الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكومة وطنية ، شيعية كردية سنية !!

حمزة الشمخي

2005 / 5 / 3
اليسار ,الديمقراطية, العلمانية والتمدن في العراق


لقد تم تشكيل حكومتنا العراقية الجديدة ، كحكومة وحدة وطنية، لأنها تضم الشيعة والسنة والأكراد ، بهذه العبارة يختصر جل أعضاء قائمة الإئتلاف العراقي الموحد ذات المقاعد الكثيرة في الجمعية الوطنية العراقية حديثهم ، حيث يتحدثون وبإصرار عن حكومة إئتلاف وطني تضم جميع أطياف ومكونات الشعب العراقي ، ولكن في حقيقة الأمر لقد تشكلت هذه الحكومة، بعد صراع دام فترة طويلة من الزمن ، ولكنها ولدت ناقصة ، وسبب ذلك يعود، لأن الحقائب الوزارية أراد لها هؤلاء، أن توزع وفق المحاصصة المذهبية والقومية، وليست على أساس كفاءة المواطن العراقي ونزاهته وإخلاصه وتاريخه المشرف لكي يكون في هذا المكان المناسب أو ذاك ، دون السؤال عن دينه ومذهبه وقوميته وإنتمائه السياسي وعشيرته .
ولكن للأسف الشديد أن هذه الحكومة العراقية الجديدة، برئاسة الدكتور إبراهيم الجعفري ، والتي أرادوا لها أن تلبس ثوب حكومة الوحدة الوطنية ، وهي التي في حقيقتها حكومة طائفية ، مذهبية قومية، لا تمثل الطيف السياسي الواسع والمكونات الأساسية والمتنوعة من أبناء المجتمع العراقي ، والتي على أساسها خرجت الملايين العراقية من أجل إجراء الإنتخابات ونجاحها، وهذا ما تم بالفعل، نتيجة تحدي وإرادة ووعي شعبنا المكافح .
أن حكومة المحاصصة في العراق أو غيره من البلدان الإخرى ، تلد مشاكلها المختلفة معها وفي بداية المرحلة الأولى لتشكيلها ، لأنها تلغي قطاعات واسعة وطاقات مهمة ومؤثرة، بسبب إختياراتها المحدودة والضيقة للأشخاص الذين سوف يتولون المسؤوليات بإعتبارهم من هذه القوائم الفائزة بأصوات الشعب، هذا الشعب الذي يريد الحلول السريعة لمشاكله الكثيرة والمتنوعة، والذي لا يعنيه كثيرا قومية أو مذهب هذا الوزير أو ذاك ، بقدر ما يعنيه نزاهة وإمكانية وكفاءة الشخص الذي يتولى هذه المسؤولية، بشعوره الوطني إتجاه أبناء شعبه، وتحقيق كل مايستطيع تحقيقه من أجل توفير الخدمات اليومية للمواطن، والإسراع بتوفير الأمن والآمان، وعودة السيادة الوطنية الكاملة، وهذا ما يريده العراقي اليوم .
واليوم تقع مسؤولية وطنية كبيرة على عاتق كل العراقيين المخلصين، الذين يريدون لوطنهم المستقبل المشرق ، أن يعالجوا قضاياهم بحكمة وطنية وهمة ثورية ، وأن يتصدوا للأفكار الطائفية من خلال تعزيز وترسيخ الوحدة الوطنية، ونشر المفاهيم الديمقراطية ، وأن تلعب الأحزاب والقوى والشخصيات السياسية دورها المؤثر في الحياة السياسية والحزبية والشأن العراقي العام ، وأن يكون لمنظمات المجتمع المدني المساحة الواسعة والدعم الكبير لتحقيق أهدافها ومشاريعها التي تصب في مصلحة خير الوطن وتقدمه .
لنعمل جميعا من أجل الحفاظ وتطوير ما تحقق من إنجازات وطنية تقدمية ، وبنفس الوقت التصدي ومعالجة، كل القضايا السلبية والمعرقلة ، والتي لا تجعل من الوطن أولا ، يجب الوقوف بوجهها بحزم ومنها الثلاثية الطائفية، والتي يريد منها البعض أن تكون بندا ثابتا في دستورنا القادم ، لأنهم بدونها لا يمكن تحقيق المكاسب من خلال شعاراتهم المذهبية والدينية والقومية والعشائرية، التي تخاطب بها الجمهرة الواسعة من الناس ، بعيدا عن البرامج والخطاب السياسي الوطني بإسم العراق والعراقيين .








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. اجتماع مصري إسرائيلي أميركي مرتقب بشأن إعادة فتح معبر رفح| #


.. المتحدث باسم الخارجية الأميركية لسكاي نيوز عربية: الكرة الآن




.. رئيس مجلس النواب الأميركي يعلن أن نتنياهو سيلقي كلمة أمام ال


.. أربعة عشر متنافسا للوصرل إلى كرسي الرئاسة الإيرانية| #غرفة_ا




.. روسيا تواصل تقدمها على جبهة خاركيف وقد فقدت أوكرانيا أكثر من