الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


مصر تتمرد

سهام العقاد

2013 / 6 / 26
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان


عام من الاكتئاب يمضي، منذ تولي الرئيس المنتخب رئاسة شئون البلاد في 30-6-2012، والمصريون يشعرون بكابوس يجثم فوق قلوبهم وصدورهم، يكاد يسحب الهواء والأوكسجين الذي يستنشقونه’ بعد أن سرق أحلامهم وأمالهم في غد أكثر حرية وأكثر إشراقا.

ومنذ ذلك التاريخ، لم تشهد مصر لحظة هدوء، بل شهدت موجات واسعة من الإضرابات العمالية والفئوية، حالة من التردي والانهيار الاقتصادي، واستخدام آلة القمع والترويع وقتل الثوار أمثال: ” الحسيني والجندي وحيكا وكريستي والشيخ عماد ومينا”وغيرهم من الشباب في عمر الورود، إلي جانب قتل الجنود في سيناء وهم علي مائدة إفطار رمضان، والمسلسل الهابط لخطف جنودنا وإعادتهم، دون معرفة الجاني، وكأننا نقطن غابة لا تعرف للقانون سبيلا، ثم قتل الضابط النابغ محمد أبو شقرة، حالة من الانتهاكات والفوضي والغموض تحيط بكل ما يجري في مصر. عام من الاكتئاب يمضي، والنظام يضع نفسه في مأزق لا حصر له، ولا يعرف له حلولا! لقد انفرد الإخوان المسلمون بالسلطة، وقاموا بإقصاء الشعب بمختلف أطيافه، وعجزوا عن بناء شراكة وطنية، وانفردوا بوضع دستور مصر، فخرج دستورا معيبا بكل المقاييس، ناهيك عن رغبتهم في تأجير وبيع الآثار المصرية والمناداة بتحجيبها باعتبارها أوثان، ومن ثم تم ضرب السياحة، وتشريد الملايين من العاملين، وغلق الفنادق، وإفلاس مدن بالكامل. عام من الاكتئاب يمضي، وفضيحة تأجير قناة السويس لقطر تحلق في الأفاق، وكارثة سد النهضة الأثيوبي، والآثار الخطيرة المترتبة عليه، مازالت شاهدة علي وهن الحاكم في معالجة القضايا الإستراتيجية، إلي جانب أزمة السولار، وانقطاع الكهرباء، حتي بات الظلام يخيم علي مدن بكاملها، والسعي نحو أخونة الدولة، والاعتداء علي الفنون، ومحاولة الاستيلاء علي الوثائق، وتزيف التاريخ والتراث الثقافي والحضاري، لقد وضعوا مصر علي حافة الهاوية علي كافة الأصعدة. المؤكد أن كل ذلك من شأنه الإطاحة بدعائم الاستقرار السياسي، وقد منحت تلك العوامل وغيرها ثورة يناير زخما كبيرا كي تستمر وتتحدي كل العراقيل وتتصدي للفساد والجهل والفقر، من أجل تصحيح الأوضاع، واسترداد الكرامة وتحقيق العدالة الإنسانية. عام من الاكتئاب يمضي، والوقوف محلك سر، أو الرجوع للوراء بات أمرا مستحيلا، لأن الشعب المصري بجميع أطيافه وأحزابه ورموزه الوطنية بقيادة شبابه المتمرد يدرك أن هناك معركة لابد أن تحسم بين الحياة وأعدائها، بين الجهل والاستنارة، بين الفكر والشعوذة، بين الاستبداد والحرية، بين التنمية والتبعية، بين أن نكون أو لا نكون. إن مستقبل مصر مرهون بتلك المعركة الفاصلة، والشعب المصري يعرف أنه أمام لحظة حاسمة من الثورة، وأنه علي شفا اقتلاع هؤلاء الطغاة المستبدين من جذورهم، وستمضي الثورة حتما في طريقها نحو المستقبل والحرية.

لقد بعثت حركة تمرد الأمل مجددا في نفوس المصريين، وجدد الشباب الحالم الروح النضالية للثورة، وفي غضون ساعات، أو أكثر قليلا، سنغني أغنية الشيخ إمام “النصر قرب من عنينا.. النصر قرب من أيدينا”.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - فلاتخشوهم
عبد الله اغونان ( 2013 / 6 / 26 - 09:56 )

الذين قال لهم الناس ان الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم ايمانا
وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل
فانقلبوابنعمة من الله وفضل لم يمسسهم سوء وانبعوا رضوان الله والله ذو فضل عظيم
انماذلكم الشيطان يخوف أولياءه فلاتخافوهم وخافون ان كنتم مومنين
ولايحزنك الذين يسارعون في الكفر انهم لن يضروا الله شيئا يريد الله الا يجعل لهم حظا في الاخرة ولهم عذاب عظيم

ال عمران173 - 176


2 - ومصر تتجرد
عبد الله اغونان ( 2013 / 6 / 26 - 11:13 )

مصر اختارت الاسلاميين اخوان وسلفيين وبالانتخابات ذلك ما لاينكره أحد
طبعاهناك من المصريين من يعارض الاخوان فقط لأنهم اخوان...يقولون لم يفعلوا شيئا .. وهل تركتموهم يشتغلون؟
مصر تتمرد
ومصر تتجرد
ومصر تدافع عن الشرعية
ومن غلب سلب ومن عز بز

اخر الافلام

.. جامعة برشلونة تقطع علاقتها مع المؤسسات الإسرائيلية


.. البنتاغون: لا يوجد قرار نهائي بشأن شحنة الأسلحة الأمريكية ال




.. مستوطنون يهتفون فرحا بحريق محيط مبنى الأنروا بالقدس المحتلة


.. بايدن وإسرائيل.. خلاف ينعكس على الداخل الأميركي| #أميركا_الي




.. قصف إسرائيلي عنيف شرقي رفح واستمرار توغل الاحتلال في حي الزي