الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الحكومة المغربية المعارضة

حميد المصباحي

2013 / 6 / 23
مواضيع وابحاث سياسية


الحكومات في العالم تتشكل من قوى سياسية حزبية,هي عبارة عن تيارات سياسية و أحزاب نالت ثقة المصوتين,بما اقترحته من برامج,محكومة بطبيعة التحالف السياسي أو رؤية الحزب السياسية لكيفيات تدبير الشؤون العامة للمجتمع,
بحيث تكون وعود بمثابة تعاقد أخلاقي ملزم أمام الكتلة الناخبة,التي تعتبر تصويتها بمثابة اختيار لبرنامج يحقق مصالحها و يدافع عنها في معركة التنافس السياسي بين القوى الوطنية,مما يعني أن هناك ثوابت لا يمكن المس بها,فكيف هي مكونات الحكومة المغربية,و هل هناك ثوابت بين المتنافسين على حيازة سلطة التدبير السياسي و الإقتصادي للمجتمع المغربي؟؟
1صراع الخصومات
تدور المعركة بين الحكومة الحالية و المعارضة على مستويين,فالحزب الأغلبي,الذي هو حزب العدالة و التنمية الإسلامي,يصارع معارضة خارج الحكومة,و أخرى داخلها,و التي تجسدت عمليا من خلال حزب الإستقلال,و هذا يعني أن معارضة الحكومة من داخلها كانت على قدم و ساق منذ البداية,فكل حزب داخلها,خصوصا الأقوياء,يراهنون على عدم استفادة أي مكون من نكونات الحكومة انتخابيا أكثر من الآخر,و ربما لهذه الأسباب,كانت تظهر ميولات لممارسة المعارضة حتى من داخل الحكومة نفسها,بل إن الحزب الأغلبي الديني نفسه,طالما اختلطت عليه الأمور,فتحدث في مجالات التسيير العمومي لغة الحزب بدل التحالف الحكومي,و كل هذه الظواهر,أبعدت الصراعات السياسية عن غاياتها التنموية,و الفكرية التي تفكر في حلول للمعضلات بدل التراشقات السياسية التي تحركها النعرات المصلحية التي تغلب منطق الفوز الحزبي الإنتخابي على الرهانات الوطنية,فتعطل التفكير اقتصاديا فيما يمكن للمجتمع المغربي أن يعترض سبيل نموه و تقدمه و ازدهاره.
2صراع التوافقات
المنطق الذي تحكم في الخصومات هو نفسه المتحكم,حتى في التوافقات,فالقوى السياسية,معارضة و حاكمة لا تستحضر في تقارباتها إلا كيفيات ضمان استمرارية الحكومة أو التأثير على اختياراتها,لأجل الإنضمام لها,أو تكسير علاقاتها بناخبيها تمهيدا للإنتصارات الإنتخابية في الإستحقاقات القادمة,و لذلك تشتد الصراعات أحيانا بين المتوافقين أكثر من المتخاصمين,مما يجعل إمكانية فهم المشهد المغربي سياسيا تعترضها الكثير من الصعوبات,فكيف يمكن فهم قوة تنافسية المتوافقين مع بعضهم أكثر مما هي الحالة عليه في العلاقة مع الخصوم السياسيين,أو المختلف معهم إيديولوجيا.
3صراعات الثوابت
خلقت الدولة المغربية للاعبين السياسيين ثوابت سياسية,شبيهة بالخطوط الحمر,أوضحها القضية الوطنية,و عدم التلاعب بالإنتماءات العرقية أو الدينية في العمليات السياسية,أي الإنتخابات,التي لا ينبغي أن يجيش فيها المواطنون ضد بعضهم بناء على ما هو عرقي أو ثقافي لغوي أو عقدي,لأسباب أمنية,لكن ما هي الثوابت الأخرى التي تولدت في سياق التجربة السياسية التي عاشها المغرب,و ما مدى مساهمة القوى السياسية في صياغتها؟
فهل هناك اتفاقات حول الإختيارات الإقتصادية و الثقافية حافظة للتوازن بين القوى المتصارعة على سلطة الحكومة؟فكيف تعيش الحكومة الحالية أزمة اختيارات تعتبرها معاقة بقوى لا تصرح باسمها؟
ألا يسمح الدستور المغربي الجديد بالكشف عن القوى غير الدستورية التي تتحكم مثلا في الإقتصاد و تعيق نموه إن كانت موجودة حقا كما تلمح الحكومة و رئاستها.؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - المعارضة المغربية الحاكمة
عبد الله اغونان ( 2013 / 6 / 24 - 18:31 )
المعارضة للحكومة ليست فقط المعارضة الحزبية التي هي خارج الائتلاف الحكومي بل هي متعددة الرؤوس هي في داخل الحكومة في حزب الاستقلال الذي يعارض الحكومة ويهدد بالانسحاب منها لصراع داخل حزب الاستقلال من أجل المناصب
وهي أيضا معارضة حزبية لمن يرون أنهم لايتفقون على هوية وبرنامج الحكومة وهي أيضا معرضة حزبية لاتشارك في الانتخابات أصلا من أقصى اليسار الراديكالي الى جماعة العدل والاحسان وهي أيضا تتجلى في أصحاب المناصب العليا في الاقتصاد والاعلام
هناك معارض لكن ليست مهنية بل على طول الخط لأنها أصلا لاتؤمن بالديمقراطية وتداول السلطة
هذه المعارضة هي التي مازالت تحكم والغريب ان هذا ليس خاصا بالمغرب بل في تونس ومصر وغيرهما
عندما نتعلم ونقتنع بالديمقراطية يمكن أن نتكلم عن معارضة
انها مجرد لوبيات نفوذ

اخر الافلام

.. الاتحاد الأوروبي وحلف الناتو يقدمان التعازي -للشعب الإيراني-


.. كيف ستنعكسُ جهودُ الجنائية الدولية على الحرب في غزة؟ وما تأث




.. حماس: قرار مدعي -الجنائية- مساواة بين الضحية والجلاد


.. 50 يوما طوارئ تنتظر إيران.. هل تتأثر علاقات إيران الخارجية ب




.. مقتل طبيب أمريكي في معتقلات الأسد