الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من يخاف المعتقلين و المعتقلات؟

وكزيز موحى

2013 / 6 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في المغرب العربي


تقديم:
منذ ما يزيد عن سنتين من النضال السياسي الجماهيري في وجه النظام، ارتفعت وتيرة اكتضاض زنازن هذا الأخير بخيرة مناضلي الشعب المغربي وفي مقدمتهم مناضلين وكوادر ماركسيين لينينيين بشكل عام. أصبح الاعتقال وما يرافقه من تعذيب وسوء المعاملة يلازم جل جوانب الحياة السياسية بأرجاء الوطن (أنظر شهادات المعتقلات والمعتقلين). فجر المعتقلون معارك ضخمة من حجم الإضرابات عن الطعام البطولية، قوبلت بالصمت والتعتيم عوض توسيع دائرتها وتحصينها…
من يهاب المعتقلات السياسيات والمعتقلين السياسيين ومعاركهم؟
من يخشى قضية الاعتقال السياسي؟

1- الخواف الأول:
إن أول من يخاف المعتقلات المعتقلين والشهيدات والشهداء هو النظام بالذات، وإلا لماذا يعتقلهم ويقتلهم والحال أنهم معتقلون سياسيون. إن المعتقلين أولا وقبل كل شيء والحالة هذه، مجملهم مناضلو وكوادر الفعل السياسي والجماهيري المتميز، فعل التغيير الجذري الذي يسعى ويجهد ويكد لبلورة معادلات الصراع بما هو صراع طبقي وخلق أدوات الفعل القادرة على شق طريق وتضاريس الصراع الطبقي لحسم السلطة مستقبلا لصالح العمال والفلاحين. إن هذا هو بالضبط ما يخشاه النظام القائم، ويعبر عن ذلك من خلال اعتقالاته للمناضلين والمناضلات وتعذيبهم وحتى قتلهم.
إذا نظرنا الى واقع الصراع الطبقي بالمغرب خلال السنوات الأخيرة، يمكن القول إن فعل التغيير الجذري قطع أشواطا مهمة وحاسمة بلغت حدا معينا لم يعد فيه المجال ممكنا ل تلاعبات الماضي وأصبح ممكنا تجسيد على ارض الواقع شعارات ذات صلة بمتطلبات المرحلة الراهنة باعتبارها مرحلة ثورية وأمل لا تقبل بدون ذلك.
في هذا الإطار يكبر الفعل المنتج في حقول عديدة، وتزيغ كل مؤشرات النظام الى اللون الأحمر. ومن الطبيعي، من زاوية الصراع الطبقي، أن يخشى النظام تقدم وصلابة الفعل الثوري، فعل التغيير الجذري، وبالتالي يخشى المعتقلين والمعتقلات ويزج بالجميع في السجون لإبعادهم عن أدوارهم في ساحات وحقول الصراع الأكثر رحابة من السجون والزنازن.

2- الخوافة الآخرون:
هؤلاء كثيرون ومتنوعون بتنوع انتماءاتهم وطبيعتهم وأطرهم ومجالات انشغالاتهم.
سأحاول الوقوف عند أبرزهم.

