الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


التغيير ومستحيلاته

وسام صابر

2013 / 6 / 24
الثورات والانتفاضات الجماهيرية


وسام صابر
لم أفهم أو أعي المدى الذي وصلت اليه عقولنا من السذاجة واللا وعي عندما تصورنا أن المعتقلين في نظام صدام والذي بدأ بزجهم في السجون حال وصوله الى كرسي الحكم فكل من عارض وقال رأياً أو فكرة أو تصريحاً لا يناسب المرحلة التي كنا نمر بها في ذلك الوقت كان نصيبه الأعتقال أوالاعدام ..بالرغم من أن هؤلاء المعتقلين لم يكونوا قتلة ولا لصوص أو قطاعين طرق بل كانوا ولسوء حظهم أصحاب فكر أو رأي فقط لا غير .
وعندما أعلن القائد الملهم قراره بأخلاء السجون وإطلاق سراح كل السجناء تصورنا أن أهلنا وأصدقاءنا الذين طالما أنتظرناهم وحلمنا بلقاءهم سيكونون من ضمن هؤلاء ولكن خاب املنا !!! ومع كل ما نحمله من معلومات عن ظلم صدام وجلاوزته ومدى أجرامه وأستخفافه بأرواح شعبه والشعوب المجاورة لكننا لم نيأس وأوهمنا انفسنا أو توهمنا أن يكون المعتقلين السياسيين لا زالوا في المعتقلات ولن نراهم الا بأزاحة صدام وعصابة البعث من الحكم.
وتحقق ذلك الحلم بعد طول أنتظار وتمت أزاحته مع رجاله من الحكم وكأنه لم يكن كل ذلك الجبروت التسلط والاجرام!!!!! كل تلك العنجهية ويقف امام الجندي الامريكي فاغراً فاهه ليفحصه كأي طفل مطيييييييييع ...ويالخيبة الامل والغباء فأهلنا وأصدقاءنا وأبناؤنا لم يكونوا الا جثثاً مقتولة دفنت وعلى قبورهم شواهد تحمل أرقاماً لا أسماء أمعاناً بالاهانة والاذى ...بل أن بعض شهدائنا لم نجد لهم أثر لا في قائمة ولا في قبر ولا في سجل وكأنهم تلاشوا وكان ذلك مثل ما فهمنا فيما بعد بسبب الأسلحة التي جُربت على أجسامهم ...فقد حرص قائدنا البطل على التسلح بكل أنواع الأسلحة حتى وصل به الأمر أن طور بعض هذه الأسلحة التي أستوردها من الغرب وكان لابد له من حقول تجارب لأسلحته وما كانت حقول التجارب هذه الا المعتقلين والمعارضين لحكمه .... وبعد ان أكُتشفت المقابر الجماعية والتي ضمت كل من كان أهله يبحثون عنه حتى الذي خانه الحظ بمروره من أمامهم في تلك الساعة المشئومة، حتى الأسرى اللذين أقتادهم جلاوزة النظام معه من الكويت اللذين قاوموا أحتلاله لبلدهم كل هؤلاء دفنوا بطريقة نفذها بشر لا يمتلكون ذرة من الرحمة ولا الأنسانية .....
وبالطبع هذه السذاجة التي نتمتع بها ليست حكراً على العراقيين فقط بل نشترك مع أخوتنا العرب فيها فهم بنفس السذاجة عندما تصوروا أنهم عندما يطالبوا رئيسهم بالتنحي والرحيل فستنتهي كل معاناتهم ومشاكلهم بمجرد رحيله أو أزاحته!!! هذا الملهم الضرورة الذي كان رابضاً على صدورهم طوال عقود من الزمن حتى أصبح كل موظف وكل عامل وكل معلم ومدرس تابعاً له مؤتمراً بأوامره خاضعاً لجبروته ...هؤلاء جميعاً أخلصوا له وباتوا يظنون انه ليس حاكمهم فقط بل هو من صنعهم وأن أرواحهم معلقة بقرار منه وهو الذي سيقول للشيء كن فيكون ...لهذا بات التغيير صعباً بل هو مستحيلاً في ظل ظروفنا وفي ظل التخلف والجهل الذي حرصت حكومتنا على زرعه لكي يبقى شعبها راضخاً محني الرأس لا يفكر الا برغيف العيش وكيفية تدبره لأبناءه .. وتلك هي المشكلة التي نعاني ويعاني منها كل العرب الذين تمنوا التغيير ووجدوه كابوساً بعد أن كان حلماً وردياً ننام ونصحا عليه ..
هل بمقدورنا أن ننتظر أن يعي شعبنا الذي عاش حياته بفقر وعوز وجهل ومرض ليتعلم كيف يتعامل بالحرية والديمقراطية التي جاءت اليه من حيث لا يدري ولا يعلم ؟؟. ألايفترض بنا أحتوائه والصبر عليه ؟؟ فكل الأذى الذي عاشه ليس سهلاً عليه نسيانه وعدم تذكره .. فكيف بنا مطالبة هذا الانسان أن يصبح بين عشية وضحاها حراً وواعياً وديمقراطياً دون المرور بمطبات وأنتكاسات ليتمكن من أستيعاب ما هو فيه من تغيير...








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اشتباكات بين الشرطة ومتظاهرين مؤيدين لفلسطين في أورلاندو


.. فيديو: ابنة كاسترو ترتدي الكوفية الفلسطينية وتتقدم مسيرة لمج




.. Vietnamese Liberation - To Your Left: Palestine | تحرر الفيت


.. آلاف المحتجين يخرجون في مدينة مالمو السويدية ضد مشاركة إسرائ




.. اشتباكات بين الشرطة الإسرائيلية والمتظاهرين المطالبين بإسقاط