الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الابتهاج بفوز عساف استفتاء ضد الانقسام د . محمد أيوب

محمد أيوب

2013 / 6 / 23
الادب والفن



حين يجد المظلوم والمقهور فرصة للابتسام فإنه يقتنصها، وحين يجد الحزين فرصة للفرح فإنها يحاول الارتواء منها، وقد التقط سكان غزة فرصة فوز عساف في برنامج محبوب العرب للتعبير عن مشاعرهم المكبوتة طوال مدة الانقسام، لم يبتهج سكان غزة بفوز محمد عساف لأنه ابن القسطينة المحتلة والتي يوجد فيها موقع عسكري إسرائيلي كبير، ولم يبتهجوا لأنه من سكان مخيم خان يونس الذين عانوا مرارة التشرد والإبعاد القسري عن الوطن وعن قريته التي ترعرع فيها آباؤه وأجداده، ولم يبتهجوا بموهبته التي لا يتجادل فيها اثنان، لقد احتفل سكان غزة والضفة بفوز محمد عساف، لأنه جعل من فلسطين نقطة استقطاب لمشاعر الأمة العربية من محيطها إلى خليجها حين غنى لفلسطين وللوطن العربي الكير، وحين غنى للوحدة ولم الشمل الذي يطمح إليهما جميع أبناء الأمة العربية عامة وأبناء فلسطين خاصة الذين يتطلعون إلى إنهاء الانقسام البغيض، فهل يفهم الساسة إن كان هناك ساسة يستحقون هذا اللقب، وهل يستطيعون اكتشاف نبض الشارع قبل أن يفقد ثقته بشكل مطلق بمن نصبوا أنفسهم أوصياء عليه دون جدارة منهم ودون قناعة من الشعب بأدائهم المتدني والذي يقدم المصالح الخاصة والفردية على المصلحة الحزبية، ويقدمون المصلحة الحزبية على مصلحة الشعب والوطن.
إن الاحتفاء بعساف هو استفتاء ضد التعصب والانغلاق الفكري، استفتاء ضد استخدام منبر رسول الله لاغتيال الأمل في قلوب الناس وقتل كل مبادرة جميلة ولو لم تتناقض مع الذوق العام، لقد تعرض عساف للهجوم من على المنابر وكأنه اقترف إثما حين شارك في برنامج محبوب العرب، وحين جعل اسم فلسطين على كل لسان في الوطن العربي الكبير وفي العالم، وحين غنى باللهجات العربية المؤتلفة والمتشابكة. لقد عرفت عساف طفلا وطالبا في مدرسة خان يونس الإعدادية حين كان ينشد في طابور الصباح لفلسطين، وقد شجعناه لأننا كنا نرى أن صوته يمكن أن يكون له شأن، غنى عساف للوطن ولجميع الفصائل دون تمييز، فقد كان يغني للوطن في كل فرصة تتاح له، وحين قدم أغان عاطفية، أقام البعض الدنبا ولم يقعدوها، وكأن التعبير عن المشاعر جريمة في نظرهم، إن العاطفة أمر حيوي لكل الكائنات الحية، فالنبات يميل إلى ضوء الشمس، والحيوان الصغير يحن إلى أمه، حتى الحجر كان يحن إلى الوطن كانت الأصابع الصغيرة تقذفه على جنود الاحتلال، فهل أخطأ عساف حين عبر عن مشاعرنا جميعا، حين غنى لفلسطين وللعروبة، حين غنى لليمن وليبيا والجزائر ولجبل لبنان وللخليج، ترى أما آن الأوان لأن نبذر بذور الوحدة والمحبة بدلا من بذور الشقاق، لماذا لا نتركه يعبر عن مواهبه وأن نوجهه إن أخطأ، مع أن الخطأ لن يكون خطأه بقدر ما هو خطأ صاحب الكلمات وملحنها.
لقد كتبت لمحمد عساف على الفيس بعد أول انتقاد له على المنابر، قلت: لا تقلق يا بني ، ستفوز رغم أنوف الحاقدين، وها قد فاز محمد عساف، وابتلع الذين كانوا يتمنون خسارته، ابتلعوا غصة فوزه على كره منهم، إنها إرادة الشعب الفلسطيني الذي يطمح إلى السلام العادل الذي يحفظ حقوقه في فلسطين، إرادة الشعب منحت عساف القوة والصلابة والثقة بالنفس.
لنشجع كل المواهب التي تصدح من أجل فلسطين الوطن والشعب، وليس كفرا أن نغني للكوفية رمز ثوار ثورة 1936، وليس رمزا لشخص أو فرد، إنها عنوان الوطن، فقد استجاب الشعب الفلسطيني في كل مدن فلسطبن وقراها إلى نداء الثوار حين طالبوا أفراد الشعب بأن يعتمروا بالكوفية حتى لا يستطيع جنود الاحتلال البريطاني تشخيص الثوار، هذه هي الكوفية التي يريد البعض طمس معالمها، إنها رمز للثورة والثوار، وستظل راسخة في عقول الفلسطينيين وقلوبهم.
لقد رقص قلبي فرحا وأنا أرى فرحة حفيدي الذي بدأ عامه الثالث يوم 17/6/2013م وهو يرقص بابتهاج شديد ويصفق بحماس أثاء غناء عساف للكوفية الفلسطينية في آخر حلقة لبنامج محبوب العرب، وقد سعدت أكثر حين ناداني لأراه وهو يرقص طربا على شاشة الحاسوب، فقد صورته أمه دن أن يشعر حتى لا تفسد بهجته، فهل يحق لي أو لأحد أن يقمع البهجة في نفس طفل صغير أو نفوس أطفال فلسطين وشباب فلسطين الذين ضاعفوا التصويت من أجل أن يعلو اسم فلسطين على لسان محمد عساف ومن حنجرته. تحياتي لمحمد عساف ابن الوطن كل الوطن بمدنه وقراه وربوعه.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. المايك باظ من قوة صوت أم كلثوم !


.. ليه أم كلثوم كانت بتلبس نضارة سوداء دايمًا؟.. معلومات هتبهرك




.. سر مناديل أم كلثوم .. وحكاية دستة المناديل


.. عمرو دياب يحتل التريند بعد طرح ألبومه الجديد -ابتدينا-




.. الفنانة زينة تطلب 100 ألف جنيه تعويضا بعد هجوم كلب شرس على أ