الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة الإسلام السياسي مغربيا

حميد المصباحي

2013 / 6 / 25
مواضيع وابحاث سياسية


عبر المواطنون في الإنتخابات التشريعية الأخيرة عن اختيارهم لحزب العدالة و التنمية,كحزب ديني,إسلامي,حاول مناضلوه و نجحوا في تصويره كحزب حامل لمشروع إسلامي,و اعتبروا التصويت عليه,دليل إسلامية المجتمع المغربي,و مادام المغاربة مسلمون,فمن الطبيعي,أن يوجد حزب إسلامي في الحكم,بعد أن اختبر المغاربة الأحزاب الليبرالية,ثم مالوا نحو الإتجاهات الإشتراكية,و كان عليهم تجربة الإسلاميين,و الثقة فيهم كما وثقوا في غيرهم من القوى السياسية الأخرى المنافسة,و لأن حزب العدالة و التنمية المغربي,ليس له تاريخي نضالي,كالقوى الإشتراكية,التي صارعت الإستعمار,و تسلط الدولة المغربية بعد الإستقلال,فقد لعبت ظروف العالم العربي لصالحه,من خلال اعتباره ممثلا لحركة عشرين فبراير,التي خافها الحزب,و انقسم بسببها مناضلوه و قياديوه,لكنه تجاهل هذه الحقائق,و صار يهدد بالنزول إلى الشارع.
فما الذي أضافه حزب العدالة و التنمية للمشهد السياسي المغربي؟
و ما هي المشاريع التي حققها اجتماعيا و سياسيا و حتى ثقافيا؟
ما هي رهاناته للفوز بالأغلبية في الإستحقاقات القادمة؟
ما هي المشاريع التي يمضي إليها في صراعاته,و ما هي الغاية منها؟
1التباس السياسة
صاغ حزب العدالة و التنمية خطاباته من معجم التحاملات الساعية لتصويره كخصم لقوى شبحية,و هي طريقة لتجنب افتعال صراعات دينية بين مؤمنين و كفارا,كما هي في الصيغة الموازية للحزب من خلال الدعاة,الفاعلين في جمعية الإصلاح و التوحيد,فقد أدرك السيد بن كيران,أن تحويل الصراعات السياسية,إلى مواجهات دينية,غير مسموح بها في المشهد المغربي,على خلاف ما ذهبت إليه صراعات المشرق العربي,و يبدو أن حزب العدالة و التنمية,بذلك حرم من الإستفادة من آليات المواجهة التي ابتدعتها حركة الإخوان المسلمين بمصر,كما أن فشلها و وعي الجماهير المصرية,أربكا مخططات تحويل العالم العربي إلى معترك مواجهات بين المسلمين و الملحدين و العلمانيين,فنهل حزب العدالة و التنمية من معجمات الغموض,و الترميزات الفضفاضة,التي تنفلت من التحديدات الدقيقة,فيقول الكثير دون أن يعني أي أحد,و ورط معه حتى المعارضة,في تعويم انتقاداتها للمشاريع الحكومية,فصارت الحكومة و كأنها في قبضة حزب العدالة و التنمية,مما ولد تهربا من المحاسبة لباقي القوى الأخرى,و دفع ببعضها للبحث عن لعب أدوار أخرى حتى من داخل الأغلبية,كما هو الحال مع حزبي,الإستقلال و التقدم و الإشتراكية.
2 سياسة المشاريع المعلقة
هي سياسة انتظارية,وعظية,غايتها تكبيل الخصوم و حتى تخويفهم,بما سوف تقبل عليه الحكومة من إصلاحات,مما يرهن المعارضة هي الأخرى بانتظار المشاريع التي سوف تقدم عليها الحكومة,اقتراحات أو إجراءات,يمكن استغلالها لمحاصرة الأغلبية الحكومية و دفعها لارتكاب المزيد من الأخطاء و الهفوات السياسية,و بذلك تضعف الحكومة و الحزب الأغلبي,الذي هو حزب العدالة و التنمية الإسلامي,و هنا يصرح العدالة و التنمية بأن خصوماته أصلها,هو خوف الفاعلين السياسيين مما سوف يقدم عليه من إصلاحات,ليرمز و يحيل على أن كل معارضيه من كل الأحزاب السياسية,فاسدين,يتخوفون من حملات حكومة الإصلاح,التي كلما اقتربت من مجالاتهم الحيوية و المصلحية ضجت مؤسسات التمثيل السياسي بصرخاتهم و عويلهم السياسي,مما يفرض اختفاءهم و ارتداءهم لطاقيات الإخفاء و تحولهم إلى أشباح.
