى بأكمله فى التخلص من العوائق التى تحول بينه وبين حقه فى العيش والحرية والكرامة الانسانية لجميع أفراده بكل فئاتهم وطوائفهم ورجالهم ونسائهم وشبانهم وشيبانهم ياسيد أغونان ومن تمثلهم !

بقلم / عبدالله محمود أبوالنجا
العضو المؤسس فى حزب المصريين الأحرار
القاهرة 22 يونيو 2013








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الحداثة والهوية
عبد الله اغونان ( 2013 / 6 / 23 - 12:30 )
أشكر الأستاذ عبد الله محمود أبو النجا على هذا الرد
وأنا أتفق معه في الاستفادة من معطيات الحضارة
لكن تبني الحداثة عندنا في الوطن العربي له مفهوم سياسي بالضبط في اطار الصراع بين اتجاهين
اتجاه يرى أن السبيل للخروج من التخلف هو اتباع نهج الغرب في فصل الدين عن الدولة وتسيير شؤون المجتمع تبعا للصراع المرير بين الكنيسة والعلماء والسياسيين
واتجاه يرى أن هناك خصوصية في الهوية الاسلامية اذ قامت الحضارة الاسلامية اساسا على المرتكز الديني بدلالة تشبث المجتمع بالدين في كل التجليات بما فيها السلوك السياسي والاقتصادي واللباس
وقد وقع صراع بين الاتجاهين في كل العالم الاسلامي من باكستان وايران وتركيا
وجل الدول العربية حيث كلما توفر جزء من الديمقراطية يفوز التيار الاسلامي
يجب أن نحتكم الى مقياس في الخلاف وهو الديمقراطية والانتخابات والاستفتاءات
ليقول الشعب كلمته
انتهى زمن الانقلابات العسكرية ومثلها المظاهرات الخارجة عن القانون والتي تلتمس سبيل العنف والترهيب
المظاهرات لن تنتهي عند تاريخ معين فليس هناك من يحدد تاريخ الثورات
التيار العريض لدى الاسلاميين قادر على الحشد أكثر


2 - الأخ الفاضل عبدالله أغونان
عبدالله محمود أبوالنجا ( 2013 / 6 / 23 - 17:54 )
أشكر لك مداخلتك القيمة وأتفق معك فى جل ماتفضلت به ، ولكنى أختلف معك فى مفهومك للعلاقة بين الدين والحكم ..فاالأديان بوجه عام لا يجب أن يكون فرضها أى نظام حكم على شعبه فى عصرنا الحاضر ، لأن مفهوم الحكم فى زمننا وخاصة فى الدول المتعددة الأعراق والديانات والعرقيات مطلوب منه العمل على تلبية احتياجات جميع المواطنين المعيشية والصحية والتعليمية والروحية دون تمييز على أساس من الدين أو العرق أو الجنس أو اللون طبقاً للاعلان العالمى لحقوق الانسان . هذا هو مفهوم نظام الحكم فى العالم أجمع . وهذا هو نظام الحكم الذى يطمأن اليه جميع المواطنون بكل انتماءاتهم ويلتفون حوله ويتبنون مشروعه ! أما أى مخالفة سواء فى الشكل أو المضمون فسوف تكون مدخلاً الى صراعات مجتمعية تضر بالمصالح العليا للنظام نفسه والتى سوف تكون متضاربة بالتأكيد مع المصالح العليا لجموع الشعب ، وذلك هو ماحدث مع النظام الذى أسقطه الشعب فى 25 يناير 2011 ، وذلك أيضاً هو ماوقعت فى فخه جماعة الاخوان وميدوها فى المرحلة السابقة مما دفع بالشعب الى التحضير لموجه أخرى من الثورة فى 30 يونيو 2013 .
تحياتى لشخصك الكريم


3 - نظام الحكم في العالم
عبد الله اغونان ( 2013 / 6 / 23 - 18:43 )
في العالم المعاصر دول قائمة على الدين نذكر منها
جمهورية ايران الاسلامية التي قامت بثورة شعبية على أساس ديني
جمهورية باكستان التي انفصلت عن الهند بسبب اختلاف الدين
دولة اسرائيل التي قامت على أساس ديني أرض الميعاد ومازالت الى الان تطالب الاعتراف بها على أنها دولة يهودية
دولة العربية السعودية مهد ومنطلق الاسلام
دولة الفاتيكان التي لها سفراء في كل الدول
جل الدول العربية ينص دستورها على أنها دول اسلامية
الديمقراطية هي حكم الشعب واختياره وجل الدول العربية فازت فيها أحزاب اسلامية باختيار شعبي وبانتخابات تونس والمغرب ومصر والجزائر الى أن تدخل العسكر كما فاز الاسلاميون في ترةيا العلمانية رغم الصراع مع العسكر والعلمانيين
من قال ان مظاهرة تمرض وفلول النظام المنهار ستقوم بثورة أجمع عليها المصريون
مع أنهم هم أنفسهم من صوتوا لحزبي الحرية والعدالة وحزب النور واختاروا بأصواتهم رئيسهم محمد مرسي واختاروا نوابهم من الاتجاه الاسلامي....؟
من قال ان المظاهرات ستقف عند هذا الحد قبل مظاهرة 30 يونيو كانت هناك مظاهرة تأييد ودعم الشرعية؟ حتى بافتراض سقوط حكومة الأخوان من يضمن أن خلفه يستطيع
قيادة السفينة؟


