الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


بعض التفاصيل عن حياة فهد المبكرة

وصفي أحمد

2013 / 6 / 22
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


بعض التفاصيل عن حياة فهد المبكرة
( الحلقة الثالثة )
أما الواقع فهو أن فهداً ولد في بغداد يوم 19 حزيران ( يونيو ) 1901 0 وكانت عائلته قد قدمت إلى بغداد قبل عقد أو نحوه من قرية كلدانية شديدة الازدحام في محافظة الموصل 0 و كانت الحاجة الاقتصادية هي التي اقتلعت العائلة في النهاية , وكان فهد في السابعة عندما هاجرت العائلة إلى البصرة 0
لا تخلو حياة فهد المبكرة من الغموض 0 ومن الواضح أنه أمضى طفولته في بيئة تخضع كثيراً للملة المسيحية , اي المجتمع المسيحي المغلق على نفسه أيام العثمانيين 0 و من الواضح أن والده لم يوفر التضحيات في سبيل تعليمه 0 وفي سنة 1908 , عندما بدأ العراق يشعر بتأثيرات ثورة تركيا الفتاة بقوة , ارسله أبوه إلى (( مدرسة الكنيسة السوية )) في البصرة , حيث بقي حتى أصبح في الثالثة عشرة من عمره 0 وفي وقت لاحق , وبعد أشهر من اندلاع الحرب العالمية الأولى التي جلبت إلى العراق سيداً جديداً – البريطانيون – وغيرت ملامح البلاد بعمق من نواحٍ أخرى , سجله أبوه في المدرسة التبشيرية الامريكية في العشّار , وفي سنوات لاحقة , وحتى بعد انقلاب فهد إلى الشيوعية , كان يمكن اكتشاف أنه تلقى جرعة من التعليم الأمريكي 0 وفي إعلان علقه على جدران الناصرية عشية انتخابات 1932 النيابية , دعا فيه العمال إلى انتخاب نواب من طبقتهم , ظهر شعار المطرقة والمنجل وتحته شعار : (( لا ضرائب بلا تمثيل )) .
وما من ظرف مر به خلال السنتين اللتين قضاهما في المدرسة الأمريكية وفيه أكثر من مجرد أهمية خارجية الطابع 0 وفي صفه نفسه جلس صبي من العمر نفسه ولكن من عائلة ملاكين بارزة في القرنة 0 وكان أحدهما يشعر بوجود الآخر , ولكنهما لم يختلطا لأن فهداً كان من طبقة متدنية جداً وبأكثر مما يصلح لرفقة ابن القرنة – كما قال هذا الأخير بعد سنوات طويلة 0 وكان الايقاع بين الأثنين – ببساطة – مختلفاً 0 ولم تمر عقود طويلة إلا وربط القدر بين حياتيهما 0 وبينما كان اسم فهد يتردد ويرجع صداه في كل اجتماع سري يعقد في أنحاء البلاد كان صبي القرنة – بهجت العطية – يرتقي ليصبح رئيساً للشرطة السياسية ولعنة تحل بالثوريين 0 وفي النهاية , وقع فهد في قبضة عطية وفقد حياته 0 ولكن حتى بعد موته , استمر فهد يمارس ضد عطية – وبفضل القوى التي حركها – نفوذاً عميق التحرك أسهم في النهاية في إسقاط عطية إلى الخراب وتدميره 0
لم يكمل فهد أبداً دراسته في المدرسة الأمريكية لأن والده وقع بين براثن المرض , ومرت العائلة بأيام سوداء , وهو ما اضطر فهداً إلى تحمل حصته من الأعباء 0 ووجد في أواخر 1916 وظيفة ككاتب عند القوات البريطانية التي نزلت في البصرة قبل سنتين 0 ولم تكن هناك في نظره مصيبة اكثر من خدمة النظام الاستعماري الجديد 0 والواقع أن البصريين اللطفاء لم يسارعوا أبداً إلى التكييف مع هذا النظام 0 وعلى العموم , فعندما انتقل فهد في سنة 1919 إلى محافظة المنتفق ( الناصرية ) لمساعدة شقيقه في تشغيل طاحون صغيرة في بلدة الناصرية وجد نفسه في جو مختلف تماماً 0
وصفي السامرائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة