الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مشكلة التمثيل في عروض مسرح خارج كلية الفنون الجميلة. الجزء الثاني .

سرمد السرمدي

2013 / 6 / 22
الادب والفن


في استعراض مختصر لبعض التجارب التمثيلية الغير موفقة المقدمة في بابل:

مسرحية معالي الكرسي للمخرج حسين الدرويش, التي عرضت من على مسرح كلية الفنون الجميلة التابعة لجامعة بابل في يوم الاثنين 18-03-2013م اليدين والوجه والجسد في محاولة للتعبير عن مضمونها الدرامي, ولعل هذه هي ابرز أدوات الممثل الملتزم بتقديمه أداء ينتمي إلى فن التمثيل الصامت كبديل عن الاستعانة بالحوار المسرحي, ان مشكلة قراءة هذا العرض المسرحي تبدأ من اعتباره عملا ينتمي للتمثيل الصامت في البداية, ثم يتخذ شكلا اخر بعد ان يبدأ سيل المؤثرات المسرحية بتجسيد الأصوات التي تحول دون بقاء الصمت هوية للأداء التمثيلي طوال وقت العرض المسرحي, فليس هنالك فرق بين ان يضحك الممثل مستخدما صوته او ان يستعين بصوت ممثل اخر من خلف الكواليس او حتى بصوت مسجل له او لممثل اخر ينقل للجمهور عبر مكبرات الصوت, لا يمكن التفريق بين ممثل صامت واخر صائت طالما الممثل ظهر على خشبة المسرح مع وسيلة تعبير صوتية, لافرق بينه وبين ممثل في مسرحية تقليدية ذات حوار, فالذي حدث كان عكس ما عرف عنه التمثيل الصامت الكلي لمسرحية, فقد تم استثمار التعبير الصوتي جزئيا في مسرحية تنتمي كما اعلن عنها لفن التمثيل الصامت كما يتم استثمار التعبير الأيمائي أي التمثيل الصامت جزئيا في أي مسرحية يتم الأعلان عنها انها تقليدية او تعتمد الحوار كأحد عناصر العرض المسرحي عن طريق التعبير الصوتي, ولا تتخذ التعبير الجسدي بديلا عنه, وهنا المشكلة في تناول هذه المسرحية المقدمة من قبل المخرج حسين درويش على كونها تنتمي لفن التمثيل الصامت, حيث لا يمكن والحال كذلك ان يعد الأداء التمثيلي فيها صامتا بالمطلق, بالتالي لا يوجد ما يبرر تصنيفها بالضرورة, أتخذ التمثيل بعدا اخر نهل من ذاكرة عروض مسرحية سابقة كان الأداء فيها لكلا الممثلين يقترب من التمثيل الصامت في استثماره لتقنية التعبير الجسدي ويبتعد عن فن التمثيل بالمطلق في اقترابه من فن الباليه والأوبرا والرقص لما دخل دائرة يتم تصنيفها جزافا بالرقص الدرامي, واقرب مثال عن هذا الأشتباك بين النص والأخراج من جهة والتمثيل من جهة اخرى, كون استبدال احد الشخصيتين بممثلة بدل ممثل, او ارتداء احدها زيا مختلفا عن الآخر بديلا عن هذا التوحد في الجنس والزي, لم يكن ليغير من السعي الغير مجدي لخطة الأخراج في ان تصل لأستقلاليتها بنص للعرض, والا لم يكن للتمثيل ان يحاول سد هذا الفراغ بحركات تنتمي لأستعراض القدرات التمثيلية على مستوى مرونة الجسد, لو لم يوجد.

مسرحية ( مونودراما ), للمخرج شاكر عبد العظيم لماذا وافق الممثل احمد على المشاركة في هذه المسرحية لو لم تكن تحديا مغريا وتجربة فريدة من نوعها على حد قول اساتذة في المسرح, مسرحية بعنوان مونودراما وهي مونودرامية الطابع ذات شخصية واحدة وكذلك هي صامتة بنفس الوقت مما يزيد صعوبة التحدي في ان يصل للمتلقي الشيء الكثير لو لم تكن القدرات على مستوى التحدي هذا, كذلك هي تعرض ممثلا يمثل شخصية الأخرس وهنا الأرباك الذي يحصل, مونودراما وشخصية واحدة وصامتة وخرساء, بالتالي لم يبقى الا التعبير الجسدي والتعبيرات الإيمائية طريقا للوصول الى المتلقي بكل تأكيد, لكن هذا لم يحدث وقد تحولت المسرحية الجادة الى كوميديا انسان يدعي الخرس حاملا مقصا يلوح به في منظر مثير للسخرية والحزن على فن التمثيل خاصة, من ذا الذي يضع نفسه في هذه الزاوية الضيقة ان لم يكن تناول افطاره مع توني كوين وغداءه مع روبرت دينيرو وعشاءه مع ال باتشينو ثم اتخذ وقتا من وقت فراغه الثمين جدا ليعرج على نوري الشريف ومحمود ياسين واخيرا يحيى الفخراني, حتى ان جاء وقت قراره باتخاذ هذه الخطوة الجبارة تكرم وسأل سامي عبد الحميد وبدري حسون فريد ويوسف العاني ثم استحضر روح ثيسبس حتى ينهل جيدا منهم قبل ان يبادر بالموافقة على دور ممثل مسرحي أخرس, الا انه لم يمثل.

على صعيد النتائج التي يمكن الخروج بها من هذا الاستعراض المختصر قد يكون أولها هو الكم الهائل من مشاكل فن التمثيل على مستوى التعبير الصوتي والحركي ما بين الأداء التقديمي والتمثيلي, التي تنتظر حلولا جذرية لعل من أهمها هو التواصل الجاد في ما بين النظرية والتطبيق في مادة فن التمثيل, أما في معرض استنتاجات سريعة قد نعرج على ما يلح في واقع المسرح البابلي من حقائق تنتظر الجرأة والموقف لاتخاذ القرار الحاسم بصددها, فليس معيبا أن نعترف بفقر الثقافة المسرحية, بل ليس مخجلا أن نتصدى لهذا الهم المبكر لكل من يرتمي في أحضان الفكر والثقافة, متأملا أن النهر يقف حائلا بين الرغبة والقدرة على أن يرمي الإنسان بنفسه مرتين, لا بنفس الوقت فقط بل بنفس النهر ! , وهذا الخمول لا يمكن أن يعول عليه في بناء ركن مهم من الثقافة العراقية وهو المسرح الذي لن يستغني عن الممثل مادام لا يريد المسرحيون الاستغناء عن جوهر فن المسرح في العراق.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. صباح العربية | الفنان السعودي سعود أحمد يكشف سر حبه للراحل ط


.. فيلم تسجيلي عن مجمع هاير مصر للصناعات الإلكترونية




.. جبهة الخلاص الوطني تصف الانتخابات الرئاسية بالمسرحية في تونس


.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل




.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة