الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عسل دافىء يناوىء النائم في إفساده لجمال موته

نصيف الناصري

2013 / 6 / 24
الادب والفن



تمايلوا في النسيم وحدهم وهشَّموا زمالتنا لهم ...






أزمنة شاحبة تعاقب فيها على إذلالنا الأدلاء في عبوديتنا لهم .
التعرَّف الى إشارة المعجزة في الطرق المتضوّعة بسموم
الشمس ، تسمح للغرباء بسلبنا الاعتمادات التي ندخرها في
الشجرة المصفرَّة لرحلاتنا صوب أسرارنا المصفدّة . جوهر
كثير ثبَّتناه بأرضهم ورغبنا أن نشاركهم خلاصنا من السجن ،
لكنَّهم تمايلوا في النسيم وحدهم وهشَّموا زمالتنا لهم . حَفْرنا
للآبار في الصيف ، وحرثنا الأرض المحتشمة بأظفارنا ، أمران
لا يلقيان أيّ تجاوب من المسعفين الذين يريدون العودة الى
ديارهم ، وكلّ تطوّع في الاغتسال والتسليم بمشيئة المرض
الملسوعة بالعفونة ، يلوِّث حياتنا بمُناخ رثائي طويل ، ولا
تنجدنا الأعطية المغبرَّة . أصداء مفترسة نسمعها من الخائرين
وهم يقْصون شهامتهم في بحثهم عن مركب للإبحار الى
أعماقهم ، نشاطرهم الشكوى من ألم المفاصل الذي يمزّق تبجَّهم
ونذكّرهم بمواثيقهم معنا ، لكنَّهم يقلبون مجاذيفهم وينصاعون
لحمقهم . يجوّفون أسلحتهم ويواظبون على الاتصال بالجواسيس .







الرغائب التي يأمل الانسان العيش فيها ...





شعوب عدوانية تعيش بين جراثيم من جنسها ، نتنحَّى عنها في طريقنا
الى الآبار ونتغاضى عن توفيرها لنفسها مثابات تدفن فيها الغرقى .
فقدان عظيم للقدرة على اصلاح الفظاظة العتيقة للطبيعة والتاريخ ،
ونحنُ ننضوي مع الذين ينضَّدون ريش موتهم ونشاركهم الإصغاء عبر
الفتْحات المتقلّبة في السقم . يلجأنا الزمن في غطسنا بالإثم الى معازل
نجدَّف فيها ضد إلهنا الأبكم ، ونحتفظ للميت بما أضاعه في تسرّبه
منّا . سبل كثيرة للتخلصّ من الضرر ، نلحظها بإطراء العائدين من
حقولهم الى الأكواخ . نومىء اليهم في تلوثهم بإثمهم لكنّهم يتباطؤون ،
والجاذبية فن المحبّين في الوصول الى درب التبَّانة . حرارة مطبوعة
في اللحظات التي يفجَّرها البركان المتذمَّر للصيف . نُنقّب فيها بهمَّة
عن النعمة ونترصَّد النجوم التي تخْلي منازلها للذين يوارون أنفسهم عن
حتفهم . لما يتأثر في فقدانه للأشياء النفيسة ، ولما يعوقه الزمن عن
اللحاق بنفسه ، قواعد نتحوَّط عليها ونسهر بين الحجارة التي نغدقها
فوقها ، وكلّ الرغائب التي يأمل الانسان العيش فيها ، نهزّ لها نسيم
المادَّة ونطويها في عودته لفطرته .






تخضيبنا لقباب الآبار ...





الرضا والطمأنينة والتصديق بكلام المرء في الثوباء بموته ، أشياء متجذَّرة
في عقول العامة ، ونحنُ يلزمنا أخذ الحيطة والحذر في دحضنا لوجود إله
يحشو نفسه بإيماننا به . اقرارنا بفضيلة الشقاء في العالم ، تتمثَّلُ بإفراطنا
في طلب العون من الشرذمة التي تتفادى جرأتنا في موتنا غرقى اليأس
الذي يتضافر ضدَّنا . الرهان على المجد في نهاية عمل الانسان ، أحجية
جهنمية تليق بالعجائز وهم ينسلّون خفية الى الهوّة التي تجتذبهم بسأم عظيم .
يخلق المُتلفَّت في حلمه ما يروّعه ، ولا يكترث بالزمرد المصفوف على
الطريق . نصيب فقير يلفحنا بخسارة نضرب فيها اعتقادنا بأفضلية الآباء
على الحجارة العظيمة في الزمن . تخضيبنا لقباب الآبار في سنوات الجفاف ،
حيلة ننفصل فيها عن عطشنا الى الرغبة ، وكلّ ما نخلطه في جروحنا ، رماد
قليل ينبعث من الروث الذي ركضنا خلف سرابه في برَّية حياتنا .