4 - تعالى نقيم حاله حاله أخ عبدالله 1
عبدالله محمود أبوالنجا ( 2013 / 6 / 24 - 02:47 )
الأخ الفاضل / عبدالله أغونان
مشكلة ايران فى اعلانها أنها جمهورية اسلامية ، فهى بمجرد اشهارها بهذا الاسم بدأت دول الخليج الاسلامية أيضاً - ولكنها سنية - تتوجس الشر من الدولة الايرانية الاسلامية أيضاً ولكنها شيعية ! دول الخليج نظرت الى المصطلح ( جمهورية ايران الاسلامية ) على أنه مدخل لاحتواء جميع مسلمى الشيعة فى العام تحت جناحها وخاصة الشيعة السعوديين والبحرانيين واليمنيين والسوريين وغيرهم لتكوين محور اسلامى شيعى فى مواجهة المحور الاسلامى السنى ، وذلك من أجل تصدير النموذج الايرانى الى دول الاسلام السنى وأظنك ترى الكوارث التى تقع فى المنطقة بسبب الصراع الدائر بين محورى الاسلام الرئيسيين منذ أعلن الخومينى أن ايران جمهورية اسلامية ! دعك من العبارات الدبلوماسية التى كان ومازال يتبادلها الطرفان ، فالواقع يكذب كل تلك الادعاءات . هذا الصدام الحادث بين مذهبين ينتميان لنفس الدين سببه تكفير كل طرف للطرف الآخر وهذا معناه عدم اعتراف كلُ منهما بحق الاختلاف واحترام هذا الحق .
يتبع


5 - تعالى نقيم حاله حاله أخ عبدالله 2
عبدالله محمود أبوالنجا ( 2013 / 6 / 24 - 03:01 )
بل ان ماوقع بزاوية أبومسلم بالهرم فى مدينة الجيزة بمصر من قيام أهالى القرية بحرق زاوية للشيعة بمن فيها يدل دلالة واضحة على أن تبنى السلطة الحاكمة للنظام الدينى يؤدى الى تخريب الأمن والسلم الاجتماعى وانتشار الصراعات المذهبية والعقائدية والطائفية والتى تصل الى حد الحروب الأهلية فى بعض الأحيان كما نرى مآسى وكوارث العراق وسوريا وباكستان وغيرها من الدول . هل ترى مثل تلك الصراعات والمفخخات التى تغتال الأبرياء فى بريطانيا أو فرنسا أو ألمانيا أو الولايات المتحدة التى تعج بمختلف العقائد والديانات والالحاد ؟ بالطبع لا . لماذا ؟ لأن الأنظمة هناك تجرم بشدة التمييز الدينى أو العنصرى أو الطائفى . ليست الأنظمة فقط بل ثقافة الشعوب هناك وتربيتهم من الصغر تتم على مبدأ أن الدين أو الاعتقاد هو شأن شخصى بحت وأن الدولة ملك جميع المواطنين ! على عكس الحال فى الدولة الثيوقراطية التى تنص فى دستورها على أن الدين الفلانى أو العلانى هو الدين الرسمى للدولة ! هذا ببساطة يعتبر اقصاء لجميع مواطنيها ممن هم على أديان غير الدين الرسمى للدولة !
يتبع


6 - تعالى نقيم حاله حاله أخ عبدالله 3
عبدالله محمود أبوالنجا ( 2013 / 6 / 24 - 03:16 )
وبالطبع سوف ينتج عن ذلك مشاكل داخلية وخارجية لا حصر لها . مشاكل داخلية تتمثل فى الصراعات بين المواطنين الذين شملتهم عبارة الدين الرسمى والمواطنين الذين همشهم النص وهمش عقيدتهم ولم يذكرها فى الدستور الذى من المفترض أنه يعبر عن جميع طوائف وفئات المجتمع ويساوى بين جميع المواطنين فى الحقوق والواجبات . عندما ينص أى نظام حاكم على جعل دين الأغلبية هو الدين الرسمى للدولة فهو بذلك أقحم الدين فى الحكم والحكم سياسة والسياسة مسئولية الحاكم نحو الوطن الذى يحكمه بكل فئاته وطوائفه وليس الطائفة التى ينتمى اليها فقط ! عندما يسعى أى نظام الى توظيف الدين فى الحكم فهو يضر بالدين وبالحكم وبالمجتمع ككل ، حتى ولو كان هذا المجتمع كله ينتمى لنفس الدين ونفس المذهب الذى عليه حكامه ! فى هذه الحالة سيقود شعبه الى الصدام مع الشعوب الأخرى التى هى على نفس دينه ولكنها على مذهب غير مذهبه . لقد عانت أوروبا أيام مسيحيتها كثيراً من ويلات الحروب الأهلية والحروب والطائفية والمذهبية بين المذاهب المسيحية المختلفة قبل أن تدخل فى عصر الحدائة والتنوير وتصل الى أوروبا الموحدة أو الاتحاد الأوروبى .
يتبع


