الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


أيها المثقفون دعونا نسلك درب جديد

المرصد العربي للتطرف والإرهاب

2013 / 6 / 24
العمل المشترك بين القوى اليسارية والعلمانية والديمقرطية


مع احترامنا لأخواتنا وإخوتنا العرب قراء (الحوار المتمدن) و (المرصد العربي للتطرف والإرهاب)، ومع شكرنا العميق للملاحظات التي تردنا (والتي نعمل على التفاعل معها بأسرع وقت ممكن) فإن كل مانخشاه أن يكون بعض قرائنا الذين يعترضون علينا قد أصيبوا بعدوى من أولئك الذين صدّعوا آذاننا لعقود وهم "يصيحون عالقدس رايحين شهداء بالملايين" وعندما وصلوا إلى الحكم وأصبحت مفاتيح الحدود بحوزتهم، ليس فقط نسوا ما كانوا يصيحون به، بل واختفت كلمة القدس من قواميسهم.

مانريد قوله هو أن (المرصد العربي للتطرف والإرهاب) أثى ثمرة عمل طوعي لثلاثة شبان عرب وهو يتيح لجميع القراء المشاركة في جميع الأقسام، من يريد أن ينشر أي موضوع عن أمريكا أو إسرائيل أو القضية الفلسطينية فلينشر، والمرصد يحتوي مئات المقالات التي تناقش الدور الأمريكي - الصهيوني الكارثي في بلادنا .. لكن من باب إبداء الرأي نود طرح الآتي:

ليس من المجدي أن تتحول وسائلنا الإعلامية الهادفة (على ندرتها) إلى منابر لشتم أمريكا وإسرائيل أو أي دولة في العالم، لأن هذا هو مايريده رعاة الإرهاب العرب، هم يريدوننا أن نبقى شعوباً غوغاء جهلة لا نجيد إلّا الشتم. وأيضاً لايجدي أن نعلق جميع كوارثنا على شماعات الخارج رغم مالهذه الفكرة من وجاهة، بل الصحيح هو أن نبدأ من الداخل.

الصحيح هو أن تتعرّف الشعوب العربية على عملاء وأدوات الخارج الذين يطعنون ثلاثمائة مليون عربي بظهورهم ألف طعنة يومياً (وهؤلاء عرب وعلى رأسهم حكام السعودية وقطر والإخوان المسلمين أينما كانوا). ومن ثم توجيه جهود هذه الشعوب لتقوم بعزلهم ومصاردة ترليونات الدولارات التي سرقوها من ثروات العرب (إذا رضيت بنوك الغرب إعادتها طبعاً) على أن يتم توجيه هذا المال وما يأتي من عائدات النفط نحو العلم والعمل والإنتاج واستصلاح الأراضي الزراعية، لأن العلم هو سبيل بناء أوطان متقدمة ومنيعة، وبالعلم والعمل فقط ستكون شعوبنا قادرة على لجم أي طامع بأرضها وثرواتها. وليسأل كل منا نفسه، ماذا استفاد العرب من تريليونات الدولارات الخليجية الموجودة في بنوك الغرب؟ ماذا جنينا من إنفاق مال النفط السعودي والغاز القطري على الإرهاب والإرهابيين؟ ماذا نستفيد عندما يشتري حاكم قطر جزر في اليونان؟ أو تشتري زوجته لوحات فنية بمئات الملايين من الدولارت؟ وهل هذا المال هو مالهم أم أنه مال العرب يسرقوه في وضح النهار؟

طبعاً هذا الطرح يبدوا نظرياً جداً. لأنه أولاً طرح جديد (أو يكاد)، وثانياً لأفتقاره لآلية الإنتشار والتحول إلى آيديولوجية شعبية في ظل تسيّد الجهل والفوضى والتطرف للوضع العام وتحكم رعاة الإرهاب بوسائل الإعلام، وثالثاً لافتقاره للتبني من قبل المثقفين العرب وانتشار التطرف أو النفاق في صفوف أغلبهم، وبعضهم لاندري مانقول فيهم .. محمد حسنين هيكل التقى مرسي!! لماذا ترضى أن تلقاه يا أيها المثقف وأنت تعلم أنه إرهابي وعميل مأجور لايملك قرار نفسه؟!! حقاً لاندري كيف يقوم مثقفين كـ طوني خليفة وأمثاله باستضافة إرهابيين يفتكون ببلاد العرب من أمثال العريفي والقرضاوي ويخاطبوهم بـ (فضيلة الشيوخ والعلماء والدكاترة) !!! ما هذا العهر الإعلامي؟؟ لاندري !!

