الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


قمة الإخلاص ...... قصة تولد من آلام كوباني

بنكين مصطفى تمو

2013 / 6 / 27
مواضيع وابحاث سياسية



بنكين تمو (Bengîn temo)

للتاريخ ذاكرة حية بعيدة عن أبطال العام الحادي عشر بعد الألفين ، تفتح دفتيه بين فينة و أخرى لتقدم عن هؤلاء الذين كرّسوا حياتهم ودمروا مستقبلهم من أجل بزوغ شمس الحرية ، لست هنا بصدد شخص معين بقدر ما أريد أن اشخّص الحالة التي نتعلم منها الدروس والعبر .
بحرقة الآهات وغيوم سوداء وبكاء أليم، بدأت مسيرته متطلعاً لنيل حقوقه والعيش بكرامة أسوة بالشعوب المتحضرة فبدأ الهم والغم يلاحقه أينما حط رحاله من ضيق الحال إلى حال أضيق ومع ذلك كان يمضي بخطوات ثابتة مع رفاق دربه دون كلل أو ملل حتى يومنا هذا .
فكان القدر يراقبه من بعيد ويفاجئه مع رفاقه بين ومضات الأمل ، فبدأت قصته الواقعية في أحدى القرى التابعة لمدينة كوباني المنسية التي كانت تخيم على أجواءها القبضة الأمنية المتشددة والمزاجية في الاعتقال لمجرد أنك كردي ، ففي أحدى السنوات اقترب موعد عيد نوروز وكلكم تعرفون عندما كان يقترب عيدنا القومي كان الأمن يهيج وتصبح قبضته من الفولاذ، فكانت هناك فرقة موسيقية تريد أن تحضر نفسها من أجل إدخال البهجة والسرور إلى قلوب هذا الشعب الذي يتوق إلى ذلك اليوم ليبرز طابعه القومي وليقول أنا كردي من خلال صرخاته التي تعانق السماء من فوق الجبال .
ذهبت الفرقة من فوق الجبال مشياّ بالأقدام بمسافة لا تقل عن 20 كم كي تقوم بالبروفات التحضيرية لعرض ذلك على مسرح نوروز .
فذهبت الفرقة إلى بيت Bavê Zinar في القرية خوفا من آلة النظام البعثي القمعية والهول الأمني من جهة ولأن Bavê Zinar يملك غرفة كبيرة من جهة أخرى ،ولكن للأسف يمتلك غرفة وحيدة فقامت الفرقة بالتدريب والعمل ..
أخد Bavê Zinar أولاده وزوجته الحامل آنذاك إلى بيت أخيه ... ولأن التعاسة تعصف بنا أينما وضعنا الرحال، فإن زوجته وضعت مولدها في تلك الليلة وفي بيت أخيه...المولود لم يستنشق الأوكسجين ولم يذق مرارة الحال فولد ميتاً، فكان موقف Bavê Zinar هنا بين المطرقة والسندان ... فهل يخبر رفاقه ؟؟ وهل ينزع حماسهم ؟؟ وكيف يعكر الأجواء في ظل جاهزية الفرقة لعيد نوروز ، فقرر أن يواجه القدر بذاته فأسرع Bavê Zinar لحفر قبر لذلك الملاك الميت ودفنه على العجالة وذهب إلى القرية المجاورة لإحضار أخته لتعد وجبة العشاء للفرقة الموسيقية التي كانت لا تزال لا تعلم شيئا عن ذلك..
فبعد العشاء غادرت الفرقة مشياً بالبهجة والسرور تاركة الحزن في قلب ذلك المقهور الذي كان ترافقه غيوم سوداء أينما ذهب .. ولكن عزيمته وإخلاصه كانتا أقوى من أن يستسلم لحكم القدر ، فالإخلاص والوفاء كانتا عنواناً بارزاً على جبينه .
بعد المغادرة بقي عند Bavê Zinar بعض الشباب ليناموا عنده فاخبرهم بكامل القصة .. فأدمت قلوبهم وهم ينفخون قهراً من غدر الزمان ..والظلم الذي كان يرافقهم لاختيار ذلك المكان .
لنقف... لوهلة صامتة من ظلم النظام ...الذي كان يحارب الجنين والطفل قبل أن ينام ... ما الذي جعلنا أن نحتكم إلى الوئام ؟؟ ... وحسن القيام ...ونناضل ضد الإجرام ... أنه الإخلاص لقضيتنا ... ومبادئنا ... و لأننا لن نقبل حكم الأشرار ... وكنا دائماً نصرخ مع الأحرار .. فسوف نخالفك أيها القدر ... لن نكون شعب الله المحتار .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. مقتل جنديين إسرائيليين بهجوم نفذته مسيرة لحزب الله | #غرفة_ا


.. صاعد المواجهات بين الجيش السوداني والدعم السريع | #غرفة_الأخ




.. نتنياهو: دخولنا إلى رفح خطوة مهمة جدا وجيشنا في طريقه للقضاء


.. أسامة حمدان: الكرة الآن في ملعب الإدارة الأمريكية التي عليها




.. مياه الفيضانات تغمر طائرات ومدرجات في مطار بجنوب البرازيل