7 - تعالى نقيم حاله حاله أخ عبدالله 4
عبدالله محمود أبوالنجا ( 2013 / 6 / 24 - 03:34 )
نحن الآن فى منطقتنا نعيش نفس الصراعات والعداوات والحروب التى عاشتها أوروبا قبل دخولها فى عصر الحداثة والتنوير ، بين الطوائف الدينية المختلفة وبين المذاهب التى تنتمى لنفس الدين ! بالله عليك من الذى يدفع أرواحه وممتلكاته ثمناً للتفجيرات والمفخخات والحروب الأهلية التى لا تفرق بين طفل أو شاب أو كهل أو فتاة وتنشر الخراب والدمار وتروع الكبار والصغار : الأنظمة الحاكمة التى تجلس فى قصورها مرفهة ً تجنى من كل متع الحياة مايخطر على البال ومالا يخطر ولا تتجشم سوى عناء انفاق آلاف المليارات - وكلها أموال الشعوب - على شحن شعوبها وقواتها بالكراهية والطائفية والعنصرية ضد الآخر المخالف فى الدين أو المذهب ، أم الشعوب هى التى تدفع ثمن ذلك الشحن العنصرى والطائفى والمذهبى من دمائها ودماء أبنائها وأرواح المطحونين والمهمشين والبسطاء ؟ الحكام فى منطقتنا لا يدافعون عن مذهب أو دين أو طائفة وانما يدافعون عن عروشهم وكروشهم وسلطانهم ونفوذهم بشحن العوام والبسطاء الى حتفهم ، تماماً كما كان حكام أوروبا قبل الحداثة والتنوير يفعلون بشعوبهم !
يتبع


8 - تعالى نقيم حاله حاله أخ عبدالله 5
عبدالله محمود أبوالنجا ( 2013 / 6 / 24 - 03:51 )
أما الدولة العبرية فهى أيضاً تحذو حذو جيرانها من الدول الثيوقراطية وأيضاً لتحقيق أهداف سياسية بحشد شعبها على أساس دينى ولكن فى مواجهة أنظمة دينية أخرى تعادى شعوبها الشعب الاسرائيلى انظلاقاً أيضاً من أيديولوجية دينية . ومطالبة حكامها للحكام العرب بالاعتراف باسرائيل كدولة يهودية هى خبطة سياسية فى المقام الأول : اولها صهر شعبها فى هوية واحدة وهى الهوية اليهودية ، وربما كان ذلك تكتيكاً لفصل الدولة الفلسطينية المزمع اقامتها عن الدولة العبرية ثم تخيير عرب فلسطين المسلمين فى البقاء تحت سيطرة الديانة اليهودية أو ترك قراهم ومدنهم لليهود والهجرة الى الدولة الفلسطينية المزمع اقامتها حال استقرار الأوضاع فى الشرق الأوسط .
نأتى الى السعودية والتى لا يمكن الا أن تكون دولة دينية والأسباب معروفة . وكذلك الفتيكان مع فارق أن الفاتيكان لا تأثير لهم يذكر على السياسة العالمية فى الشرق الأوسط أو فى أى مكان . هى فقط كتذكار أو أيقونة تذكر أتباع الكاثوليكية بمذهبهم .
على فكرة العلمانية ليست ضد الدين ، بل على العكس هى ترفع شعار الدين لله والوطن للجميع .
يتبع


9 - تعالى نقيم حاله حاله أخ عبدالله 6
عبدالله محمود أبوالنجا ( 2013 / 6 / 24 - 04:00 )
العلمانية تكفل لجميع المواطنين حرية التدين والاعتقاد وممارسة شعائره بحرية تامة على عكس الدولة الثيوقراطية التى تتبنى دين الأغلبية مما يؤدى الى تهميش باقى الديانات لباقى شركاء الوطن ! أما بخصوص 30 يونيو 2013 فهو بداية الموجه الثانية للثورة الشعبية المصرية فى 25 يناير 2011 وهى ملك لكل الشعب المصرى ولن تستطع الوقوف فى طريقها أية قوى داخلية أو خارجية تحاول اجهاضها أو حرفها عن مسارها أو الالتفاف على أهدافها كما فعلت جماعتكم وداعميها الأمريكان والقطريين فى الموجه الأولى .
تحياتى لشخصك الكريم لأن الاختلاف فى الرؤى لا يفسد علاقاتنا الانسانية .

اخر الافلام

.. رئيس كولومبيا يعلن قطع العلاقات الدبلوماسية مع إسرائيل ويعتب


.. -أفريكا إنتليجنس-: صفقة مرتقبة تحصل بموجبها إيران على اليورا




.. ما التكتيكات التي تستخدمها فصائل المقاومة عند استهداف مواقع


.. بمناسبة عيد العمال.. مظاهرات في باريس تندد بما وصفوها حرب ال




.. الدكتور المصري حسام موافي يثير الجدل بقبلة على يد محمد أبو ا