الحوار المتمدن - موبايل
الموقع الرئيسي


من سيخرج اليوم؟

نادين عبدالله

2013 / 6 / 29
اليسار , الديمقراطية والعلمانية في مصر والسودان



من المتوقع أن تخرج قطاعات واسعة من الشعب المصرى للتظاهر فى يوم 30 يونيو المقبل؛ فالحقيقة أن النظام الإخوانى لم ينجح فى كتابة ما سماه «أعظم دستور عرفته البشرية» بل بالأحرى نجح فى جذب «هذه البشرية» ضده.

القطاع الأول يمثله بالأساس جمهور ثورة 25 يناير من الشباب وجزء من الطبقة الوسطى المؤمنة بقيم الثورة، بالإضافة إلى الموظفين والعمال الذين شاركوا فيها وأسهموا فى إنهاء حكم مبارك بعد 3 أيام من الإضراب كادت تشل البلاد. نعم، لم يفشل الحكم الإخوانى فقط فى إرضاء هذا الجمهور الثائر، فحوله إلى كتلة ثائرة ضده هو، بل زاد عليه قطاعات أخرى، وكأنه يسعى بلا وعى منه إلى استنزاف ذاته.

ويتمثل القطاع الثانى فيما نسميه «جمهور الإعلان الدستورى». فصدوره كان لحظة مفصلية دفعت إلى تسييس قطاعات مجتمعية كانت قد رفعت خلال الثورة وبعدها شعار «الاستقرار وعجلة الإنتاج»، فما دون ذلك لم يكن يهمها. إلا أن إصدار هذا الإعلان نجح فى تحريكها وضمها إلى الجمهور الثائر لأنها شعرت، لأول مرة، بأن وجودها نفسه مهدد أمام نظام أعطى لنفسه سلطات إلهية فاقت النهج السلطوى المعتاد، هذا النهج الذى لم يكن ليمس مصالحهم أو نمط حياتهم، فتصالحوا معه.

وإبان الإعلان الدستورى والاستقطاب الذى لحق به، دخلنا مرحلة جديدة تشكل فيها قطاع أوسع نسميه «جمهور رفض الطائفة الإخوانية». فقد تكوّن إدراك جمعى مفاده رفض الإخوان كطائفة حاكمة. لم يرفضوهم لأنهم إسلاميون أو غير إسلاميين، فليست هذه هى القضية هنا. فحزب النور السلفى ذاته تركهم لأنه تأذى من سلوكهم الإقصائى مثله مثل الباقين. كما أن محرك الرفض لم يكن فقط إدارتهم للدولة بمنهج إقصائى، بل لأنهم أيضا تعاملوا مع الناس عامة بمنهج طائفى استعلائى. فمن انتمى لهذه الطائفة يشعر بأنه يتميز على خلق الله وأنه أعلى وذو سلطان. وهنا تحولت جماعة الإخوان إلى ما يشبه «العدو العام» الذى يريد المجتمع أن يقتلعه من داخله اقتلاعا حتى يتخلص مما يتسبب به من آلام اجتماعية ونفسية. وإن كنا لا نتفق مع مثل هذه الأفكار الإقصائية إلا أن ممارسات الجماعة هى التى عززتها مجتمعيا.

أما القطاع الأخير فهو يمثل الشريحة الأوسع من الفئات الاجتماعية غير المسيسة، ولا حتى المهتمة بالسياسة، ولكنها متضررة من غياب الأمن، انقطاع الكهرباء، سوء الأحوال الاقتصادية وأزمة البنزين، وما يتسبب فيه ذلك من قطع أرزاق فئات بعينها كسائقى الميكروباص أو عمال اليومية مثلا. والحقيقة أن دخول هذه القطاعات بوتقة الصراع سيزيد من حميته، وفى الوقت نفسه من صعوبة إنهائه لأن السياسة لا تحكم التحرك هنا.

ويتضح أخيرا مما سبق أن النظام الإخوانى قد استعدى الجميع بشكل يبدو وكأنه منهجى، وها هو الآن يحصد نتيجة ما زرع لكن للأسف على أنقاض دولة تنهار ومجتمع تقطعت أوصاله!








التعليق والتصويت على الموضوع في الموقع الرئيسي



اخر الافلام

.. فرنسا: القيادي اليميني المتطرف إريك زمور يتعرض للرشق بالبيض


.. وفد أمني إسرائيلي يزور واشنطن قريبا لبحث العملية العسكرية ال




.. شبكة الجزيرة تندد بقرار إسرائيل إغلاق مكاتبها وتصفه بأنه - ف


.. وزير الدفاع الإسرائيلي: حركة حماس لا تنوي التوصل إلى اتفاق م




.. حماس تعلن مسؤوليتها عن هجوم قرب معبر -كرم أبو سالم- وتقول إن