3رهانات السيطرة
زعامات العدالة و التنمية,ميالة لاحتكار السلطة,فهي مدركة لاستحالة التحالف مع أية قوى غير إسلامية,مما يفسر عدم قدرتها على احتمال حتى المتحالفين معها من الأحزاب المختلفة عنها سياسيا و إيديولوجيا,فالحزب لم يخف حاجته لأتباع,و ليس شركاء سياسيين في إطار تحالفات محكومة ببرامج سياسية,لها غايات اقتصادية و اجتماعية و ثقافية,و الدليل هو الميل لعدم تفعيل مساطر تفصيلية و قوانين منظمة لما يحتويه الدستور الجديد من إمكانات,في التأويل و التجسيد الفعلي,فهذه الديمقراطية,التي يتم الإحتكام إليها معطلة للمشروعات الإسلامية التي لا يمكن استشارة التحالف حولها و لا حتى المصوتين,و هي العبارة التي انفلت من لسان السيد بن كيران,عندما قال أنا مجرد رئيس حكومة,و هي ربما هفوة,لا تعطيني الحق في سوء تأويلها,من منطلق أن النيات لا يعلمها إلاالله,و
المقربون من جمعية الإصلاح و التوحيذ.
4صراعات الهزيمة
هناك قوى سياسية,تسعى لأن تسقط,و تؤسس سقوطها على مبررات تتحول إلى حوافز لاستنهاض ذاتها,و التصدي للخصوم بنفس جديد,و هي حيلة سياسية سبق أن جربت,بحيث يطلب من المصوتين التحول إلى قوى داعمة للحزب,بمضاعفة عددها قصد حصول الحزب على أغلبية عددية,تغنيه عن التحالف مع قوى أخرى,و بذلك قد يخلق الحزب لنفسه متحالفين من المرجعية نفسها,يدعمونه انتصارا للعقيدة المشتركة و وحدة المصير,و وعدا بمناصب في مؤسسات الحكم,أو القطاعات الحساسة,التي تحتاجها حركات الإسلام السياسي للسيطرة الثقافية و الإيديولوجية على المجتمع,و ترجمة هذه السيطرة إلى سلطة قاهرة,مدبرة لشؤون المجتمع و مسيرة له,وفق قراءتها و غاياتها السياسية الدينية,حتى لا نذهب بذلك لغايات أبعد مما يحتمله المجتمع المغربي.
خلاصات
تدرك أحزاب الإسلام السياسي,أن الممارسة السياسية,وفق الآليات الديمقراطية تضعفها,فلها تصورها الخاص لممارسة السلطة السياسية,كما أنها تعرف عجزها على خلق مشاريع تنموية,فهي بحركية أتباعها تصل للسلطة,عنفا و انتخابات,لكنها سرعان ما تفقدها,لأن الناس سرعان ما يملون خطابات الحماسة الدينية عندما تلسعهم آفات الجوع و سوء التغذية و التعليم و حتى سوء التنمية.
حميد المصباحي كاتب روائي








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. وصلت مروحيتان وتحطمت مروحية الرئيس الإيراني.. لماذا اتخذت مس


.. برقيات تعزية وحزن وحداد.. ردود الفعل الدولية على مصرع الرئيس




.. الرئيس الإيراني : نظام ينعيه كشهيد الخدمة الوطنية و معارضون


.. المدعي العام للمحكمة الجنائية: نعتقد أن محمد ضيف والسنوار وإ




.. إيران.. التعرف على هوية ضحايا المروحية الرئاسية المنكوبة