الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


الأفضل أن تكفروا وتندّدوا بالديمقراطية والحرية حتى ( تفوزوا !! ) بالمقاعد البرلمانية العربية الإسلامية

ناصر المعروف

2005 / 5 / 3
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في الخليج والجزيرة العربية


ليس هذا ( العنوان ! ) بالتأكيد دعوة للتخاذل والتثبيط وفقد الأمل والرجاء للخيريين من البشر في عالمنا العربي والإسلامي ، بقدر ما هو في حقيقته قراءة كباقي القراءات للواقع الذي نحياه صباحا ومساء ، والذي يفرزه لنا واقعنا المؤلم بلا رحمة تذكر وبلا حتى سابق إنذار !! وذلك للوقوف عن قرب عن طريق التأمل الدقيق لحال واقعنا المرير والمحاولة الجادة لدراسته أو حتى أضعف الإيمان تسليط الضوء عليه وكذلك التحلي بالجرأة والشجاعة بالاعتراف بوجوده والعمل المخلص لوضع الحلول المناسبة والناجعة له بشكل أكثر دقة وعمق وصحة 0

فقد أمضى الكثيرون من الخيريين في داخل وخارج هذه المنطقة البائسة من العالم من الجنسين ( ذكورا كانوا أم إناثا ) زهرة شبابهم وروعة حيويتهم ونشاطهم ، وتعرضوا خلال مسيرتهم النضالية الخيرة لصنوف وأنواع شتى من القهر والمهانة وكذلك السجون والتعذيب النفسي والجسماني وحتى وصل الحال ببعض الرموز منهم من سقط شهيد كقربان لتلك المطالب العادلة السامية الرفيعة الإنسانية والمتمثلة بالدفاع المستميت والذي ( لا يلين ولا يستهين ) عن الحقوق الطبيعية للشعوب العربية الإسلامية وذلك بالعيش الكريم عن طريق صون الحقوق ومعرفة الواجبات و بما ترسمه لهم وما تقرره تلك الصناديق الانتخابات الحرة والنزيهة ، والتي تجرى معاركها الحضارية في أجواء ومناخ يتسم به بروح الحرية المسؤولية والديمقراطية الشفافة والبعيدة كل البعد عن ذلك الاستبداد بكافة أنواعه وأشكاله ومصادره !!
ويلاحظ أنه ( بكل أسف ! ) وفي الغالب (خاصة في الآونة الأخيرة بالتحديد !! ) أن ثمرة ما أنجزه وقام بزرعه الأولين واللاحقين تسقط بقدرة قادر( باردة مبردة !! ) في أفواه أقل ما يقال عنها بأنها أفواه ماانفكت ولو للحظة واحدة تندّد بشدة بالديمقراطية والحرية وبوجوه كل من ينادي ويدعو لهما ولو حتى كانت تلك المناداة عن طريق النجوى أو حديث القلب للقلب !! وتعمل ساعية وجاهدة على تكفيره وإخراجه من الملّة وحتى وهم أعضاء برلمانيون فاعلون داخل قبة البرلمان الديمقراطية !!

والشواهد على هذه ( الكارثة الماحقة ) كثيرة ومتنوعة في عالما العربي والإسلامي ولكن لعدم الإطالة يمكن حصرهما في مثالين أو ثلاث ، نذكر بهم وذلك على السبيل العبرة والعظة ( لا أكثر ولا أقل ) :-
- خذ مثلا التشكيلة التي يمثلها أعضاء مجلس الأمة الكويتي ( البرلمان ) والذي ارتفع فيه نصيب المتشددين المتأسلمين ، لينالوا فيها ، نصيب الأسد على ضوء آخر نتائج للانتخابات البرلمانية الكويتية !!
وهي تلك الفئة التي كانت ومازالت تواصل الليل بالنهار دون أدنى ملل أو كلل ( !! ) للوصول بحلمها الأزلي وذلك للإعلان بيان ( رقم واحد ) لقيام الدولة الطالبانية على أجزاء أو كافة التراب الكويتي لتكون الدولة الثانية لهذا النهج المتشدد والتي تأمل له ( بكل إصرار عجيب وغريب!) كل الموفقة والنجاح وكذلك الانتشار السريع في أرجاء المنطقة ( !! )

