الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الزهايمر يضرب الدوحة

فوزي بن يونس بن حديد

2013 / 6 / 24
كتابات ساخرة


فتح الصيف أبوابه اللافحة، وبدأ المواطن والمقيم والزائر في التزود بما يحتاجه من أدوات وملابس، واقترب موعد السفر وانشقّ جيب من حضر، بل تدافع الناس نحو المحلات التي تزيّن واجهاتها بإعلانات تخجل منها الأعين أن تراها بهذا اللباس الرثّ، ولكن أكثر الناس لا يعلمون خفايا هذه التنزيلات أو التخفيضات، يلهثون وراء كل محلّ لعلّهم يجدون مبتغاهم من اللباس ومن كل ما يحتاجون ولا يدرون أن وراء ذلك لعبا بعقولهم من حيث لا يعقلون، ترى المحلات تتسابق في رسم ألوان من اللوائح لجذب الزبون فمنها ما يغري، تنزيلات تصل إلى 70%، ومنها ما يجذب، تنزيلات بين 20% و50% ومنها ما يحبط، تنزيلات تصل إلى 10%، ذلك هو حال متاجر الألبسة والأقمشة والأحذية والإلكترونيات ومغريات وهدايا وأرقام هواتف مبالغ في تصويرها إلى حدّ الغلوّ، فإلى متى ستظل هذه المتاجر تلعب بعقول الأبرياء؟ وهل ستبقى تبخس الناس أشياءهم إلى الأبد؟ أليس هناك حدّ؟
دخلت وأسرتي متجرا كبيرا، يضع كعادته في كل مرّة لوحة ضخمة على طول واجهة المحل، تنزيلات ضخمة تصل إلى 70%، دخلنا وكلنا أمل في أن نجد ما يناسبنا، تفحصنا المعروض، وقعت عيناي على حذاء جميل، عرفت سعره وبقيت أحسب إن كان فعلا به تخفيض 70%، ولكن الفرحة لم تتمّ عندما رفعت رأسي إلى لوحة صغيرة كانت أعلى السلعة المعروضة، عذرا هذه ليست داخلة في العرض فقلت: لم تلك اللوحة معلقة عند الباب؟ لم الاستخفاف بعقول الناس؟ لم لا يحاسب المحل على هذا التمويه المقصود؟ قد يشتري بعضهم دون انتباه فتمر عليه الحيلة وقد يتفاجأ بعد الشراء أنه قد وقع في الفخ بعد أن يتفحص فاتورة الشراء، وحين لا يرد المحل المبلغ نقدا وإذا استطعت أن تقنع البائع أن القطعة ضيقة أو أنها لا تناسبك فينبهك أن استرداد المبلغ ممنوع وعليك حينئذ أن تبحث عن بديل قسرا ولا بديل لك سوى أن تشتري من المحل نفسه نفس الدواء.
محل آخر في متجر آخر يكتب على الباب أن به تنزيلات، وعندما تأتي وتفحص الأسعار، تجد أن السعر هو نفسه في متجر آخر قبل أن تمتد إليه يد التنزيلات والتخفيضات، فيقع الناس في فخّ التحايل مرة أخرى كما في المعارض التي تقام بين الفينة والأخرى ويتدافع الناس حولها ويأتون إليها من كل صوب وحدب، والأسعار نفسها وربما تزداد، ظنّ الناس أن المعارض رخيصة لأنها صبغت في الأذهان لكن الواقع يقول غير ذلك، فهناك محلات أخرى تبيعها بنفس السعر الذي يبيعه ذلك المحل دون أن يخدع الناس.
أما معارض السيارات وشركات الاتصال فحدّث ولا حرج، كلها حسابات معقدة، وفخّ ينجو منه قليل من الناس، لأن الإعلان برّاق، وجذّاب ولا يدعك تغادر إلا بعد أن تصرف قليلا من المال وربما كثيرا منه ممن لا يبالي بالدرهم والدينار، لكن حال الناس تختلف من شخص إلى آخر هناك من لا يبالي وهناك من يصيبه الكمد والحزن لأنه يرى صديقه قد اشترى وهو في قفص الفقر يربض بلا مفتاح يخرجه من الظلام.
من المسؤول عن هذه الإعلانات المضللة التي تغري الناس؟ هل هي حماية المستهلك أم جهة أخرى؟ وعلى كل حال فإن الموضوع يحتاج إلى نظر، ومراقبة لهؤلاء التجار الذين يستغلون الناس من حيث لا يعلمون، ويميلون إلى الربح حيث مال، ولا يهمّهم ما يتكبده الناس من معاناة يومية من أجل توفير لقمة حلال طيبة هنيئة، ألا يتقون الله ولا يبخسون الناس؟








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فيديو يُظهر اعتداء مغني الراب شون كومز -ديدي- جسدياً على صدي


.. فيلم السرب للسقا يقترب من حصد 28 مليون جنيه بعد أسبوعين عرض




.. الفنانة مشيرة إسماعيل: شكرا للشركة المتحدة على الحفاوة بعادل


.. كل يوم - رمز للثقافة المصرية ومؤثر في كل بيت عربي.. خالد أبو




.. كل يوم - الفنانة إلهام شاهين : مفيش نجم في تاريخ مصر حقق هذا