الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


هل يعقل...!؟

جهاد نصره

2013 / 6 / 24
مواضيع وابحاث سياسية


مقتطفات من كتاب: ( مجرَّد تساؤلات )


تتغذى عقول الناس في بلداننا على قراءة الإجابات الجاهزة حول كل شئون الحياة.. إجابات غزيرة وفيرة ترافق الإنسان بدءا من البيت والمدرسة والمسجد والبيئة والحزب وصولاً إلى بيت السلطة..! وغالباً لا يبقى في مدارس الطاعة هذه أي وقت لترف الأسئلة وعلى هذا النحو الدائم تخرَّجت وتأسست كل النخب العربية فاستمرت بلداننا تتقدم نحو الخلف ثورةً بعد ثورة.. وانقلاباً بعد انقلاب.. وربيعا بعدً ربيع..!
في سورية مثلاً يندر أن وجد حزب أو تيار أو تحالف أو تجمع لم يدع صوابية وفرادة برنامجه السياسي والاقتصادي وعلى هذا فإنه يوجد في كافة برامج الأحزاب والتنظيمات والتيارات على اختلافها وتناقضاتها ترياق شافٍ .. وبلسم وافٍ..! بين أسطر كل برنامج تكمن حلول سحرية لكل ما يعتري البلد والمجتمع من معضلات فكيف يعقل إذن أن يخرج في أيام النكبة السورية الراهنة من يقول: كنا على خطأ يا شبابنا..!؟
- هل يعقل مثلاً بعد المشهد الدموي الإسلامي الراهن أن لا يسأل أحدٌ من النخب إياها عن حقيقة إله المسلمين وحكاية مبعوثه الأخير ليستوي بعدها فوق عرشه يقتل وقته بالفرجة على ارتكابات عبيده المفترضين بلا كلل.. ولا ملل.. ولا بلل..! هل يعقل أنه بعد أ ن شاهد ما شاهد لم يكفر بهم..!؟ ربما فعلها ولأن ـ محمد ـ كان آخر المبعوثين فقد انقطعت الأخبار وجفَّت الأحبار..!
- هل يعقل أن يكون هناك إله على هذا النحو المحمدي والإملاء الخرافي..؟ إله بلا عمل سوى الفرجة على ارتكابات عبيده الحمقى في كل زمان ومكان..إله بلا صلاحيات ما نفعه...؟
- بعيداً عن حكاية المعارضة والموالاة .. بعيداً عن حكاية السلطة الغاشمة وسفالاتها.. بعيداً عن المعارضات السورية التي لم يعرف تاريخ الأمم مثيلاً لها.. بعيداً عن مقولات التتار البعثي وموالاته والشحار المعارض وحثالاته.. وبعيداً عن خزائن ملوك النفط، وأمراء الغاز، ومشايخ صحراء الحرية وحقوق الإنسان.. بعيداً عن كل هذا هل يعقل أن أحداً لم يسأل: كيف أرسى هذا الإله بفم ـ محمد ـ كل هذا الكم من الدونية والانحطاط والوحشية التي فاقت ما عرفته غابات الوحوش الضارية قبل صيرورتها البشرية..!؟
- هل يعقل أن يتكَّشف مشهد النخب السورية المعارضة على هذا النحو غير المسبوق من الانحلال والتحلل والهمجية..!؟ وهل يعقل أن غالبية هذه النخب لا تزال تعتقد أن سيناريو الإسلام الذي سطَّره ـ محمد ـ ومعلميه هو غير ما تشهده سورية وغيرها على أيدي الإسلاميين..!؟ هل يعقل أن لا يكترث المعارض المثقف النخبوي بهوية الخندق الذي يقف فيه فلا يعنيه إن صار خندقاً للمنحطين والسفلة والمارقين وأجهزة المخابرات العابرة للحدود إذن هل يشي تخندقه هذا بثقافة وموقف سياسيان أم أن المسألة غير ذلك...؟
- هل يعقل أن النخب السياسية الوطنية المنظَّمة وخصوصاً تلك التي هرولت وانبطحت عند أقدام الحزب القائد طمعاً بما يتيسر من فتاة الكعكة السلطوية التشاركية بذريعة الحفاظ على سورية لا تقف لتسأل علناً كيف ولماذا قدم هذا الحزب الذي يدعي العلمانية ذات يوم الشيخ القرضاوي للسوريين..؟ هل القرضاوي الذي استقبلته السلطة السورية حينذاك وقبَّلت يده هو غير قرضاوي هذه الأيام...؟