2-1- القوى الإصلاحية القديمة والجديدة:
إذا كان فعل المعتقلات والمعتقلين قبل، أثناء وبعد الاعتقال، ممارسة ثورية، وإذا سلمنا بطبيعة القوى الإصلاحية رؤية وممارسة وانتماء، فان هذه القوى تعد ثاني من يخشى المعتقلين/ات والشهيدات والشهداء بعد النظام.
إذا كان موضوع الاعتقال السياسي عند هذه القوى يعد ظاهرة وليس قضية سياسية مرتبطة بطبيعة النظام اللاديمقراطي، فإنها أي القوى السياسية الإصلاحية الجديدة والقديمة تعتبر المعتقلات والمعتقلين إشكالية سياسية تعكر هناءها وراحتها وتفضح مساوماتها وتلاعباتها بالقضايا المصيرية للشعب المغربي. تملك هذه الأحزاب ما يكفي من الإمكانات بما فيها الإعلام. تسخر كل المؤهلات خدمة لقضاياها الأنانية وتتجنب حتى الإشارة وإعلام الرأي بما يجري بالسجون. إن المتتبع لأحوال البلاد والعباد بالمغرب لا يعلم شيئا بقضية المعتقلين من خلال وسائل إعلام هذه القوى ولا يمكن للمرء أن يطلع عن الواقع السياسي بالمغرب. فما بالنا بأشياء أخرى.
إن القوى الإصلاحية القديم منها والجديد، نظرا لشدة الانحناء والخشوع والانبطاح، لا يمكنها أن تدافع حتى عن نفسها وإن فعلت فالانبطاح هو العصب الرئيسي لسياساتها المعهودة.

2-2- النقابات:
يعد الصمت حول قضية الاعتقال السياسي هو سيد الموقف عند نقابات المغرب. والسبب الرئيسي هو سيطرة توجهات سياسية على هذه الإطارات الجماهيرية ماليا وإعلاميا وتنظيميا. وهذه التوجهات السياسية البيروقراطية لا مصلحة لها في أن يطلع العمال والفلاحون، منخرطو/قواعد النقابات، على حقيقة النظام من خلال قضية الاعتقال السياسي. لان في ذلك تهديدا لمصالح القيادات النقابية البيروقراطية وانكشاف أمرها وبالتالي فتح الأبواب على مصراعيه على احتمالات لن تحمد هذه القيادات عقباها.

2-3- الجمعيات:
مادام الأمر يتعلق بالاعتقال السياسي من الطبيعي أن أشير الى الائتلاف المغربي لهيئات حقوق الإنسان. إن قضية الاعتقال السياسي له صلة بالحريات العامة والخاصة وبمجال اشتغال الجمعيات الحقوقية المكونة للائتلاف. وإذا استثنينا الجمعية المغربية لحقوق الإنسان فان الموقف السائد هو الصمت والسكوت عن قضية المعتقلين السياسيين وتحديدا المضربين عن الطعام. والجمعيات الحقوقية شأنها في ذلك عموما، شأن الإطارات الأخرى التي اختارت الصمت والانبطاح رغم تفاوت المستويات والمسؤوليات.

2-4- الإعلام:
إذا استثنينا بعض الإشارات وبعض المواقع الالكترونية فإن الحالة العامة هو السكوت وعدم تناول قضايا من حجم قضية الاعتقال السياسي بالمغرب. تناول بالتحليل والنقد والإخبار بهذه القضايا خارج الخطوط الحمراء المسطرة من طرف النظام يتطلب إعلام وإعلاميين مسؤولين ومرتبطين بهموم وتطلعات الطبقة العاملة والفلاحين الفقراء وعموم الجماهير الشعبية المستغلة. يرتبط الإعلام بالمغرب بواقع وحال الحريات والديمقراطية. ومادام أن المجتمع المغربي تحت سلطة وسيطرة نظام لاديمقراطي، فالإعلام (إذاعات، تلفزات، جرائد) يخضع للسيطرة التامة للأجهزة الأمنية للنظام.
هناك أيضا إعلام يدعي الاستقلالية وحتى التقدمية، إلا أن قضية المعتقلين لا تخالج صدره.
إن الخوف والارتجال والارتباك والتعليمات يسود عمل إعلامي المغرب.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. القمة العربية تدعو لنشر قوات دولية في -الأراضي الفلسطينية ال


.. محكمة العدل الدولية تستمع لدفوع من جنوب إفريقيا ضد إسرائيل




.. مراسل الجزيرة: غارات إسرائيلية مستمرة تستهدف مناطق عدة في قط


.. ما رؤية الولايات المتحدة الأمريكية لوقف إطلاق النار في قطاع




.. الجيش الاسرائيلي يعلن عن مقتل ضابط برتبة رائد احتياط في غلاف