والسؤال الهام هنا : هل قرر غالبية الشعب الكويتي أن ( يهنئوا ! ) بالعيش في بلادهم على ضوء النهج الطالباني ؟! وإذا كانت الإجابة بـ ( نعم ) فبها أنعم وأكرم ، فكل ما على الكويتيين إذن ، هو ذلك الصبر والانتظار والذي أعتقد ( بل إنني أجزم ) بأنه لن يكون طويل !! لتأتي لهم بعدها بعض هدايا الغرب المتمثلة بتلك الصواريخ المتنوعة الأشكال والأحجام !!
وذلك لهدم جلّ ما بناه آباؤهم وأجدادهم خلال أربعين وخمسين سنة مضت وخلت وولت!! وكذلك ( نسف ! ) كل ما طرأ من مرض عضال مفاجئ في عقول وأذهان ووجدان غالبية أبناء الكويت ( ولا سيما الشباب منهم ) والعودة بهم ( حتى لو طلب الأمر ) بعضا من الشدة والقوة والقسوة !! وإعادتهم من مرحلة وحالة اللاوعي إلى مرحلة وحالة الوعي التام !!
وإذا كانت الإجابة بـ( لا ) فالسؤال المنطقي يطرح نفسه هنا وبقوة قائلا :-
فلما أعطى أغلب الكويتيون إذن الثقة لهؤلاء( الملائكة ! ) ليكونوا أعضاء في برلمان بلادهم ؟!! وإلى المكان الذي يستطيعون به تحقيق حلمهم الأزلي ( الوردي ! ) وبشكل سلمي وقانوني (!! ) والطامة الكبرى كذلك تكون الأكثرية البرلمانية والغالبية بأيدهم !!
ويبقى سؤال هام وملح أيضا في الحالة الكويتية ( الغريبة ) والقائل :-
من هو المتسبب الحقيقي بشكل مباشر أو غير مباشر بانتشار هذا المرض المفاجئ في صفوف وعقول الشعب الكويتي لاسيما خلال العشرين السنة الفائتة ؟!!
وكذلك تضييق الخناق ( والخنق أحيانا !! ) بشكل مدروس ومنظم لحرق أغلب أوراق الرموز النيرة والمستنيرة في المجتمع الكويتي ( المتسامح والحر سابقا ) !! وفي المقابل فتح الأبواب الواسعة لقوى التطرف والتخلف لتسرح وتمرح في الأرض الكويتية دون حسيب لها أو حتى مجرد رقيب !!

- أما المثال الثاني فهو تلك النتائج الانتخابات البلدية المؤسفة الأخيرة في المملكة العربية السعودية وإن كنّا قد فرحنا بها فرحا غامرا بحدوث تلك العملية الديمقراطية ولأول مرة على الساحة الشعبية السعودية ( ولكن النتائج ما هي في حقيقتها إلا تحصيل حاصل لما حدث ويحدث في دولة الكويت ) ! غير أن دولة الكويت كانت في الماضي في حالة أفضل مما عليه الآن وتراجعت لمراحل وأشواط نحو الوراء !!
والحالة السعودية ليست فيها ( تنديد ) فقط وذلك للمطالبين بالديمقراطية والحرية وإنما يصل الحال لدرجة ( التكفير!! ) من قبل تلك الجماعات المتشددة وتهديد الخصوم الديمقراطيون بقطع الرقاب وإراقة الدماء ، وعظائم الأمور، وكذلك كانت النتيجة النهائية والمحصلة الأخيرة ، لتلك الانتخابات البلدية السعودية ، هو ذلك الفوز الساحق للجماعات المتأسلمة وبالتحديد المتشددة منها أيضا !!
(مع ملاحظة جديرة بالاهتمام ) وهي :-
أن ما يقاس على القوى( السنية ) المشددة في هاتين الدولتين وغيرهما ، كذلك يقاس تماما على القوى ( الشيعية ) المتشددة فيهما أو غيرهما وحلمها الأزلي كذلك بالدولة الدينية المتشددة كماهو واقع الحال الآن في الجمهورية الإيرانية الحالية .!!
ولعلّ كان أكبر شاهد للتشدد الشيعي وميل نحو الطائفية البغيضة هي تلك النتائج الانتخابات الكبيرة والحرة والنزيهة التي أجريت في العراق المحرر مؤخرا ، والتي كانت نتائجها أنها تسببت بانتصار وفوز قوى كبيرة ( لا يستهان بها ) بتاتا ، وكذلك لا يمكن وصفها بأي حال من الأحول بأنها قوى محبة للحرية والديمقراطية !! أوهي داعية أصيلة لهما !!

وعلى ضوء ما سبق فإنني أنصح القوى الديمقراطية الحيّة وحتى الميّتة منها !! في عالمنا العربي البائس واليائس أن تنتهج تماما نفس نهج هذه القوى المتشددة السنية منها والشيعية ، وتعلن كفرها البواح بالديمقراطية والحرية وتعمل على التنديد بهما أمام القاصي قبل الداني !!
لعلّها بهذا تنال في المستقبل القريب مراكز أفضل وأقوى مما عليه الآن !!

ومن يجد حلا آخر أفضل ممّا عرضناه للحالة العربية الإسلامية الغريبة والعجيبة والفريدة في العالم بأسره ، فليتفضل مشكورا بطرحه قبل أن يفلت لنا آخر ذرة عقل نمسك به في الزمن ( لا عقل ) العربي الإسلامي !!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. الجيش الإسرائيلي يحاول تحقيق استراتيجية -النصر الشامل- ضد حم


.. شكري حذر خلال اتصال مع نظيره الأميركي من -مخاطر جسيمة- لهجوم




.. بلينكن: واشنطن تعارض معركة كبرى في رفح | #رادار


.. الجيش الإسرائيلي: طائرتان مسيّرتان أطلِقتا من لبنان تسقطان ف




.. حرب غزة.. مصدر فلسطيني مسؤول: السلطة الفلسطينية لن تدير معبر