- هل يعقل أن أحداً من هذه النخبة السياسية الوطنية لم يسأل علناً عن - عزمي بشارة – وكيف جهدت السلطة وحزبها القائد لتسويقه بصفته مفكراً عربياً ومناضلاً قومياً وهو القادم للتو من الكنيست الصهيوني بعد أن أقسم يمين الولاء للدولة الصهيونية..؟
- هل يعقل أن يظهر البعض من النخبة السياسية ضموراً مريعاً في النضج السياسي بالرغم من التجارب المريرة والسجون والمعتقلات فلا تعنيهم حقيقة أن سلطة تضلل شعبها على هذا النحو فتقدم له القرضاوي فقيهاً عالماً جليلاً ذات يوم وسافلاً إرهابياً فتاناً في يوم آخر..! وتقدم له - عزمي بشارة - مناضلاً قومياً ذات يوم ومبعوثاً للموساد في يوم آخرلا تؤتمن على سورية المستقبل إن بقيت هي وحزبها على هذا النحو.. هل يعقل أن هذا البعض لا يرى أنهما سيبقيان كذلك في ظل غياب كل المؤشرات التي تدلل على العكس من ذلك...!؟
- هل يعقل أن يتناسى هؤلاء الفالحين أن هذه السلطة التي أنتجت ورعت ثقافة الفساد وادعت أنها علمانية هي ذاتها التي لاحقت واعتقلت العلمانيين على قلتهم فيما تركت الأبواب مشرَّعةً أمام آلاف المشايخ والدعاة واليوم يتكلم بواقوها ومنظروها عن البيئة الحاضنة للإرهاب...!
- هل يعقل أن ينتشي هؤلاء السياسيين المخضرمين بمسألة إلغاء المادة الثامنة في الوقت الذي يتراقص إخطبوطها من حولهم على كل صعيد...؟
- بلى يعقل أنه قد يكون هناك إله غريب الأطوار يحلق في سماء سورية.. إله يشبه الإله الذي اتهمته – عائشة - حين قالت لبعلها– محمد – ( ما أرى ربك إلا يسارع لك في هواك ) وإذا لم يكن الأمر كذلك فكيف حدث أن حظيت سلطة فاسدة سيئة بمثل هذه المعارضات الوضيعة الأكثر فساداً وسوءاً بأضعاف مضاعفة ..! معارضات تجاوزت تخوم السوء بسرعة البرق واستنقعت في وحول السفالة حتى بدا قبحها المتهتك اللامحدود للملأ شرقا وغرباً..! معارضات يلوط بها جميع أشرار العالم فكيف يا عائشة لا تتخلى الأغلبية الصامتة عن صمتها وتلتف حول سلطة لم تعشقها يوماً بل عشقت دوماً صناديد الجيش العربي السوري...!؟
- نعم صار يعقل أن يتستر السوريون على روعهم وهم يسمعون حديث السلطة بذات نفسها وذوات حلفائها ( القدماء.. والجدد ) وهم يتحدثون عن سورية المستقبل حتى أصابهم الطرش..! كيف لا يصيبهم الطرش يا عائشة وقد وظَّفت القيادة القطرية المزمنة بذات نفسها حليفاً جديداً منشقاً عن حزبه الحليف الأقدم المتربع في الجبهة التقدمية وكلفته بالعمل على مصالحة السوريين وهو الذي لم يعرف كيف يتصالح مع رفاقه في حزبه الأم..! إي نعم يا عائشة في سورية إله مارق غريب الأطوار يشبه كثيراً إله بعلك – محمد – ويشبه أكثر آلهة ملوك النفط وأمراء الغاز وقد سبق لأم علي أن قالت: يُخلق من الشبه أربعين..!؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وزارة الدفاع الروسية تعلن إحباط هجوم جوي أوكراني كان يستهدف


.. قنابل دخان واشتباكات.. الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا لفض اعت




.. مراسل الجزيرة: الشرطة تقتحم جامعة كاليفورنيا وتعتقل عددا من


.. شاحنات المساعدات تدخل غزة عبر معبر إيرز للمرة الأولى منذ الـ




.. مراسل الجزيرة: اشتباكات بين الشرطة وطلاب معتصمين في جامعة كا