الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الاسرائيليين و هوس الكلام

أشواق عباس

2005 / 5 / 2
مواضيع وابحاث سياسية


ها قد بدأ الإسرائيليون قادرون على التكلم أكثر من أي وقت سبق ، لقد بدأ شعور التميز بصفتهم شعب الله المختار يعود إلى عقولهم فيلعب بها ، لتٌخرج عقولهم أفكار تستطيع أن تضحك حتى مجانيين القوم الذين لا يعقلون .
إن من يسمع ما يصرح به هؤلاء لا يمتلك إلا الاقتناع المطلق بان شعب الله المختار هذا قد تحول إلى دولة عربية و بامتياز ، بل انه يضاهي في عروبته اقحاح العرب ، بل إنهم ربما يعودون بتاريخ عروبتهم إلا ما قبل سادة قريش ، أو حتى إلى ما قبل ذلك بكثير .
و من يدري ربما تحولت رسالتهم الآن إلى تطهير الأراضي العربية من كل العرب و الأنظمة العربية التي يبدو أنها هي من تمارس الاحتلال ، و ليس هم .
و لن استعرض هنا للتدليل على ذلك إلا ما قاله شيمون بيريز صاحب مذبحة (قانا) والمؤسس للأسلحة النووية الصهيونية ، حيث قال (بعد أن ينتهي الانسحاب السوري من لبنان، نأمل في أن نرى أيضا انتهاء احتلال حزب الله، وسنرى لبنان حراً وديمقراطيا يحيا في سلام ورفاهية في جوارنا.) .
فها هو احد قيادي إسرائيل يتمنى أن ينتهي ما اسماه بالاحتلال الذي يقوم به حزب الله لجنوب لبنان ، يبدو أن هذا الرجل قد أصيب بعته آو انه يعاني من انفصام بالشخصية ، جعله ينسى تاريخ "بطولاته الغراء"في لبنان ، جعله ينسى المذابح الجماعية التي قام بها ، جعلته ينسى كيف أدانه يوما المجتمع الدولي قبل أن يدينه الشعب العربي ، جعلته ينسى انه لم يخرج جيشه "الذي لا يهزم " إلا تحت ضربات المقاومة الصامدة لحزب الله و التي يطلق عليها اليوم اسم الاحتلال و يتمنى أن تنسحب هي الأخرى من الجنوب حتى ينعم أهل لبنان بالأمان و الاستقرار و السكينة إلى جانب جيرانهم المسالمين جدا "الإسرائيليين"
يبقى السؤال أن كان هذا "الرجل" قد أصيب بما ذكرت فهل أصيبت به أميركا أيضا و هي التي رعت بنفسها عملية السلام ، و مجلس الأمن الذي اصدر عدة قرارات تطالب إسرائيل بالانسحاب من الأراضي التي احتلتها و القوى التي تقف وراء إسرائيل و تساندها ، هل أصيب به هؤلاء "العرب" الذين لازالوا يراهنون على أميركا في مواجهة شعوبهم و بلدانهم مع إنني لا اشك أن هؤلاء الأخيرين قد أصيبوا به فعلا .
لا ندري كيف يستطيع البعض أن يقلب الحقائق باتجاه مخالف كليا للحق و المنطق ، لا ندري كيف استطاع هذا المجرم الإرهابي الأول أن يحول نفسه لا إلى داع للسلام بل إلى حمامة السلام نفسها ،
لا ندري كيف استطاع أن يقنع نفسه و مؤيديه و المجتمع الدولي بأنه هو الضحية التي وقع الظلم عليها و بان الشهداء والشعب الذي تلقى ما يكفي من الضربات منه هو القاتل و المجرم .
ربما أصبحت معايير اليوم تقوم على قيم جديدة ، ربما بات المجتمع الدولي اليوم يعتقد إن محاولة الإنسان لرد الظلم عنه هي الإرهاب بعينه ، و لذا يجب على أي منا مهما تعرض للضربات و الانتهاكات أن يبقى رأسه مرفوعا لا كرامة إنما كي يتيح للذي يقوم بضربة أن يعطيه المزيد من اللكمات و إلا فانه سيعتبر إرهابيا بامتياز يهدد العالم كله بالخطر .
لا استطيع أن افهم كيف نسيت شعوب المجتمع الدولي ماضيها و تاريخها ، كيف نسيت تلك الدماء التي قدمت في سبيل تحررها ( أميركا – فرنسا - .... الخ ) و كيف حال المجرم في نظرهم إلى صاحب حق و مظلوم
و هنا أود أن اسأل اللبنانيين الذين لازالوا يراهنون على أميركا و فرنسا كمناصر مخلص لقضاياهم ، هل تطالبون انتم أيضا كما طالب به شبمون بيريز بانسحاب قوات احتلال حزب الله من الجنوب أم أن هذا الكلام كفيل وحده بان يعيدكم إلى الرشد و القدرة على التمييز بين الحق و الظلم ؟ .
لا يتوقف الحديث فقط عند بيريز بل يتعداه أيضا ليشمل قائد أخر من قادة ذلك الكيان الإسرائيلي و هو
اهرون زئيفي رئيس شعبة استخبارات العسكرية حيث قال في دعوة وجهها إلى الرئيس السوري من خلال صحيفة يديعوت يطالبه فيها أن يتخذ قراره النهائي بان يصبح أما صدام حسين أخر أو قذافي أخر ، بل انه يذهب ابعد من ذلك حيث يوجه نصيحة للرئيس السوري ينبهه فيها إلى وجوب تحكيم الرأي عند الاختيار لان الاختيار السيئ سيجعله يتحمل تبعات الأحداث و هو ما يعني أن عليه أن يختار الثاني لا الأول لأنه إذا اختار الأول فان الحرب قادمة لا محالة و هي حرب أميركية إسرائيلية ، أما إذا اختار الثاني فهذا يعني أنه سيتحول إلى مدلل أميركا في الشرق الأوسط و سيغمر و شعبه بالنعيم الأميركي و الإسرائيلي .
ما أود أن اسأله في النهاية هو ألا يقرا المجتمع الدولي ما يتفوه به ممن يفترض بهم أن يكون قادة إسرائيل ، ألا يستفزهم هذا الكلام ، ألا يشعرون بمدى كذب هؤلاء حين يصرحون أنهم محبي السلام و أنهم مظلومون من قبل العرب الهمجيين ، ألا يستطيعوا أن يدركوا من هم حقيقة الهمجيين و من هم حقيقية أصحاب الحق ؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. ما مدى صحة وضع الثوم بالفريزر؟ ومتى يجب التخلص منه؟


.. رحيل عموتة عن تدريب منتخب الأردن.. لماذا ترك -النشامى- وهو ف




.. حرب الجبهتين.. الاغتيالات الإسرائيلية | #غرفة_الأخبار


.. ما دلالة غياب اللاعبين البرازيليين في الدوري السعودي عن -كوب




.. حزب الله يهدد إسرائيل.. من شمالها إلى جنوبها