عسل دافىء يناوىء النائم في إفساده لجمال موته ...





أبنية حيوية مضادة يشيِّدها البشر في افراطهم بهوسهم في الخلود ، ويأملون البعث
بعد تهافتهم على كربهم واضمحلالهم في الهاوية ، والخلود يتعارض مع كلّ
شيء في وهم النشور . مسوّغ فظيع يدفعهم الى النوم في بركان عجزهم عن
اللحاق بالفناء . أضحية عظيمة قُدمت على مدى العصور الى نفاية الأبدية ،
والى غبار العناصر التي تتحلَّل في الطبيعة ، والاستعانة بصلاتنا الى بيت
العنكبوت ، ترضية لفزعنا من الأشياء التي ليس بإمكاننا مقارعتها . شغل
كثير نهمله في الرحلة المرهقة الى أرض العظام ، ونتكىء على ميولنا في
مجانبتنا للصواب . ما يلقي به الفاني في نهاية عمله ، لا يعظنا ولا يشعرنا
بالخطر . ننسى اللحظة العابرة في ثقبها لنفسها ، ونُعلَّي شأن من يحيا أيّامه
في عطله عن الوعي . عسل دافىء يناوىء النائم في إفساده لجمال موته ، يهزّ
الريح في البراري ويقيِّض للمتحفَّزين الوثوب الى العلو . ميتة حصرية تضربنا
بفحش ، والموت والميلاد ثمرة قذرة تغالي في تجنّبها لشمس الوجود الخالدة .





تثبيتنا لرماح من احترقوا في نوافذ الأشجار ...





جوع وفزع عظيم نتلقَّاه من المتوحشين . ضروعنا المُغذَّية أبيدت
في السباخ التي استولوا عليها ، وحجر الصوّان الذي نركمه الى
جانب من تتلَّمذنا عليهم في طفولتنا ، تذرق فوقه الطيور وتهرف
بإبادتنا ان لم نمتثل للطاعة . يلزمنا الآن حفظنا لنوعنا ونحن
نتريّض في إخفاء الإبر التي نأسرها بقيعان النجوم . ريش
مفتول ننذره الى القتلى في المسالك المتثائبة والمهجورة ،
ونؤجّج الشُعل في الصوامع المقضومة للسنة . تثبيتنا لرماح من
احترقوا في نوافذ الأشجار ، تعزية مكتظَّة بأخوّة تبرق في كلّ
فجر ، وللعاشق الوسنان الذي يموت وهو يحتضن اللفافة البيضاء
لميثاقه مع محبوبته ، نحرّك صنوج متزاحمة فوق قبره الذي تسيل
على وروده ساعات الربيع .






إعانتنا للنجوم في إزاحتها اللثام عن سفكهم للدماء ...





المتزمَّتون والذين يتعيِّن علينا إخصاؤهم لتبريرهم الدائم لإثمهم ، وكراهيتهم
للبشرية ، والذين تسلَّطوا وهيْمنوا على الأشرعة الزرق لإيماننا . يتحالفون
مع القوى الجهنمية ويهجمون علينا بأقنعتهم الدينية التي تحطَّم كلّ نسيم في
شرائعنا . نهاية السياسي ، بضاعة مهرّبة يتاجر فيها شيخ المسجد الإمعة
ويساوم طويلاً في بيعه لربّه في السوق . عصبة تفني عصبة ، ورهط
يتقدَّم إثر رهط ، والارهاب نفاية شاملة تتضوَّع فيها الشمس المريضة
للوجود . إنقاذاً للألوهية ولكلّ ما حقَّقه الانسان في التاريخ ، يتوجَّب
علينا الاقتران بقانون الجاذبية ، وتوجيه السفلِة الأوباش صوب الهاوية .
نفايات فظيعة تجب تنحيتها من السماحة الدائمة لصباحنا والمساء . إعانتنا
للنجوم في إزاحتها اللثام عن سفكهم للدماء ، وتحليلهم قتل الانسان وسلبهم
الكلمة – الزمردة . تحرّضنا الآن على اللائتلاف مع الأٌقليات التي تشاركنا
العيش في أرض الله .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بل: برامج تعليم اللغة الإنكليزية موجودة بدول شمال أفريقيا


.. أغنية خاصة من ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محمد علي وبناتها لـ




.. اللعبة قلبت بسلطنة بين الأم وبناتها.. شوية طَرَب???? مع ثلاث


.. لعبة مليانة ضحك وبهجة وغنا مع ثلاثي البهجة الفنانة فاطمة محم




.. الفنانة فاطمة محمد علي ممثلة موهوبة بدرجة امتياز.. تعالوا نع