الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


دخلت الجيش؟ لأ. شفته فيديو

محمود عبد الغفار غيضان

2013 / 6 / 28
كتابات ساخرة


ليس من رأى كمن سمع. تلك العبارة القديمة تلخصها هذه الأيام الطرفة التي رددناها جميعًا لمن لم يمر بشدائد أو مواقف صعبة كفترة التجنيد مثلا. "دخلت الجيش؟ لأ! شفته فيديو." فيكون رد الفعل التلقائي للسائل: "إذن فليكن صمتك خير من كلامك على ما لم تجربه بنفسك!"

إلى كل المصريين في الخارج! أصدقائي وأحبائي أبناء مصر الكرام. كل عام وحضراتك بخير بقرب حلول شهر رمضان المبارك. أسأل الله أن يكون شهر خير وبركة وأمان وسلام علينا وعلى بلدنا وعلى كل بقاع أرض الله الواسعة.
تمر مصر بمرحلة في غاية الحساسية والخطورة. وبحكم وجودنا في الخارج فنحن نطالع أخبارها بأدق التفاصيل ونكتب ونشارك ونعلق ونندد. منا المتمردون ومنا المساندون للنظام الحالي. أنا شخصيًا مع التمرد السلمي على نظام لم يقدم لمصر وشعبها ما تستحقه. لكننا جميعًا ومع تألمنا وانشغالنا بمصر لا نقف في محطاط البنزين بالساعات. لا نتعرض للبلطجة في الشوارع ولا تعاني زوجاتنا أو بناتنا في الغربة من التحرش كلما نزلن إلى الشارع. لا نتعامل مع سائق تاكسي أو بائع أو زميل في العمل يخالفنا في الرأي بشكل صار غير مأمون العواقب. فالخلاف في الرأي الآن قد يودي بحياة إنسان بمنتهى البساطة. الناس تحولت لأرقام وصور يتم تداولها على الفيس بوك للترحم أو للتشفي عند بعض ذوي النفوس المريضة. كلنا يحب مصر ويتمنى لها الخير. لكننا جميعًا مختلفون في طريقة حبنا لها وفي تصوراتنا عن مستقبلها وفي العمل من أجلها. بعض المصريين في الخارج مهاجرون ولن يعودوا إليها إلا للسياحة. البعض يعمل ويريد أن يعمل حتى سن التقاعد ثم يرجع ليستريح. والبعض يدرس أو وجوده في الخارج مؤقت.

لست في مجال استقصاء حالات المصريين في الخارج لكني أريد أن أقول إننا يجب أن نكون صوت العقل لكل مصر الآن. لا يُعقل مثلا وأنا على بعد آلاف الأميال من بلدي أن أدعو للحرق والتخريب ثم أغلق الحاسوب وأذهب للسينما أو صالة الرياضة بكل ضمير مرتاح. لا يعقل أن أحض الناس على التقاتل وأنشر أخبارًا غير دقيقة تزيد من الفتنة وأنا أخطط لقضاء العطلة الأسبوعية على شاطئ البحر في المدينة الهادئة القريبة!! لا يُعقل أن أردد ألفاظًا نابية وألقنها الآخرين وأنا أعيش في مجتمعات متحضرة لا تعاني فيها أذنيّ من مثل هذه الأصوات. لا يُعقل أنْ أكون في منتهى الثورية وأدعو للقضاء على ما فوق الأخضر واليابس من المخالفين لي في الرأي أو حتى ممن يعرقلون نجاح الثورة بينما خطتي أن أعود لمصر عندما تستقر الأوضاع بعد خمس أو عشر سنوات مثلا. الذي يريد أنْ يغير بالقوة الآن يحجز في أول طائرة ويترك كل شيء وليرجع ليغير. دون ذلك أتمنى أن يكون لنا دور مهم كحلقة وصل تحقق التفاهم والسلام لبلدنا. ليست الشجاعة أن تقتل الأسد في لعبة على الكمبيوتر. وإنما إن أردت اختبار شجاعتك. أهلا ومرحبًا بك في أحراش أفريقيا وأدغالها ولن يمنعك أحد.

الثورة وتاريخ الثورات يؤكد أن أحلام الشعوب تتحقق بعد سنوات قد تمتد لعقود لأننا الآن وبعد الثورة نحارب فساد النفوس والضمائر. أنا كنتُ من الهمللين الذين لم يناموا لأيام فرحًا بالثورة. لكني لم أبالغ في توقعاتي ولم أترك أحلامي تجرني لتصور أن مصر ستكون مثل كوريا الجنوبية مثلا خلال خمس سنوات. كوريا نفسها احتاجت لأكثر من عشرين سنة بعد الثورة لتكون دولة ديمقراطية يُحترم فيها سيادة القانون. لا تقارنوا مصرنا بالدول المتقدمة التي نعيش فيها الآن لأن المقارنة ظالمة. ساعدوا بلدنا بكل الإيجابيات التي تعلمتوها في الخارج بكل إخلاص لكي تصبح في أقرب وقت وطنًا نفخر بالانتماء إليه. مصر في حاجة للأخلاص ولا شيء سواه........ لا يُفهم من كلامي أني أدعو للصبر على نظام فاشا بالثلث ولكني أقول علينا بإيجاد الوسائل التي تغير هذا النظام بكل سلمية. فروح إنسان تُزهق دون ذنب جريمة سيعاقبنا الله جميعًا عليها. تذكر أنَّ جملة قد تكتبها عندك أو صورة قد تنشرها قد تتسبب في هذا الذي ذكرته قبل قليل. أعتذر عن الإطالة وتحياتي وكل الود لكم جميعًا. اللهم احفظ مصر وأهلها من كل سوء.

محمود عبد الغفار غيضان
28 يونيو 2013م








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. عام على رحيل مصطفى درويش.. آخر ما قاله الفنان الراحل


.. أفلام رسوم متحركة للأطفال بمخيمات النزوح في قطاع غزة




.. أبطال السرب يشاهدون الفيلم مع أسرهم بعد طرحه فى السينمات


.. تفاعلكم | أغاني وحوار مع الفنانة كنزة مرسلي




.. مرضي الخَمعلي: سباقات الهجن تدعم السياحة الثقافية سواء بشكل