الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حرية التعبير في الجزائر.. إلى تراجع!

زرواطي اليمين

2013 / 6 / 27
الصحافة والاعلام


بعد التقدم المسجل على صعيد حرية الرأي والتعبير في الجزائر خلال فترة التسعينيات وحتى السنوات الأخيرة، بدأ العاملين في قطاع الصحافة والإعلام في الجزائر وحقوقيين في ظل صمت غريب للمجتمع المدني، يتحدثون عن مدى تراجع السلطات العمومية الجزائرية عن التزاماتها في مجال حريات الإعلام وحقوق الإنسان، الرئيس الجزائري هو الآخر كان قد تراجع عن وعوده بالإصلاح فيما يخص تنظيم عمل السلطة الرابعة وتوسيع حرية الرأي وفتح المجال السمعي البصري أمام القطاع الخاص، الوعود التي أطلقها في خطابه الشهير في 15 أفريل سنة 2011، ما عجل بظهور قنوات إعلامية جزائرية خاصة مستفيدة من فراغات قانونية في ذات الشأن، لكن بما يؤشر للغليان الذي تعيشه الجزائر في هذا المجال، كيف لا وهي وإن تقدمت في مجال الصحافة الحرة والمستقلة ولنقل الخاصة، فهي لا تزال متخلفة كثيرا في مجال الإعلام الحر وصحافة الصورة والصوت، إلى جانب باقي قوالب الرأي والتعبير الفنية والثقافية، أمام احتكار الدولة لهذا القطاع وإمساكها بزمام إدارة القناة التلفزية العمومية في الجزائر والمعروفة بقناة "اليتيمة" في إشارة إلى كونها القناة الجزائرية الوحيدة، في ذات الشأن، لابد من التنويه أن القنوات الجزائرية الخاصة الجديدة، هي وحسب أغلب انطباعات عمال القطاع والجمهور العام ما اصطلح على تسميته بالجرائد التلفزيونية، في تعبير واضح وساخر على أن القنوات الجديدة لم تقدم جديدا يذكر عن فحوى جرائدها الورقية، والتي تعرف شعبيتها تراجعا يرفض الكثير الإشارة إليه أو الحديث عنه أمام الصحف والجرائد الجديدة الصاعدة بقوة لكن بإمكانيات خاصة غالبا!
حرية التعبير في الجزائر إذا، تشهد منحى تنازليا وتراجعا محسوسا وخطيرا خصوصا مع تعرض صحفيين للضرب من قبل عناصر شرطة سنة 2012، ففي 18 مارس من السنة الماضية تعرض محمد قادري مصور جريدة "وقت الجزائر" إلى الضرب من الشرطة قرب فندق السفير بالجزائر العاصمة وجرد من آلة التصوير، وفي 06 جويلية من ذات السنة، تعرض أربعة صحفيين بينهم مراسل قناة فرانس 24 إلى الضرب خلال تغطية حفل للمغني الشاب خالد بعاصمة الغرب وهران خلال الاحتفال بالذكرى الـ 50 لاستقلال الجزائر، أما في سنة 2011 فتعرض مصور جريدة الخبر الجزائرية أمين شيخي لاعتداء من قبل عناصر الأمن خلال تغطية اعتصام امام رئاسة الجمهورية. أي بعد يوم واحد من الاحتفال باليوم العالمي لحرية التعبير والصحافة، وقرارات رئيس الجمهورية بفتح المجال الواسع للممارسة الصحفية والوصول إلى مصدر المعلومة.
في سنة 2013، تعرض في 23 جوان الجاري، صحفي جريدة المقام محمد حميان إلى الضرب من قبل قوات الأمن أثناء تغطيته لتجمع احتجاجي قام به ما يناهز 200 عامل بملبنة البخاري الواقعة ببلدية قصر البخاري 65 كم جنوب المدية.
أما آخر مساس بحرية التعبير والرأي في الجزائر، فهو ما يتعرض له هشام عبود مدير جريدتي "جريدتي" الناطقة بالعربية وجريدة mon journal الناطقة بالفرنسية، ما أسماه في تصريح له للإعلام الأجنبي يوم أمس الأربعاء، ملاحقات شقيق الرئيس الجزائري عبد العزيز بوتفليقة السعيد، هشام عبود مُنع في مطار هواري بومدين بالعاصمة الجزائرية من السفر نحو تونس أين كان مدعوا للمشاركة في حصة تلفزية، وكان النقيب السابق في دائرة الأمن والإستعلامات الجزائرية أي جهاز المخابرات، قد تحول بشكل راديكالي من قلب النظام إلى عالم الصحافة والرأي والرأي الآخر، حيث كان ترك الجيش الجزائري سنة 1992 وانتقل بعدها لعالم الصحافة لينشئ يومية الأصيل، وله العديد من المقالات الصحفية والكتب التي ينتقد فيها النظام والمؤسسة العسكرية والجنرالات وطريقة تسييرهم للبلاد والعباد، حوكم عبود أربع مرات في قضايا قذف وإساءة للمؤسسة العسكرية وبرأته المحكمة لعدم كفاية الأدلة.
الصحافة الجزائرية، مثلها مثل الجيش الجزائري والأجهزة الأمنية والمؤسسات والهيئات المجتمعية والرسمية، دفعت ثمنا غاليا إبان الحرب الأهلية الجزائرية سنوات التسعينيات، ولم تذخر أقلام السلطة الرابعة يوما لا في تلك المرحلة الحالكة أو ما بعدها وحتى اليوم، الجهد في المساهمة في بناء وطن حر يسوده جو من الحرية والاحترام المتبادل، حيث اغتيل ما لا يقل عن 100 جزائري ما بين إعلامي وصحافي وكاتب في سبيل إرساء معالم هذه الحرية التي، وإن نجت من الاغتيال السياسي والرمي بالرصاص، لم تنج لحد الساعة من محاولات المصادرة من قبل ثلاثية النظام، المال، والسلطة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. التعبئة الطلابية التضامنية مع الفلسطينيين تمتد إلى مزيد من ا


.. غزة لأول مرة بدون امتحانات ثانوية عامة بسبب استمرار الحرب ال




.. هرباً من واقع الحرب.. أطفال يتدربون على الدبكة الفلسطينية في


.. مراسل الجزيرة: إطلاق نار من المنزل المهدوم باتجاه جيش الاحتل




.. مديرة الاتصالات السابقة بالبيت الأبيض تبكي في محاكمة ترمب أث