الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


اغتيال القائد الميداني رائد جندية استحقاق لتحالف حماس مع قطر

عليان عليان

2013 / 6 / 27
القضية الفلسطينية



بات واضحاً ، وبالدليل القاطع أن السمة الرئيسية لنهج حكومة حماس ولجهازها الأمني ، هو قمع الرأي الآخر ، وتصفية كل من يقصف المستوطنات الصهيونية بالصواريخ ، أو اعتقاله .
وعلى سبيل المثال لا الحصر ، نشير إلى المعطيات التالية التي تؤكد السمة المذكورة ، لجهاز حكومة حماس الأمني :
أولاً : إقدام أمن حكومة حماس على قتل القائد الميداني في الجهاد الإسلامي رائد جندية – أحد أبرز المطلوبين للعدو الصهيوني- في الثاني والعشرين من شهر حزيران / يونيو الجاري ، وإقدام هذا الجهاز أيضاً ، على محاولة دهس ، أحد قادة الجهاد الإسلامي محمد الحرازين، أثناء تشييع جنازة الشهيد جندية .
ولفت انتباه المراقبين ، التصريح الخبيث ، للناطق العسكري باسم جيش العدو الصهيوني أفيخاي درعي ، الذي امتدح فيه حماس لإقدامها على قتل رائد جندية ، ولحفاظها على التهدئة مع ( إسرائيل )
ثانياً : الإعلان بمكبرات الصوت بعد استشهاد جندية ، لإلقاء القبض على كل من يخطط لقصف اسرائيل بالصواريخ.
ثالثاً: إقدام أمن حماس على اعتقال أحدى أبرز قادة سرايا القدس – الذراع العسكري لحركة الجهاد الاسلامي ، هشام سالم بتاريخ 25 آذار – مارس الماضي ، بتهمة نشر التشيع ، واللافت للنظر أن حكومة حماس وأمنها – ويا للأسف – باتت تروج لفزاعة التشيع التي تعمل على تسويقها ، أطراف في النظام العربي الرسمي خدمة للمخطط الأمريكي ، الذي يعمل على حرف بوصلة التناقض ليصبح مع الشيعة وإيران وحزب الله ، وليس مع العدو الصهيوني .
رابعاً : إقدام أجهزة أمن حماس على اعتقال الكاتب الصحفي ابراهيم أبراش لفترة من الوقت ، في مطلع الشهر الجاري على خلفية انتقاده لمواقف ، وتصريحات ، وزيارة الشيخ يوسف القرضاوي لقطاع غزة ، ولزيارة أمير قطر لغزة ، وذلك في مقال تحت عنوان ( غزة لا تمنح صكوك الغفران لأحد ) وصف فيه الشيخ القرضاوي ، بأنه مفتي الفتن ، والحرب الأهلية ، والمنظر الديني لسياسة الفوضى الهدامة الأمريكية .
وتساءل في ذات المقال : " كيف يستقيم الحديث عن المقاومة والجهاد ، مع التحالف غير الندي ، مع أمير قطر ، الحليف الاستراتيجي والصديق المخلص لإسرائيل ؟"
خامساً :إقدام أجهزة أمن حكومة حماس ، على اعتقال عدد من أعضاء الجبهة الشعبية ، في التاسع والعشرين من شهر نيسان الماضي على خلفية توزيع بيان ، ينتقد الإجراءات الأخيرة التي اتخذتها حكومة حماس ، بفرض الضرائب الباهظة على المواطنين الفلسطينيين .
سادساًً: إقدام شرطة حماس ، على قمع مظاهرة نظمها أعضاء من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في خان يونس ، في السابع من شهر أيار/ مايو الماضي ، تضامنا مع سوريا ، ضد القصف الإسرائيلي لموقع جمرايا في العاصمة السورية دمشق .
سابعاً : تهديد أعضاء هذا الجهاز ، من خلال مواقعهم الإلكترونية بكلمات نابية ، كل من تسول له نفسه ، العودة للاعتصام تضامناً مع سوريا في مواجهة العدوان الصهيوني .
ثامناً : عملية القرصنة التي قام بها هذا الجهاز ، على موقع الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين في الرابع عشر من شهر حزيران/ يونيو الجاري .
تاسعا : إصرار حكومة حماس على فرض برنامجها الاجتماعي على أبناء قطاع غزة ، وعلى غير صعيد ، تحت عنوان الالتزام بتعاليم الشريعة الإسلامية .
