الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


يتعلمون من تجاربهم أول ايار لمن؟

بنيامين غونين

2005 / 5 / 1
ملف 1 ايار 2005- الطبقة العاملة في ذكرى 1 آيار


*من اجل اقناع العمال بان اول ايار لا حاجة له في اسرائيل، يحاول ارباب العمل والحكومات بيع العمال قصة وكأن "عهد النضالات قد ولى وانتهى" بادعاء اننا "نعيش في عهد تقليص الفجوات ورفع مستوى الحياة". ومع ذلك فقليلا ما يقبل العمال مثل هذا الادعاء، لأنهم يتعلمون من تجاربهم*
مقدمة:بداية اول ايار كانت في شيكاغو، المدينة الصناعية في الولايات المتحدة الامريكية، ففي اول ايار عام 1887 قبل 118 سنة ناضل عمال شيكاغو من اجل يوم عمل من ثماني ساعات ومن اجل تحسين ظروف وشروط العمل المهينة ولقد تظاهروا في شوارع المدينة وفرقهم الجنود بالقوة وقتلوا عددا منهم. وقام احد المتظاهرين بخلع ثوبه وبلله بدماء زملائه الذين سقطوا خلال المظاهرة ورفعه كعلم احمر. وتحول قميصه الملطخ بالدم الى رمز، والعلم الاحمر الى علم النضال من اجل حقوق العمال والعدالة الاجتماعية، وبعد سنتين من ذلك في 1889 قرر المؤتمر العالمي لتجديد الاممية الاشتراكية الذي عقد في باريس، ان يكون الاول من ايار، كيوم مظاهرات عالمي للعمال في كل مكان.
وفي اعقاب القرار، تظاهر زهاء مليون عامل في اول ايار عام 1890، في باريس وجرى تفريق هذه المظاهرة بالقوة من قبل جنود الخيالة، وذلك عندما حاول عدد من المتظاهرين تقديم طلبات المتظاهرين الى البرلمان.
وفي اسرائيل بدأوا الاحتفال باول ايار في عام 1906، وقد جرى اطلاق اسم "عمال صهيون" على المجموعة الاولى من العمال الذين احتفلوا باول ايار لاول مرة، وفي عام 1921 اعلنت الهستدروت بشكل رسمي عن اول ايار، عيدا لها تحتفل به سنويا.

* ما هو سر قوة اول ايار؟لماذا يتظاهر العمال في اول ايار سنويا وفي كل القارات؟
ان اول ايار يضم ويشمل كل المعارك التي تجري في كل دولة ودولة، من اجل حقوق العمال وضد البطالة ومن اجل رواتب مقبولة وكافية للمعيشة وضد التمييز، ومن اجل المساواة الحقيقية، ومن هنا طابع وميزات هذا العيد، جمع كل النضالات الاجتماعية في العالم وتضامن العمال في كل مكان، بعضهم مع بعض.
ويعكس ويجسد اول ايار رغبة وتطلع كل العمال دون تمييز في اللون والقومية والجنس للعيش بسلام، لذلك يطرح دائما في اول ايار الطلب لحل كل النزاعات بطرق سلمية ولاجراء ولانتهاج سياسة زيادة الميزانيات للرفاه، وليس للاغراض العسكرية وسباق التسلح. وهذه مناسبة لشجب القومجية والعنصرية اللتين تفرقان العمال وتنعكسان سلبا على نضالهم ضد ارباب العمل والاثرياء. ومنذ ولادة اول ايار، عمل ارباب العمل والحكومات الكثيرة من اجل تخريب افكاره ومضمونه ورموزه، وفي اسرائيل كما في دول كثيرة اخرى، عملت الحكومات من اجل الغاء الاعلان عن الاضراب العام في اول ايار، والهستدروت لا تواصل الاحتفال باول ايار بالمظاهرات العمالية في المدن والقرى، واحزاب اليمين تحرض بمثابرة ضد الاول من ايار ولذلك يستعينون بديماغوغيا اشتراكية. ويبذل ارباب العمل جهدا خاصا من اجل اضعاف قوة التنظيمات النقابية ولالغاء الاتفاقيات القطرية ولمنع انتظام العمال في كل مصنع وشركة.

* هل هذا لا يزال راهنا؟يسأل العمال بصدق: هل لا يوجد معنى لاول ايار؟ وهل من حاجة لتنظيمات نقابية والهستدروت؟ واذا كانت حاجة للهستدروت كيف يجب ان تكون؟
ومن اجل اقناع العمال بان اول ايار لا حاجة له في اسرائيل، يحاول ارباب العمل والحكومات بيع العمال قصة وكأن عهد النضالات قد ولى وانتهى بادعاء اننا نعيش في عهد تقليص الفجوات ورفع مستوى الحياة. وقليلا ما يقبل العمال مثل هذا الادعاء. وهم يتعلمون من تجاربهم مدى اهمية وجود لجنة عمال تدافع عنهم ومدى اهمية الحاجة لهستدروت تدافع عن حقوق العمال وتقف الى جانبهم في نضالاتهم. وتدافع عن العمال الذين يفصلون من اماكن العمل. وكذلك الادعاء عن سد الفجوات لا يقنع، خاصة عندما يتضح ان تكاليف رواتب عشرة مديرين في شركات بلغت 125 مليون شاقل في العام الماضي فيما ان 50% من العمال في اسرائيل يتقاضون رواتب الحد الادنى 3700 شاقل واقل من ذلك. ولذلك يمكن اضافة الواقع المرير لعشرات ملايين العاطلين عن العمل في الدول الصناعية، وواقع الفقر المرير والجوع والامراض في دول العالم الثالث ومئات ملايين الاولاد الذين يعيشون في ظل سوء التغذية وبدون أي مستقبل.
وبالذات في العهد والوقت الذي يمد فيه اصحاب الشركات العالمية متعددة القوميات ايديهم الواحد للآخر، فمن الضروري والمطلوب ان يعمق العمال التضامن الاممي بينهم دون فرق بين دين ولون وجنس وقومية، وهذه الوحدة يرمز اليها ويجسدها الاول من ايار.

