الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


في مواجهة الإجراءات التهويدية للنقب

عليان عليان

2013 / 6 / 25
القضية الفلسطينية


في مواجهة الإجراءات التهويدية للنقب
بقلم : عليان عليان
دخل العدو الصهيوني ، مرحلة جديدة في تهويد النقب ، عنوانها تهجير العرب من مدن وقرى النقب ، لإحداث خلل في الميزان الديمغرافي في منطقة النقب لصالح اليهود ، وذلك بعد أن تبين له ، أن نسبة التكاثر لدى المستوطنين ، أقل بكثير ، من نسبة التكاثر لدى العرب .
ففي المراحل السابقة ، كان العدو الصهيوني ، يعمل على تعديل الميزان الديمغرافي ، لصالح اليهود ، من خلال مصادرة الأراضي وإقامة المشاريع المتطورة ، لزرع المستوطنين فيها ، لكنه في هذه المرحلة اشتق أسلوباً جديداً ، ألا وهو تهجير العرب ، والكثافة السكانية العربية من مناطق التطوير ، ودفعهم للسكن ، في مناطق لا تتوفر فيها أية خدمات.
وقد كشف النقاب ، في الثالث عشر ، من شهر حزيران الجاري عن مخطط إسرائيلي ، لتهجير (50) ألف فلسطيني من النقب ، تنفيذاً لقانون برافر الصهيوني ، ما يستدعي حشد الجهود ، لإفشال مخطط تفريغ النقب ، وخاصة المناطق الحيوية فيه ، من سكانه الأصليين العرب الفلسطينيين ، وإسكان مستوطنين مكانهم .
وهنا لا نريد أن نسدي نصائح لأهلنا ، والقوى الوطنية في مناطق 1948 بشأن أساليب التصدي ، للخطط الصهيونية ، فهم أساتذة في النضال ونتعلم منهم ، ويسجل لهم صمودهم في الوطن ، وحفاظهم على هويتهم وما تبقى من أرضهم ، وهم يعرفون ، كيف يشتقون أساليبهم النضالية الجديدة.

إنما نطالب جماهير الشعب الفلسطيني ، في الضفة الغربية وقطاع غزة أن تتحرك عبر مسيرات غاضبة ، واعتصامات جماهيرية ، عند ما يسمى بالخط الأخضر ، تضامناً مع مسيرات أهلنا في مناطق 1948 التي دعت إليها لجنة التوجيه الوطني ، أمام المؤسسات الرسمية الإسرائيلية ، وذلك للتأكيد على وحدة الشعب ، والأرض الفلسطينية في هذه المرحلة المصيرية ، التي يمر بها النقب ، والتي ستحسم مصير النقب والنقباويين ، مرةً وإلى الأبد – على حد تعبير بيان لجنة التوجيه الوطني- .
كما يتوجب ، على جماهير الشعب الفلسطيني في الشتات ، أن تنجز مسيرات موازية ، لمسيرات أهلنا في النقب والجليل والمثلث ، وأن ترفع المذكرات للأمم المتحدة ، لفضح المخططات الصهيونية الرامية للاستيلاء على ما تبقى من الأرض الفلسطينية ، ولمطالبتها بالتدخل لصالح سكان البلاد الأصليين .
ويأتي هذا الأسلوب الاستعماري الاستيطاني ، مكملاً لنهج عنصري سابق ، ممثلاً بعدم الاعتراف بعشرات القرى ، في منطقة النقب ومن ثم حرمانها بالكامل ، من أية خدمات ، حيث لجأت حكومة العدو إلى هدم بعضها مراراً وتكراراً ، لكن أبناء النقب الأشم ، أعادوا بنائها كاشفين عن إصرار لا يلين ، حول تشبثهم بأراضيهم وبلداتهم ، ولعل مثال قرية العراقيب الفلسطينية ، التي هدمها العدو الصهيوني (50) مرة وأعاد أهلها بنائها خمسين مرة ، خير شاهد ، على تمسك أهلنا في النقب بعروبة النقب وبعروبة فلسطين .
وهذه المرحلة من تهويد النقب ، تعود جذورها التهويدية إلى عام 1992 عبر مخططات ، لمصادرة أكبر نسبة من أراضي النقب ، وإلى سلسلة مؤتمرات يهودية لتطوير " تهويد " الجليل والنقب ، آخرها المؤتمر الذي عقد عام 2009 ، بحضور ما يسمى برئيس دولة ( إسرائيل ) شمعون بيريز ورئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ، ومندوبين عن مختلف القطاعات الاستيطانية والصناعية والتعليمية الصهيونية.
ونجم عن هذا المؤتمر ، خطط لتنفيذ ، مشاريع عملاقة للبنية التحتية لربط المستوطنات بعضها ببعض ، وبناء مستوطنات جديدة لاستيعاب مئات الآلاف من المستوطنين ، وإقامة مناطق صناعية جديدة.
كما أعلن بعد انعقاد المؤتمر ، عن خطة جديدة لاستقدام مليون مستوطن يهودي ، يتم إسكان نصفهم في منطقة الجليل ، ونصف مليون آخر في منطقة النقب .
كما تضمنت المرحلة الأولى من خطة تطوير " تهويد " الجليل والنقب لعام 2009 ، بناء آلاف الوحدات السكنية للجنود المسرحين ، والعمل على توسيع الخطة تباعاً ، في الفترة ما بين 2009 و 2014 ، لتتضمن إقامة مستوطنات جديدة ، وتوسيع المستوطنات القائمة ، وتنفيذ مشاريع بنية تحتية " سكك حديد ومطارات وشق شوارع جديدة ألخ " .
والهدف الرئيسي من هذه الخطة ، وسابقاتها والتي تبلغ كلفتها التقديرية حوالي (50 ) مليار دولار ، هو إحداث تغيير في المعادلة الديمغرافية التي لا تزال تميل لصالح العرب ، في هذه المناطق ، وتشديد الخناق على المدن ، والبلدات والقرى ، والأحياء العربية ، لمنع تطورها وشطب أية إمكانية للحديث ، عن عودة جزئية للاجئين الفلسطينيين إلى مناطق الجليل ، والمثلث ، والنقب ، وبقية المدن العربية في مناطق 1948 .
وهذه الإجراءات الإسرائيلية ، هي امتداد لمخططات تهويد النقب التي وضعتها حكومة العدو عام 1992 ، حيث تضمنت المخططات الصهيونية آنذاك ، إنشاء مشروع ، يستوعب (400 ) ألف مهاجر يهودي في النقب وتحديداً في المنطقة الواقعة ، بين بئر السبع ، وعراد وديمونة ورمات حويب ، وخلق بنى هيكلية ، وأماكن عمل لاستيعاب المهاجرين اليهود .
وفي إطار تلك المخططات ، تم حصر عرب النقب ، حوالي (170 ) ألف نسمة ، في عدد من التجمعات السكانية ، وصودرت معظم أراضيهم الزراعية ، التي وصلت عام 1948 ، إلى حوالي (3) ملايين دونم ولم يبق منها بيد العرب ، سوى أقل من (150 ) ألف دونم.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الحكومة المصرية الجديدة تؤدي اليمين الدستورية | #عاجل


.. إسرائيل تعرض خطة لإدارة قطاع غزة بالتعاون مع عشائرَ محلية |




.. أصوات ديمقراطية تطالب الرئيس بايدن بالانسحاب من السباق الانت


.. انتهاء مهلة تسجيل أسماء المرشحين للجولة الثانية من الانتخابا




.. إيلي كوهين: الوقت قد حان لتدفيع لبنان الثمن كي تتمكن إسرائيل