وقد يقول قائل : لا يزاودن أحد على حماس ، فهي التي هزمت العدو الصهيوني في تشرين ثاني ، من العام الماضي ، عندما دكت تل أبيب والقدس والمستوطنات في جبال الخليل .
وأرد عليه بالقول : ألف مرحى لكتائب القسام التي لقنت العدو درساً لن ينساه ، وألف مرحى لها ، وهي متمسكة بالبندقية والثوابت الوطنية وعلى رأسها تحرير فلسطين من النهر إلى البحر ورفض الولوج في التسويات ، وألف مرحى لها وهي متمسكة بتحالفها مع حزب الله وإيران وعدم نكرانها الجميل ، ألف مرحى لها وهي تعلن " أنها حاربت العدو الصهيوني ، بسلاح إيران وحزب الله ، وليس بأموال قطر .
وأضيف بالقول : لا بد من التفريق هنا بين الجهاز الأمني لحماس وبين كتائب القسام - الحريصة على كل نقطة دم فلسطينية مقاومة - فهذا الجهاز الأمني لا يعمل من تلقاء نفسه ، بل بتوجيه من قيادته السياسية ، التي باتت تنسق خطواتها ، مع تحالفاتها الجديدة وتحديداً مع قطر والحكومة المصرية ، بعد أن نقلت البندقية من كتف لأخرى.
فقطر لا حاجة لشرح دورها كأداة ، أو مقاول باطن لتنفيذ المشروع الصهيوأميركي في المنطقة ، ولعل دور حمد بن جاسم الأخير في قضية التنازل ، عما تبقى من الأرض الفلسطينية ، واضح للعيان ومن ثم فإن قطر تسعى لدفع حماس ، للتراجع عن نهجها المقاوم وعن لاءاتها المعروفة ، بشأن الاعتراف (بإسرائيل ) وأوسلو وخارطة الطريق .
صحيح أن حماس لم تعلن صراحةً تراجعها ، عن موقفها حتى اللحظة ، لكن نخشى في ضوء بعض المعطيات سالفة الذكر وأبرزها ، إقدام شرطة حكومة حماس ، على قتل القائد الميداني في حركة الجهاد الاسلامي رائد جندية ، أن تنطبق عليها مقولة : من يدفع للزمار يحدد النغمة.
فقطر ليست جمعية خيرية ، تدعم حماس لوجه الله تعالى ، بل لها مآربها باتجاه الدفع بحماس ، للسير في الاتجاه المعاكس لنهجها السابق ، بينما كانت أطراف حلف " المقاومة والممانعة " وهي ايران وحزب الله وسوريا ، تدعم حماس ، على أرضية نهج المقاومة ، ورفض الحلول التصفوية للقضية الفلسطينية ومقاومتها وبحكم القواسم المشتركة ، ضد العدو الصهيوني والولايات المتحدة الأمريكية .
والنظام المصري في ضوء أزمته الراهنة ، وفي ضوء التزاماته المعلنة باتفاقات كامب ديفيد ، معني بالحفاظ على الجانب الأمني مع الكيان الصهيوني ، ومن ثم فإنه وفي ضوء علاقته الراهنة مع الولايات المتحدة ، والتي يسعى إلى تطويرها لتصل إلى درجة " التحالف " يسعى إلى إدامة ، وتأبيد الهدنة ، التي وقعتها حماس مع العدو الصهيوني بوساطة مصرية ، حيث تشير المعطيات إلى أن حكومة حماس ، تتساوق مع النهج الحاكم في مصر ، بشأن إدامة التهدئة .
إن هذا النهج لحكومة حماس وجهازها الأمني ، بات ينذر بانفجار وشيك في قطاع غزة ، خاصةً بعد أن أعلنت حركة الجهاد الإسلامي ، قطع كل صلاتها مع حليفتها السابقة حركة حماس وبعد أن ظلت أمينة لتحالفها مح حزب الله وإيران ، وبعد أن رفضت الزج بنفسها في الأزمة السورية .
وكم كبرت حركة الجهاد الإسلامي ، في عيون شعبنا الفلسطيني عندما أعلنت ، أن الرد على اغتيال ، أحد أبرز قياداتها الميدانية على يد شرطة حماس ، لا يكون بالاقتتال ، والاحتكام للسلاح ولا بإشعال فتيل حرب أهلية ، بل بإطلاق رشقات من الصواريخ على العدو الصهيوني .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فصائل المقاومة تنعى الشهداء الأربعة في طولكرم وتتعود برد قاس


.. مقتل قائد عسكري بحزب الله في غارة إسرائيلية على جنوب لبنان




.. تفاصيل عملية الطعن في شمال إسرائيل


.. نازح في غزة يستغيث: -إحنا لا صامدين ولا شيء ومقلول قيمتنا-




.. خبيرة تسويق: -العلاج بالرفض غير حياتي-