الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


لا هذا. . ولا ذاك

حسين رشيد

2013 / 6 / 27
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لا هذا. . ولا ذاك

في كتابه (صور المثقف)، يسعى المفكر إدوارد سعيد إلى معالجة كيفية أن يخدم المثقف المجتمع أجمع، ويرى أن المثقف العضوي، المحترف المتعمق في مجال تخصصه، سواء كان رئيس تحرير، أو صحفياً، أو أكاديمياً، أو مستشاراً سياسياً، انتقل من موقع الاستقلالية إلى إقامة حلف مع المؤسسات والمنظمات التي يعمل فيها، وغالبا ما تكون ربحية ونفعية ذاتية. وهو، بذلك، يتحول إلى سوط خاص بيد تلك المؤسسة، أو المنظمة، أو المالكين، يجلدون به من يراد جلده، أو من يخالفهم الرأي. وبالطبع، هذه المؤسسات لها أجنداتها الخاصة، المعلنة والمخفية، والتي، في الغالب، تكون على غير شاكلة ما هو معلن.
تنشر، يومياً، عشرات المقالات والأعمدة في الصحف والمجلات، أو في المواقع الالكترونية، والخاصة بالشأن العراقي، وتداعياته، وإشكالاته المختلفة، والمتعددة. وللأسف، أغلب هذه المقالات يدور في فلك الطائفية، وكأن هناك موجِّهاً لبعض الكتاب، أو نقصاً معرفياً عند كتاب آخرين، أو أن البعض منهم وقع في فخ الحلف، الذي أشار له سعيد.
ولا ضير من ذلك، بالطبع، لكن، هل توقفت مشاكل العراق عند هذا الحد، أين الجانب الاقتصادي؟ ماذا يحدث في قطاعات التنمية، والتربية، والتعليم، والصحة، وغيرها؟ كيف تُمنح الشهادات العليا؟ إلى أين تذهب موارد العراق من النفط؟ وفي أي المصارف والبنوك تودع؟ آفة المخدرات، الصراع الطبقي الجديد، الذي بانت ملامحه إلى الأفق، المناصب الخاصة، الاتصالات وشركات الهاتف النقال وعملها وخدماتها، وعشرات الملفات والقضايا، التي يتعمد البعض ولا سيما كتاب الأعمدة اليومية، عدم المرور عليها، أو حتى الإشارة لها، ولو من بعد. ولا ضير آخر في تناول هذا الموضوع، لكونه مؤثراً في الحدث اليومي العراقي. لكن، لماذا الإسراف في استعمال المفردات التي تقول: هذا كذا، وذاك كذا، فلان الـ . . .، وفلان الـ . . .، حتى إن البعض بات يعنون مقالاته بهذا المفردات التقسيمية. قد يظن الكاتب أنه، بذلك، يحارب الطائفية أو التخندق الطائفي، وهو لا يعلم أنه، في تركيزه وتناوله الدائم لهذا الموضوع، يدخل خانة الطائفية، والطائفية الشعبية بالذات، مثلما حدث للبعض من سقوط مروع في هذا الفخ، ليقام، هذه المرة، حلف آخر، من نوع آخر، ومع مؤسسات ومنظمات أخرى، غير تلك التي أشار إليه سعيد. وفي الأغلب، تكون هذه المنظمات لامرئية، أو غير موجودة في العلن، بمعنى أنها ضمن اللاوعي الفكري والإيديولوجي للمثقف، الذي أشار إليه سعيد، والذي يعتقد أنه يحارب من أجل المجتمع أجمع، وهي خدعة وكذبة كبيرة، يصدقها الكثير منهم. وفضلاً عن هذا، تتسلل إلى هذه الكتابات الشخصنةُ، وتأثير البيئة الشعبية، والحوارات الجانبية، ونقاشات العمل، أو المقهى، أو أحاديث سيارات النقل العام. وهي كتابات لو قرأت، بعناية، لوجد الكثير ما بين السطور يخالف ما في السطور.
ثمة كتابات أخرى تعمل على بعض نقاط الخلاف التأريخية بين قوى وأحزاب إيديولوجية، يسارية، وقومية، ودينية، فتجد كاتبا ينصرف إلى تحليل الشخصية العراقية وارتباطها بالعنف، ويتناول أحداثا صغيرة وقعت بين أعضاء تلك الأحزاب المتصارعة أو المختلفة ضمن إطار المحلة أو الزقاق، ينظر من خلالها إلى أن الطرف الآخر يبدو مظلوما ومعتدى عليه، وهو من ارتكب أفظع الجرائم والمجازر بحق الآخرين.

الفارق شاسع وكبير جدا بين يد هاون وغدارة بورسعيد.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - الفارق
علي فهد ياسين ( 2013 / 6 / 28 - 07:45 )
فعلا الفارق شاسع وكبير بين يد الهاون وغدارة البورسعيد
اختصار فكري بليغ وهو مسك ختام لمقالك الرائع الذي يذكرنا بخبز باب الاغا

دمت عزيزا


2 - تحية
حسين رشيد ( 2013 / 7 / 4 - 09:34 )
شكرا لك عزيزي ... يحاول البضع لي الحقيقة وتشويه التاريخ ... من خلال المرور باحداث صغيرة وعبارة.. دمت بالف خير

اخر الافلام

.. وثائقي -آشلي آند ماديسون-: ماذا حدث بعد قرصنة موقع المواعدة


.. كاليدونيا الجديدة: السلطات الفرنسية تبدأ -عملية كبيرة- للسيط




.. المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي دانييل هاغاري يعلن مقتل جنديين


.. مقطع مؤثر لأب يتحدث مع طفله الذي استشهد بقصف مدفعي على مخيم




.. واصف عريقات: الجندي الإسرائيلي لا يقاتل بل يستخدم المدفعيات