الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


عالم الاجتماع د. متعب مناف السامرائي: إعادة اكتشاف وإنصاف

حميد الهاشمي
مختص بعلم الاجتماع

(Hamied Hashimi)

2013 / 6 / 27
سيرة ذاتية


لا ندري هل نعيد بهذا اكتشاف استأذنا البروفيسور متعب السامرائي أم نبحث في إعادة اكتشافه لنا كمجتمع عراقي. فاكتشافنا له، هو أنه قد نهض واستنهض همته وهمم ثلة من الباحثين والناشطين في مجالات الاجتماع والفكر، ليقودوا مشروعا يدرس المرحلة الراهنة لبلدنا في ظروفه الصعبة التي تبحر فيها سفينته في بحر التيه كما تبدو حتى لأشد المتفائلين في غالب الأحيان. وذلك ناجم عن التهديدات الخطيرة التي يواجهها البلد ككيان والمجتمع العراقي في قيمه وأمنه الاجتماعي ومجالات حياته المختلفة.
وهكذا وجدنا الدكتور متعب في جذوة من النشاط لا نغالي إن قلنا أننا لم نعهده عليها في المراحل السابقة، وقدر اقترابنا منه في مرحلة ما ومتابعتنا له وتسقطنا لأخباره في المراحل اللاحقة. فهو قد كان مقل في إنتاجه الفكري، سواء بالتأليف أو حضور المناسبات الثقافية والندوات والمؤتمرات العلمية والفكرية. ولم نعلم له نشاط تأليف سوى كتابيه "ثورة على القيم" الذي لم يتح لنا للأسف أن نطلع عليه طلبة وقراء، وما علمناه عن هذا المنجز انه تم بجهد فردي "مفرط" وبنفس نرجسي، حيث لم يستخدم فيه استأذنا أي مصدر آخر غير مجهوده الفردي الخالص. وكان يمكن أن يكون هذا تحد كبير ودافع عظيم له لأن يبدع ويشق طريقا ومنهجا في نقد المجتمع الذي يعتبر مفصلا رئيسيا من مفاصل ومهام عالم الاجتماع.
أما الكتاب الآخر فهو "الأسس التكنولوجية للتخطيط" وقد اطلعت عليه في المكتبات الليبية، وكان مفاجأة سارة لي، خاصة وأنه يعتبر مرجعا مهما هناك في هذا المجال. وللأسف فإن هذا الكتاب هو الآخر لم نعلم به في العراق، على الأقل في مكتبات جامعتنا (بغداد).
أما اليوم فنرى د. متعب يلعب بحق دور عالم الاجتماع من خلال البحث والتأليف والإشراف والتدريس والمشاركة في الندوات الفكرية ويتفاعل مع الحدث. يقود الباحثين من شتى التخصصات ويتحدث بجرأة متحديا كل ما يحيطه من ظروف وتهديدات. إن ذلك لا شك نابع من خطورة المرحلة، وأملا بمجتمعه ونخبه في أن ينهضوا من ركام الأزمة المتوالدة.
إنه يمارس بحق دور المثقف العضوي المنتمي إلى مجتمعه وليس إلى طبقة أو فئة ما.
وها هو يكتب في سوسيولوجيا الأدب، والسياسة وفلسفة التاريخ والعنف بالإضافة إلى ما تمرس به وخبره من حيز النظريات الاجتماعية والفكر الاجتماعي.
لازال يقدم ويعد بالكثير، رغم إصابته بالإحباط وعدم إنصاف وزارة التعليم العالي وجامعته له من خلال عدم إعادته إلى وظيفته السابقة كأستاذ لعلم الاجتماع بقسم علم الاجتماع- جامعة بغداد، بحجة تركه للوظيفة زمن النظام السابق، والآن لا يمكن إعادة تعيينه لكبر سنه. وهكذا بقي يتنقل إلى محافظات ومدن خارج العاصمة من أجل لقمة عيشه وتواصله مع المجتمع العلمي، وهذا التنقل ينهك شيخا بهذا العمر ويؤثر على إنتاجه العلمي لا شك. الأمر يشكل نقطة سوداء بتاريخ وزراء التعليم والحكومات التي تعاقبت ولم تنصت إلى مطالبه المشروعة في إعادة تعيينه وتجاوز الروتين على الأقل بمنحه راتب تقاعدي جراء الخدمة التي قدمها للجامعة.
لذا حق علينا مناشدة الجهات المعنية ورفع الصوت من أجل رفع الظلم عن هذا العالم الوقور الذي ما خبر مسالكا ولا دروبا غير العلم وحب وطنه ومجتمعه، وإلا لكان غير ما هو عليه الآن.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مصير مفاوضات القاهرة بين حسابات نتنياهو والسنوار | #غرفة_الأ


.. التواجد الإيراني في إفريقيا.. توسع وتأثير متزايد وسط استمرار




.. هاليفي: سنستبدل القوات ونسمح لجنود الاحتياط بالاستراحة ليعود


.. قراءة عسكرية.. عمليات نوعية تستهدف تمركزات ومواقع إسرائيلية




.. خارج الصندوق | اتفاق أمني مرتقب بين الرياض وواشنطن.. وهل تقب