الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


حكاية شراب العصر

صالح برو

2013 / 6 / 28
مواضيع وابحاث سياسية



ما يحدث في هذا العصر أنَّ الأسئلة غير قادرة على الصمود أمام الإجابات الواضحة، فغالباً ما نراها تلوذ بالفرار وتصرخ طالبة النجدة عندما يضيق عليها الخناق خشية من المستمسكات عليهاوهنا فلا سبيل لنا إلا أنْ نستوحي من الإجابات أسئلة على مقاس الحدث والفضيحة معاً، ومن ثم مراعاة النتائج بما يتوافق مع الظرف المكاني والزماني.
أمّا إذا كان هذان العنصران جريحان فلا حلَّ أمامنا سوى بتقديم الإسعافات الأولية كالتحليل والتفسير لمجريات الأمور، وإذا كانا العنصران انتهت صلاحيتهما ولا يجديان نفعاً فما علينا إلا بالضغط على الجرح، والنوم طويلاً، وعدم الاستيقاظ باكراً.

وبما أنَّ الأرق صار قرين المرء في الفراش، والصباح بات معروفاً بالخمول بسبب البطالة التاريخية للعمر كله، والحرمان من كافة مستلزمات الحياة الترفيهية التي باتت من العادات والتقاليد الشرقية المعروفة في المنطقة فلا ضير من الصمت.
فلو صحت الهجرة بمبلغ مالي متوفر سابقاً كنتم قد جنيتموه لظروف قاهرة كهذه فلا بأس من الرحيل، وبما أنني واهم لحدّ ما لأن الحياة أسوأ مما أتوقع بكثير ومن الصعب توفير مبلغ مالي حسب المناخ الماضي والحالي فما عليكم إلا باللجوء إلى مشفى الأمراض العقلية، وطالما أنَّ المشفى لا يستقبل المرضى إلا بموافقة طبية، وأمنية موقعتين من مختار الحي وشكاوى الجيران بحسب الشروط الرسمية، وبما أنَّ كل هذه الشروط غير متوفرة فالحل الأمثل هو المبيت في المقبرة والاستعداد لاستقبال الملاكين "منكر ونكير" وأنتم أحياء، وبحسب المسائلات المطلوبة والإجابات المقدمة سيتم تصنيفكم في قائمة المطرودين من ملكوت السماء لأنَّ الله لم يهبكم الحياة ليستقبلكم أحياء في المقبرة.
وطالما هنالك فرصة سماوية تمنحها كل أربعة عقود للناس المغفلين من أمثالنا لخلق حالة من التوازن الإنساني كمبدأ التوازن البيئي فما عليكم إلا أن تعودوا أدراجكم إلى الحياة مجدداً من خلال الشارع، وبصيغة أفضل فيما يخص العميان الذين سيندهشون من كلمة (شارع) لأنَّ ما يعرف عنه هو مكان للمارة ومسير للسيارات، إضافة إلى كونه مأوى المتسكعين، والمشردين، والعاطلين عن العمل.
وما لم يعرف عنه بعد بالنسبة لهؤلاء العميان إنه المفتاح السري لفتح الأقفال المؤدية إلى الحياة، حينها سأخاطب هؤلاء بقلم متمرن لا يزال في طور الولادة بثلاثة أسطر لا أكثر: "ألم يكن المواطن عصيراً وشراباً مفضلاً لجميع العصور؟ لا أشك في ذلك، ولكن الإكثار منه يسبب مغصاً حاداً لا يمكن إيقافه! فاحذروه ولا تسألوني عن الوصفة المضادة لأنَّ الجميع بات يعرف الإجابة.








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. بدء التوغل البري الإسرائيلي في رفح


.. طفل فلسطيني ولد في الحرب بغزة واستشهد فيها




.. متظاهرون يقطعون طريق -أيالون- في تل أبيب للمطالبة الحكومة بإ


.. الطيران الإسرائيلي يقصف محيط معبر رفح الحدودي




.. دول عربية تدرس فكرة إنشاء قوة حفظ سلام في غزة والضفة الغربية