الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


(هذا أبو إسراء)!

محمد لفته محل

2013 / 6 / 28
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


عبارة يرددها أنصار رئيس الوزراء العراقي (نوري المالكي) في أي حوار مع منتقديه سياسيا، فإذا كنت تقول إن المالكي متهم بالفساد بالتغطية على أتباعه كعقود الأسلحة الروسية وأجهزة كشف المتفجرات وعقود شركات الكهرباء الوهمية، أو انه يتلاعب بالقضاء يعتقل من يشاء، أو لا يفي بوعوده التي قطعها في اتفاق اربيل، أو يستحوذ على السلطة بتوزير نفسه على الوزارات السيادية يرد عليك أنصار (هذا أبو إسراء) كأنها نوع من الهروب أو الخروج عن الموضوع؟ هي تقدم كأنها تعريف بشخص غير معروف، عبارة لا تقول شيء، كأنها دخيلة على سياق الحوار لأنها تكتفي بتعريف ما هو معروف سلفا لأننا نعرف انه رئيس الوزراء (نوري المالكي)؟ وسياق هذه العبارة الطبيعي يكون حين تعّرف شخصا لشخص آخر لأول مرة فتقدمه (هذا أبو فلان) فيرد الشخص (أهلا وسهلا أو تشرفنا) وفق ثقافة المجتمع العراقي كنوع من التقدير حين يكنى الشخص باسم طفله الأكبر، هي لم تقل (أبو إسراء النزيه أو المخلص أو العادل أو القوي) الخ بل فقط تعريف؟ وبما إن مجتمعنا ذكوري فإن المتعارف عليه أن يكون اسم الطفل الذكر هو كنية الشخص وليس الأنثى أمر طبيعي، وهذا ما لا نجده في كنية (نوري المالكي) حيث معروف للكل أن الطفل الأكبر له اسمه (احمد) بالتالي كان من المفروض أن يسمى (أبو احمد) وليس (أبو إسراء) في ثقافة المجتمع العراقي؟! فلماذا كُسرت هذه القاعدة الذكورية؟ ولماذا تحشر هذه العبارة وسط حوار (تبدو) لا علاقة لها به؟ فنحن نستغربها حين نسمعها لأول مرة، لكنها باتت مفهومة بمرور الأيام، الحقيقة إن هذه العبارة محملة بمضامين اجتماعية وسياسية طائفية رغم أنها تبدو لا معنى لها في سياق الحوار، فاختيار (أبو إسراء) وليس (أبو احمد) هو أن العراقيين الشيعة معروفين بتسمية أطفالهم بأسماء أحفاد النبي اعتزازا بهويتهم الطائفية، ومن هنا جاءت العبارة للتأكيد إن المالكي شيعي إذا كان الناقد سني، وللتذكير انه شيعي (من جماعتنا) إذا كان الناقد شيعي، لان أتباع المالكي يرونه شيعي في مواجهة السنة البعثية التكفيرية أتباع القاعدة والسلفية (كما يصور الإعلام الطائفي لهم) الذين َحكم العراق طوال هذه السنين رغم أنهم أقلية ظلمُ الأكثرية، وقد عمد المالكي في دورته الثانية بالحكم على تسويق نفسه كشيعي في مواجهة السنة عكس دورته الأولى التي سوق نفسه كعلماني إسلامي، إن استحضار التاريخ السياسي الديني في التعامل مع قضايانا الراهنة هو احد أسباب تخلف وجمود العملية السياسية بالعراق ما بعد الاستبداد والاحتلال الأمريكي، لان النهج السياسي الطائفي هو مبني على بعث التاريخ الطائفي وإسقاطه على الحاضر والمستقبل فمن الطبيعي أن ينعكس على المجتمع ومؤسسات الدولة التشريعية والقضائية والتنفيذية والإعلامية، فعادت تسميات تاريخية كالنواصب والروافض والصفوية ثارات بني هاشم، الجيش السفياني والخوارج الخ لهذا فعبارة (أبو إسراء) عبارة طائفية ضمنيا بامتياز ودون وعي الناس بها مباشرة لمعناها.
في فلتة لسان قال المالكي أمام مجلس عشائري (ما ننطيها) (وقد كان يعني السلطة) ما يعني إن نواياه هي التشبث بالسلطة بكل السبل سواء باستخدام القضاء أو البرلمان أو الاغتيال التي يتحكم بها بالخفاء، إن حب نوري المالكي المجنون للسلطة جعله يضع يده بيد الميليشيات (عصائب أهل الحق) لمواجهة خصومه الشيعة كالتيار الصدري بالتالي فاحتمال نشوب حرب شيعية شيعية واردة جدا، بعدما حارب في دورته الأولى الميليشيات لفرض القانون وتطهير المناطق من حكم الميليشيات، إن المالكي يبني نفسه ليكون قويا مطلقا كصدام حسين، من خلال تقوية نفوذه في الوزارات الأمنية (التي يقودها بنفسه) والاقتصادية وتكوين ميليشيات للدفاع عنه ومحاربة خصومه من السنة والشيعة إلى جانب الجيش والشرطة، ومواجهة دول الجوار العربي بإيران كلها سياسيات ستقود العراق إلى التقسيم والحرب الأهلية والعزلة الإقليمية والدولية. إن صدمة انتخابات مجلس المحافظات للمالكي التي خسر فيها مقاعد كثيرة رغم أن كتلته تضم أكثر من حزب في حين أن خصومه بكتلهم المفردة نالوا نصف ما نال المالكي من مقاعد رغم تحالفه مع أحزاب أخرى، لذلك سارع بترميم العلاقات مع خصومه كالأكراد وجبهة الحوار ومتحدون.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



التعليقات


1 - عامر
حمورابي سعيد ( 2013 / 6 / 28 - 08:55 )
لتسلم ابو اسراء فجيبك عامر وقصرك يبنى والكون المهدم .تحياتي

اخر الافلام

.. ألمانيا تقر قانونا لتسهيل طرد مؤيدي الجرائم الإرهابية | الأخ


.. أردوغان لا يستبعد عقد اجتماع مع الأسد: هل اقتربت المصالحة؟




.. قراءة ميدانية.. معارك ضارية وقصف عنيف على حي الشجاعية بمدينة


.. -من الصعب مناقشة كاذب-.. هكذا علق بايدن على -التنحي- | #عاجل




.. -لكمات- بين بايدن وترامب .. والأميركيون في مأزق ! | #التاسعة