لكن مايدفع هذا الطرح إلى الأمام ويجعلنا نعتقد بوجاهته هو نفسه الذي يدفع العاقلين للأخذ بمنطق الأمور .. ذلك أن وجود نبتة خبيثة في حديقة، كفيل بإفساد باقي النباتات حتى لو ضربنا على الحديقة سبعين طوقاً من الأسوار. أما لو استأصلنا النبتة الخبيثة فإننا نصبح آمنين على الحديقة من الداخل ولايبقى أمامنا سوى تأمين حدودها. وقد ثبت على مر التاريخ أنه لم ينجح مستعمر باحتلال شعب، أو سرقة خيراته من وراء الحدود، إلا بفضل الخونة من أبناء الشعب نفسه.

طبعاً الخونة موجودون في كل مكان على سطح الأرض، لكن الشعوب الحرة والواعية تحاصرهم على الدوام وتدوس على رقابهم فور انطلاق نشاطهم التآمري. كلنا نعلم كيف هب الشعب الفنزويلي ضد الخونة الذين نفذوا انقلاباً عسكرياً بأمر أمريكا على تشافيز ووضعوه بالسجن، وكان للشعب ما أراد، إذ أخرج زعيمه من السجن وأودع الخونة فيه.

لكن المشكلة مع خونة العرب أنهم يُلبسون خيانتهم لباس الدين ويحيطون أنفسهم بشيوخ لاذمة لهم ولا ضمير، وبوسائل إعلام وإعلاميين مخلوعين من شرف المهنة، فتلتبس الأمور على البسطاء ولايعودوا يفرقون بين الحق والباطل، أو بين الرشد والغي. ولما كان البسطاء يمثلون غالبية الشعب العربي فهذا يعني أننا أمام مشكلة عظيمة. وهنا يفيدنا أن نتسائل .. كيف يمكن أن تنساق عقول العامة وراء فتاوى شيوخ لصوص يحتمون بحكام لصوص، ويُشرّعون بدورهم لصوصية الحكام اللصوص، لولا أن تكون عقول العامة مصابة بأعتى آفات الجهل والتخلف؟ وهنا نشير إلى أن انتشار العلم والمعرفة هو السبيل الأوحد لإحياء القيمة الروحية للأديان وإعادتها إلى مكانها الطبيعي في المساجد والكنائس.

إن مايجعلنا نعتقد بوجوب تبني هذا الطرح من قبل المثقفين العرب هو الدور الأخلاقي للمثقف في تنوير الشعوب. ماذا يستفيد الشباب العربي من قراءة تحليل لعمل إرهابي يُغفل فيه الكاتب أسم الحاكم العربي الممول له، ماذا يستفيد من قراءة تحليل لخطاب حاكم عربي هو بالنهاية موظف عند الأمريكي أو الإسرائيلي؟ بل ماذا استفاد العرب من مليارات المقالات التي كتبها المثقفون على مر العقود الأخيرة؟ الحقيقة لاشيئ!! .. للأسف غالبية هذه المقالات كانت عبارة عن بزنس، إذا لم ندرجها في خانة التضليل !!

إذا دعونا نتفق أن تسمية الأشياء بمسمياتها الحقيقية وتوجيه البوصلة إلى رموز العمالة والخيانة المتاجرون بالشعوب، واقتلاعهم، هو الطريق الأمثل للتعافي، وبلا تعافي لن يكون هناك أي نهوض.

الطريق وعرة نعم .. لكن من يدري .. دعونا نسترشد بمنطق الأمور ونسلك هذا الدرب الجديد، خاصة وأن الدروب التي سلكها المثقفون من أجدادنا وآبائنا لم تورثنا سوى التخلف والفقر والذل والعبودية وليس من الحكمة السير فيها.

بلا شك .. طالما بقي المثقفون على هذه الحال، وطالما بقي الإعلام الخليجي يسرح ويمرح ويقتحم جميع البيوت ليبث سمومه فيها، فلا يوجد أي أمل لا للعلمانية ولا للديمقراطية ولا يمكن لأي نظام حكم أن يزيح التراب عن القبر الذي تعيش فيه أمتنا .. ومن لايرى من الغربال فهو أعمى .. عافاكم الله ورعاكم.

المرصد العربي للتطرف والإرهاب








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. كلمة عضو المكتب السياسي للحركة مشعان البراق في الحلقة النقاش


.. كلمة نائب رئيس جمعية المحامين عدنان أبل في الحلقة النقاشية -




.. كلمة عضو مشروع الشباب الإصلاحي فيصل البريدي في الحلقة النقاش


.. كلمة عضو مجلس الأمة سعود العصفور في الحلقة النقاشية -إلغاء ا




.. كلمة عضو مجلس الأمة أسامة الزيد في الحلقة النقاشية -إلغاء ال