* عالم جديد/ قديمنعيش في عهد "العالم التكنولوجي" الذي يواجهنا باسئلة جديدة، ولكن في أساسه وفي نهاية الامر هذا هو عالم المتسلطين في المصانع والشركات والبنوك وشركات التأمين وفي الصادرات والواردات وباختصار المتسلطون على وسائل الانتاج.
ولكن كذلك في العهد التكنولوجي فان العمال المأجورين والذين هم غالبية العمال في اسرائيل والدول الصناعية مرتبطون بان ينوجد رب عمل يشغلهم ويستغل مهاراتهم ومعارفهم. والدفاع الافضل لهؤلاء الاجيرين هو ان ينتظموا في هيئة تدافع عن حقوقهم ويعمقوا ويرسخوا وحدتهم. والعمال الذين يريدون الانتظام يجدون دائما العمال الذين يريدون الانتظام ورؤية المشترك. والهستدروت العامة هي تجسيد لحاجة الانتظام ووجدت اولا وقبل كل شيء لتنظيم العمال في تنظيمات نقابية وللدفاع عن العمال الضعفاء غير المنظمين، واتفاقيات شخصية وعمال مقاولين وعمال اجانب يُستغلون بشكل مذل ومهين ومكاتب عمل خاصة، وهم الذين يقفون بالمرصاد للعمال في كل العالم ويعملون على كسر امكانية الحفاظ على رواتب معقولة وتحسين ظروف العمل.

* أول ايار والهستدروتاول ايار هو مناسبة للتفكير، واي هستدروت يحتاجها ويريدها العمال؟ من الواضح انها تكون هستدروت مناضلة ومكافحة تقف الى جانب العمال الذين يناضلون ضد الفصل من العمل واغلاق المصانع وضد البطالة ومن اجل زيادة الرواتب ولتحسين ظروف وشروط العمل وضد اسلوب عمال المقاومة ومن اجل انتظام نقابي لكل العمال.
ولكن بالذات في الاول من ايار علينا اضافة ان التنظيمات النقابية التي تريد اقناع العمال بالانضمام اليها وباهمية وجود نقابة عمالية عليها ايضا ان تربي وتثقف على القيم الاجتماعية والطبقية ومبادئ التضامن والشراكة بين كل العمال. وضروري اعطاء الردود التي تعكس احتياجات العمال كذلك في المواضيع الملتهبة القائمة على جدول الاعمال للمجتمع في اسرائيل: احتلال ام سلام؟ اغتناء قلة قليلة او رفاهية للجميع؟ تعليم مجاني حقيقي، او مدفوعات باهظة من الاهالي؟ مساواة المرأة فعلا ام بالكلام؟ التمييز ضد المواطنين العرب ام تحقيق المساواة القومية؟ حرية التفكير ام الاكراه الديني؟
وللهستدروت كمنظمة عمالية كبيرة يجب ان تكون التزامات لقضية السلام وعليها ان تعكس وتجسد رغبة اعضائها اليهود والعرب فيها، وتطالب الحكومة بتعجيل مسيرة السلام. وعلى الهستدروت ان ترفع صوتها بقوة ضد التنكيل بالعمال الفلسطينيين وتجويعهم والذين في الظروف الراهنة، يستطيعون اعالة عائلاتهم فقط من خلال العمل في اسرائيل. وكحركة اجتماعية على الهستدروت ان تتدخل للدفاع عن حقوق الشبيبة في التعليم ولتعلم مهن ولمكافحة العنف ومن اجل حياة خالية من المخدرات والعنف والاحقاد. والهستدروت ملزمة بالدفاع عن المتقاعدين والنساء وعن كل الذين يتعرضون للتمييز في المجتمع.

* تقاليد النضاليجري منذ 90 عاما في اسرائيل الاحتفال باول ايار، ولا يوجد أي سبب لوقف ذلك الحدث العمالي الهام. وبالعكس فالمطلوب هو ان يقف العمال جنبا الى جنب وكتفا الى كتف دفاعا عن حقهم في العمل في اطار اتفاق قطري ولانتخاب لجان عمال ولشن النضالات واعلان الاضرابات.
لقد كان وسيظل الاول من ايار يوم النضال من اجل الحقوق التي لم تعط ابدا للعمال كمنة من الحكومات وارباب العمل، انما انتزعت بواسطة النضالات القوية من اجل العدالة الاجتماعية والمساواة والسلام.


كلام وعنوان سوا!!"نعيش في عهد "العالم التكنولوجي" الذي يواجهنا باسئلة جديدة، ولكن في أساسه وفي نهاية الامر هذا هو عالم المتسلطين في المصانع والشركات والبنوك وشركات التأمين وفي الصادرات والواردات وباختصار المتسلطون على وسائل الانتاج".








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. أنس الشايب يكشف عن أفضل صانع محتوى في الوطن العربي.. وهدية ب


.. أساتذة ينتظرون اعتقالهم.. الشرطة الأميركية تقتحم جامعة كاليف




.. سقوط 28 قتيلاً في قطاع غزة خلال 24 ساعة | #رادار


.. -لن أغير سياستي-.. بايدن يعلق على احتجاجات طلاب الجامعات | #




.. هل يمكن إبرام اتفاق أمني سعودي أميركي بعيدا عن مسار التطبيع